صحيفة إيرانية: الحكومة تستعد لترميم مقام ديني في شيراز على حساب منازل أثرية

قالت صحيفة إيرانية، اليوم الأربعاء، إن حكومة إبراهيم رئيسي تعمل على إحياء مشروع "تطوير وترميم ضريح شاه جراغ" في مدينة شيراز جنوب إيران، مشيرة إلى أن "إحياء هذا المشروع سوف يتسبب في تدمير 200 منزل من المنازل الأثرية والتاريخية في المدينة.

والمرقد يضم ضريح للأخوين أحمد ومحمد أبناء موسى الكاظم (سابع الأئمة لدى الطائفة الشيعية)، وشقيقي علي بن موسى الرضا (الإمام الثامن) ومدفون في مدينة مشهد شمال إيران، ويعد هذا المرقد من أبرز أماكن العبادة في مدينة شيراز.

وأضافت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن "المجلس الأعلى للتخطيط العمراني وافق على "خطة تطوير ضريح شاه جراغ"، المعروفة باسم خطة "57 هكتار"، في عام 2010 أثناء عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

وبحسب الصحيفة الإيرانية، "فإن الخطة، التي ألغيت بعد أربع سنوات بسبب تعارضها مع "مخطط مدينة شيراز الشامل"، "أعيد إحياؤها في حكومة إبراهيم رئيسي، وأثارت مخاوف السكان واللجان الثقافية والنشطاء في المدينة".

وبحسب التقرير، فإن تدمير النسيج التاريخي المجاور لضريح شاه جراغ "بدأ في ثمانينيات القرن الماضي، حيث دمرت عدة منازل تاريخية، وفي النصف الثاني من التسعينيات، تم تدمير حوالي سبعة هكتارات من النسيج التاريخي لجنوب الحرم في إطار مشروع بناء الحرمين، وهو أكبر تدمير في تاريخ تدمير النسيج التاريخي لإيران في العقود الأربعة الماضية".

وبالتزامن مع نشر هذا التقرير، انطلقت حملة لوقف هذا المشروع، وطلب مواطنو مدينة شيراز في رسالة إلى عزت الله ضرغامي، وزير التراث الثقافي والصناعات اليدوية والسياحة، إيقاف هذا المشروع.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر في الأيام القليلة الماضية وسم "دعم بيوت شيراز التاريخية"، واستخدمه المواطنون لانتقاد تطوير منطقة "شاه جراغ" على حساب تدمير النسيج التاريخي لشيراز.

وقال عزت الله ضرغامي للصحيفة في هذا الصدد: "لدينا العديد من القضايا التي يجب أن نجلس معًا لحلها بالخبرة، يقول أحدهم إنه يريد تدمير شيء ما، من ناحية أخرى، يقول آخر إنه ليس تاريخيًا وهو منزل عادي".

وأضاف: "لدينا أشياء مختلفة نقولها، وعلينا الجلوس مع مسؤولي القطاع السياحي لمناقشة مشاكلنا وحلها، بحضور الخبراء، حول السياق التاريخي لشيراز".

وأشارت الصحيفة الإيرانية إلى أن 180 أستاذاً جامعياً، بينهم أعضاء في اتحاد الجمعيات العلمية الطلابية للهندسة المعمارية والترميم والتخطيط العمراني في إيران، بعثوا رسالة إلى الرئيس إبراهيم رئيسي، عبروا فيها عن قلقهم بشأن التدمير المنظم للتاريخ الأثري لمدينة شيراز، مطالبين إياه بـ"وضع حد للدمار في هذه المدينة".