رغم تراجع أسعاره.. اليمنيون عاجزون عن شراء عسلهم المشهور عالميا
رغم تراجع أسعاره.. اليمنيون عاجزون عن شراء عسلهم المشهور عالميارغم تراجع أسعاره.. اليمنيون عاجزون عن شراء عسلهم المشهور عالميا

رغم تراجع أسعاره.. اليمنيون عاجزون عن شراء عسلهم المشهور عالميا

أحدثت الأوضاع المعيشية المتردية في اليمن والأزمات الاقتصادية المتشعبة إلى تغيير عادات الناس الشرائية وتخليهم عن الكثير من الأمور التي كانت في متناول يدهم ومن أساسيات حياتهم مثل العسل الذي تشتهر به اليمن.

وساهم التضخم الشديد الناجم عن الحرب المستمرة في اليمن، منذ سبع سنوات، في انخفاض حتمي لمعدلات استهلاك اليمنيين للعسل، وتراكم فائض إنتاج المناحل لدى التجار الباحثين عن زبائن للشراء.

ويقول مواطن يمني باسم إدريس الحداد إنه كان يشتري سبعة كيلوجرامات من العسل اليمني ذي الجودة المشهورة عالميا، ولكن دارت الأيام ولم يعد باستطاعته شراء سوى كيلوجرام واحد فقط، عندما يذهب للتسوق.

ودفع الحداد 30 ألف ريال يمني فقط (50 دولارا) مقابل قرص من عسل السدر وزنه كيلوجرام واحد.

وقال: "في السابق، كنت أشتري من هنا بالدبة (7 كيلو) بحكم أن أسرتنا كبيرة قليلا، حاليا أشتري بالكيلو وأحيانا بنص الكيلو خاصة مع أيام البرد والأمراض. بسبب الوضع الاقتصادي وعدم وجود مرتبات أصبحنا نشتري بالمساواة ونصف الكيلو بعض الأوقات، وبعض الأسر غير قادرة على شرائه أصلا".

وعبّر زبون آخر هو إبراهيم الصنفي عن أسفه إزاء هذه الأوضاع وقال إنه لم يكن هناك "بيت يمني واحد دون عسل".

من جهته، يقول النحال أمين حسين في منحله بوادي ظهر في محافظة صنعاء: "في السابق كان التجار يصلون إلينا حتى البيوت والمناحل، ونحن مع النحل في الوديان.. ولكن الآن نحن نذهب إلى السوق، ضعف السوق والتجار الذين كانوا يأتون إلينا للشراء لم يعودوا يأتون"، بحسب رويترز.

وتزحف أسراب النحل وتطير بطنين مسموع حول الخلايا المصنوعة من الخشب، وتتغذى على أزهار شجرة اللوز.

في العاصمة صنعاء، قال فارس الحوري، وهو صاحب متجر، إن أسعار العسل تراجعت بنسب تتراوح بين 30 و40% عن العام الماضي، رغم أنها كانت منخفضة بالفعل.

وأضاف: "‏المعابر الحدودية مغلقة، الشحن والتصدير واقف، حتى أصبح العسل السنة هذي رخيصا، أقل من السنة الأولى تقريبا من 40 إلى 30%، لكن لا يوجد إقبال، ليست هناك مادة، يعني الناس بالكاد تروح إلى الحاجات المادية حق الأكل إلى الغذاء، خلاص يعني مش مستفيدين من العسل إلا أشخاص قليلين جدا".

في متاجر العسل الراقية في صنعاء يعرض الباعة العسل الفاتح والداكن والشفاف والمعتم، وهي أصناف مشهورة بحلاوة المذاق والفوائد الصحية ويضعون الملاعق بجوار العسل لإغراء الزبائن على التذوق.

يقول البائع حلمي المرهبي: "منتجاتنا، حركتنا التجارية شبه واقفة، شبه مشلولة، نحن الآن، يعني حاليا نغطي الإيجار من جيوبنا".

وتواجه صناعة العسل في اليمن تحديات كثيرة، من أول المواجهات العسكرية إلى الألغام الأرضية ونقص الوقود الذي يعرقل نقل المستعمرات لتتغذى على النباتات الموسمية، كما يمثل تغير المناخ عقبة إضافية أخرى.

وقال عبد الله يريم، رئيس المؤسسة اليمنية لتطوير قطاع النحل والإنتاج الزراعي: "‏هنالك فائض في الإنتاج.. الفائض في الإنتاج أتى نتيجة الحصار، طبعا كان سوقنا كبيرا في دول الخليج، أصبحت هناك اشتراطات. طبعا نحن اليمنيين مازلنا ننتج العسل بشكل بدائي فأصبحت هناك اشتراطات، من ضمن هذه الاشتراطات دخوله في عبوات معينة وبكميات بسيطة. وهذا أدى إلى تراجع تصدير العسل، إللي كان يُصدر أصبح الآن يُستهلك محليا، وأصبح هنالك فائض في الإنتاج".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com