حملات تبرع لإنقاذ محكومين بالإعدام قبيل إقرار قانون يقيّد جمع الديات في السعودية
حملات تبرع لإنقاذ محكومين بالإعدام قبيل إقرار قانون يقيّد جمع الديات في السعوديةحملات تبرع لإنقاذ محكومين بالإعدام قبيل إقرار قانون يقيّد جمع الديات في السعودية

حملات تبرع لإنقاذ محكومين بالإعدام قبيل إقرار قانون يقيّد جمع الديات في السعودية

بدأت عائلة قاتل سعودي محكوم بالإعدام، بحملة تبرعات لجمع مبلغ ضخم قيمته 50 مليون ريال (أكثر من 13 مليون دولار) لدفعه لعائلة القتيل في مسعى للصلح والعفو الذي سيجنب ابنهم تنفيذ الحكم.

وبات جمع الدية وتسليمها لذوي القتيل، السبيل الوحيد لتجنب تنفيذ الإعدام بحق الشاب فيصل بن عبث الخراصي العتيبي، إذ يمكن للقضاء إلغاء حكم الإعدام المستمد من تفسيرات الشريعة الإسلامية في حال عفا ذوو المجني عليه عن الجاني مقابل دية أو من دونها.

وتتزامن حملة "عتق رقبة" فيصل، مع حملات أخرى أطلقتها عوائل سعودية أخرى يواجه أبناؤها أحكام إعدام نهائية أيضاً، وتستهدف جمع مبالغ كبيرة هي ديات طلبها ذوو المجني عليهم للعفو عن أبنائهم المحكومين بالإعدام.

ونشطت بضع حملات لجمع ديات مليونية بينما تستعد المملكة لإقرار نظام صلح جديد يتضمن تحديد أعلى قيمة لدية القتيل، وافق عليه مجلس الشورى الأسبوع الماضي وينتظر موافقة مجلس الوزراء المرتقبة عليه ليصبح سارياً.

وتقول وسائل إعلام محلية، إن نظام الصلح الجديد يتضمن تحديد أعلى قيمة لدية القتيل عند خمسة ملايين ريال (نحو 1.3 مليون دولار)، مايعني أن جمع المبالغ الكبيرة سيكون ممنوعًا، وهو ما يلبي طموحات ومطالب كثير من السعوديين.

ويقول عضو مجلس الشورى، الدكتور سليمان الفيفي، إن نظام الصلح الجديد يستهدف معالجة "المبالغات في طلب الديات وتحويلها إلى مهرجانات متاجرة بالدماء؛ ما استدعى ضرورة تنظيم طلب الديات وسد أي فراغ تشريعي يسهم في تفاقم هذه الظاهرة".

وأشار الفيفي في تصريحات للصحافة المحلية، إلى أن نظام الصلح يستهدف "حماية المجتمع من السلوك العدواني للأفراد ومنع الاستغلال، وإلى تنظيم عملية جمع مبالغ الصلح، وتقدير التعويض عن القصاص وتنظيمه في حالة الجناية المتعمدة على النفس وما دونها، ورفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع فيما يتعلق بأحكام جمع مبلغ الصلح عن القصاص وأهمية العفو".

وتواجه مطالب الديات الكبيرة انتقادات كبيرة يقول أصحابها إنها "تجارة بالدماء"، وينتقد آخرون حملات التبرع ويقولون إن المحكوم بالإعدام يجب أن يُترك ليواجِه مصيره بعد أن تورط بقتل شخص آخر.

ونشر عبدالله البرقاوي، وهو صحفي سعودي معروف، دعوة لمتابعي حسابه الكثر في تويتر، يحثهم فيها على المشاركة في حملة التبرع لجمع مبلغ الدية الكبير لإنقاذ فيصل العتيبي من الإعدام، وهو أسلوب شائع في المملكة عند جمع الديات الكبيرة، إذ يتم الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي لتنشيط حملة التبرع.

وكتب البرقاوي في مشاركته بالحملة "كن من المساهمين في عتق رقبة هذا الشاب" قبل أن يستشهد بالآية القرآنية "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا"، ويشير لكون "المساهمة تتم عبر حساب بنكي باسم إمارة منطقة مكة المكرمة" لحين اكتمال مبلغ 50 مليون ريال.

بينما تدعو صفحات تمثل قبائل ووجهاء للمشاركة في حملات تبرع أخرى، بينها واحدة قيمتها 20 مليون ريال (نحو 5.3 مليون دولار) في منطقة الرياض، لكن من غير المؤكد أن توقيت كل تلك الحملات مرتبط بقرب إقرار نظام الصلح الجديد.

وأشار ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في لقاء قبل أيام، مع مجلة "أتلانتك" الأمريكية، إلى أن قضاة بلاده لن يتخلوا عن فرض أحكام القصاص "الإعدام" على من يدانون بجرائم قتل عمد، كونها وردت بنص صريح في القرآن الكريم، لكنه قال إنها تولي الصلح أهمية كبيرة لتجنب تنفيذ تلك الأحكام.

وتنطبق مواد مشروع نظام الصلح الجديد على كل من صدر بحقه حكم شرعي بالقصاص في النفس أو فيما دونها، ووافق المجني عليه، أو أولياء المجني عليه على العفو دون مقابل أو مقابل التعويض.

وينظم المشروع المقترح في مواده الأوضاع المتعلقة بالدعاية والإعلان لجمع المبالغ، حيث تمنع إحدى مواد المشروع الجاني أو أولياء الجاني الدعاية والإعلان بأي وسيلة كانت، أو فتح ضيافات أو اجتماعات بغرض جمع التبرع للصلح.

ونص المشروع المقترح في مادة أخرى بأنه لا يحق للجاني أو أولياء الجاني الاتصال بالمجني عليه، أو أولياء المجني عليه، أو تكليف من يتصل به، إلا بعد موافقة لجنة إصلاح ذات البين في إمارة المنطقة.

وتشهد السعودية كل عام جمع ديات كبيرة يشارك بالتبرع في بعضها مواطنون من دول خليجية أخرى، يلبون دعوات قبائلهم التي تنتشر في دول الخليج العربي.

كما تشهد ساحات الإعدام لحظات مؤثرة بين فترة وأخرى، عندما يتم العفو عن المحكومين بالإعدام قبيل تنفيذ الحكم سواء مقابل دية أو من دونها، بينما تنتهي بعض الأحكام بالتنفيذ إذا رفض ذوو المجني عليه العفو.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com