أسباب ونتائج.. ما مصير سبعة ملايين أمي في العراق؟
أسباب ونتائج.. ما مصير سبعة ملايين أمي في العراق؟أسباب ونتائج.. ما مصير سبعة ملايين أمي في العراق؟

أسباب ونتائج.. ما مصير سبعة ملايين أمي في العراق؟

تسعى الحكومة العراقية لمواجهة الأمية بعد تصاعد أعداد الأميين إلى الملايين، فيما تقول وزارة التربية إنها أطلقت عدة برامج لمكافحة الأمية.

وتشير حصيلة غير رسمية إلى وجود سبعة ملايين أمي في المجتمع العراقي، من جميع الفئات، من كبار السن، أو المتسربين من المدارس، أو الذين فضلوا بيئة العمل دون إكمال الدراسة، بحثا عن لقمة العيش.

ومن هؤلاء الأشخاص محمد صاحب (19 عاماً)، يعمل في سوق شعبية بالعاصمة بغداد، لتفريغ البضائع من الشاحنات، وقد ترك مقعده الدراسي في سن السابعة، حيث لم يتمكن من تعلم القراءة والكتابة.

يقول محمد صاحب لـ "إرم نيوز"، إن "ترك مقاعد الدراسة، جاء بسبب الظروف المعاشية الصعبة، وحاجة أهلي إلى رعاية، مع وجود والدتي المريضة، وعدم حصولها على معونة حكومية، على رغم شمولها بذلك، لكن بسبب الفساد والمحسوبية لم نتمكن من استصدار البطاقة الخاصة بتلك المعونة".

ويضيف الشاب العراقي، أن "الأمية صعبة.. وأواجه الكثير من الإحراج في العمل، عندما يطلبون مني كتابة بعض الأمور الخاصة بالحسابات مثلاً، أو كتابة ملاحظة، أو طلب توقيع وغير ذلك".

ويتابع، أن "الحياة تبدو مختلفة تماماً عندما تكون أمياً.. هناك جزء من آلات الفهم مفقود، ما يعني أنه لا يمكن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، بشكل جيد، والاعتماد على مقاطع الفيديو، والصوت فقط، وهو شعور، كالذي ينظر بعين واحدة".

وعبر صاحب، عن أمنيته بأن يتمكن من القراءة والكتابة، سواءً عبر برامج محو الأمية أو بأي طريقة أخرى.

وكانت تحذيرات عدة أشارت إلى أن النظام التعليمي في العراق يعاني بشدة، إذ حذر البنك الدولي في وقت سابق، من أن مستويات التعليم بالعراق هي من بين أدنى المستويات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومع مجيء رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، إلى منصبه، أطلق حملة واسعة للنهوض بقطاع التعليم، غير أن تلك الحملة ما زالت بحاجة للكثير من الوقت.

وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة التربية، حيدر فاروق، إن "وزارة التربية، أطلقت عدة برامج لمواجهة الأمية، تبدأ من مكافحة التسرب من مقاعد الدراسة"، مشيراً إلى أن "تلك المسألة لها جذورها الاقتصادية، والأوضاع التي مر بها العراق".

وأضاف فاروق في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هناك مشاريع مشتركة مع منظمات دولية، عاملة في العراق، كما أن الوزارة تمتلك أكثر من 20 ألف مركز لمحو الأمية، في مختلف محافظات البلاد، حيث انطلقت قبل شهرين الدفعة العاشرة من المتعلمين، ضمن هذا البرنامج، فضلاً عن وجود التعليم المسرع، وكل ذلك يصب في صالح العملية التربوية".

مؤشر الظاهرة وداعش 

ويرى مختصون في الشأن التربوي، أن الأوضاع التي مرت بها العراق، والتهجير الذي تعرض ملايين العائلات، بسبب دخول داعش، وما رافق ذلك من مقتل آلاف المواطنين، أو اختطافهم، انعكس سلباً على حياة العائلات، مثل غياب المعيل، وهو ما يضطر بتلك الأسر، إلى الزج بالأطفال مثلاً، في العمل، للحصول على لقمة العيش.

وتصاعدت الظاهرة في المجتمع العراقي بشكل كبير، عام 2014، عندما سيطر داعش على عدد من محافظات البلاد، وشهدت المدن حينها مواجهات بين القوات العراقية، والتنظيم المتطرف، لينتج عن ذلك موجات نزوح وأوضاع إنسانية صعبة.

حملة واسعة 

أما في المحافظات الجنوبية، وهي لم تشهد مثل تلك الأحداث، فإن الفقر وسوء الإدارة وتفشي المحسوبية والحرمان، فاقم مشكلات العائلات، فرغم وجود الموارد النفطية، إلا أن نسب الفقر مرتفعة بشكل كبير، وتعتمد آلاف تلك العائلات على المعونات الاجتماعية.

وفي هذا السياق، قال المشرف التربوي المتقاعد، يوسف الجبوري، إن "العراق يحتل مراكز متأخرة جداً من حيث نسبة وجود الأميين في صفوف شعبه، وهذا ينبع من السياسات الخاطئة، والسياق العام لما يمر به البلد من حروب وكوارث، تسببت بجيوش من العاطلين والأشخاص غير المنتجين، فضلاً عن المشتغلين في المخدرات، وتجارة الممنوعات".

ويرى الجبوري لـ "إرم نيوز" أن "البلاد بحاجة إلى حملة أوسع، تراعي الوضع المادي للمتعلمين، وتوائم نمط معيشتهم، على أن تستمر تلك الحملات بشكل مكثف، مع متابعة نتائجها، والاستفادة من مخرجاتها، بشكل تام".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com