بين النجاح وإثارة الجدل.. هذه أبرز الأحداث الفنية التي شهدها العام 2021
أيام قليلة تفصلنا عن نهاية عام 2021، الذي شهد العديد من الأحداث والفعاليات الفنية، منها ما كُتب له النجاح وأخرى طالتها انتقادات سلبية.
وشهد عام 2021 انفراجة نسبية بعد تراجع أزمة فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، الأمر الذي أعاد الحيوية إلى المهرجانات الفنية سواء على المستوى العربي أم العالمي، وأشعل مجددًا الحماسة للحفلات الغنائية.
مهرجانات الفن العالمية.. عودة خجولة للحياة
عادت الحياة بشكل خجول لأبرز المهرجانات الفنية العالمية، مع بدء انحسار أزمة فيروس "كورونا"، حيث شهد حفل الأوسكار لهذا العام حضور 170 شخصًا، والذي أقيم لأول مرة في محطة "يونيون" التاريخية بلوس أنجلوس.
وحصد فيلم "نوماد لاند" جائزة الأوسكار، إضافة إلى نجمته الممثلة فرانسيس ماكدورماند التي حصدت الجائزة كذلك، كما نال مخرجه كلوي تشاو الأوسكار، فيما حصل الفنان أنطوني هوبكنز على الأوسكار عن دوره في فيلم "الأب".
ونال فيلم "جولة أخرى" جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبي، بينما حصد فيلم "روح" جائزة أفضل فيلم كرتون طويل.
وعاد هذا العام كذلك، مهرجان كان السينمائي العريق بعد توقفه في عام 2020، والذي لفت الأنظار بمفاجأته بإحراز الفرنسية جوليا دوكورانو جائزة السعفة الذهبية عن فيلمها "تيتانيوم"، لتصبح ثاني امرأة تفوز بالجائزة في تاريخ المهرجان كله.
وتأخر مهرجان برلين السينمائي 3 أشهر عن موعده، لينطلق بعدها في نسخته الـ71، حيث أقيم حفل تسليم الجوائز في الهواء الطلق.
مهرجانات عربية بين السقوط والنهوض
وعلى غرار المهرجانات العالمية، عاودت المهرجانات الفنية العربية نشاطها، ليعود مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ43، إذ نالت فيه سوامي روتولو جائزة أحسن ممثلة، بينما ذهبت جائزة أحسن ممثل للفنان المصري محمد ممدوح.
وتصدر مهرجان الجونة السينمائي في نسخته الخامسة هذا العام حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتقادات وجدل واسع، إثر إطلالات معظم الفنانات الحاضرات فيه، إذ قال متابعون إن أغلب من حضرن في المهرجان كانت إطلالاتهن "فاضحة".
وشنت الفنانتان رجاء حسين وسميحة أيوب هجوما لاذعا على المهرجان، حيث أكدتا أن "المهرجان يسيء لمصر، ولم يقدم فنا بل استعراضا للعري والأجساد".
ولفت العراق الأنظار هذا العام في محاولته للنهوض من جديد والوقوف على قدميه فنيا من خلال مهرجان العراق الدولي، الذي حضره ما لا يقل عن 60 فنانا مصريا، في رسالة داعمة فنية وإنسانية.
فيما كرم مهرجان العراق عددا كبيرا من الفنانين العرب والإقليميين.
السعودية تنهض بـ"مهرجان البحر الأحمر"
وكان اللافت في هذا العام، انطلاق أول مهرجان سينمائي في المملكة العربية السعودية بعد عقود من التغييب الفني.
وانطلق مهرجان البحر الأحمر في مدينة جدة الساحلية بعد تأجيله من مارس/ آذار هذا العام إلى ديسمبر/ كانون الأول الجاري بسبب فيروس "كورونا"، وجذب إليه العديد من الفنانين السعوديين والعرب والعالميين.
وعرض في المهرجان 138 فيلماً من 67 دولة، كما تم تكريم الممثلة الفرنسية كاترين دونوف والمخرجة والمنتجة السعودية هيفاء المنصور والممثلة المصرية ليلى علوي، إضافة إلى الفرنسي جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي في باريس.
جاستن بيبر في السعودية
وفي حدث آخر، رسخت السعودية مكانتها الفنية هذا العام، بإقامة الحفلات الفنية واستقطابها لنجوم عرب وعالميين، حيث لفت حضور الفنان الكندي جاستن بيبر لإحياء حفل فني في السعودية الأنظار محليا وعربيا.
ولاقى الحفل، الذي أقيم في مدينة جدة ورافق ختام الجائزة الكبرى للفورمولا 1، حضورا واسعا ونجاحا كبيرا وإشادة من قبل معجبي الفنان.
مأساة مروعة في فيلم "راست".. ووداع مؤثر لـ"جيمس بوند"
شغل فيلم "راست" من بطولة الفنان أليك بالدوين وسائل الإعلام العالمية، بعد حادثة إطلاق نار مروعة، راح ضحيتها مديرة التصوير هالينا هتشينز، وإصابة المخرج جويل سوزا.
ووقعت المأساة بعد إطلاق النار من قبل الممثل بالدوين بالخطأ، أثناء تدربه على أحد المشاهد.
وباشرت الشرطة الأمريكية تحقيقاتها في الواقعة، إذ إنه من المفترض أن يكون الرصاص الموجود داخل المسدس الذي أطلق منه الممثل الأمريكي النيران، غير حقيقي.
وأثارت واقعة إطلاق النار في المشهد التمثيلي انتقادات واسعة، وسط تضارب المعلومات بشأن ما وقع تحديدا، خاصة فيما يتعلق بمعايير الأمن والسلامة.
وعلى صعيد فني آخر، كان من أبرز الأحداث الفنية هذا العام، توديع الممثل الإنجليزي دانيال كريغ لسلسلة الأفلام الشهيرة "جيمس بوند".
واتخذ كريج قراره باعتزال تقديم شخصية جيمس بوند مع نهاية فيلم السلسلة "لا وقت للموت".
وقال الممثل الإنجليزي خلال توديعه أفراد الطاقم إنه "أحب الاستيقاظ كل صباح للعمل مع هذا الفريق، وكان تقديم هذه الشخصية أعظم تكريم له في حياته".
وظهر دانيال كريج في أول أفلام سلسلة جيمس بوند عام 2006 ببطولة فيلم Casino Royale، الذي حقق إيرادات بلغت أكثر من 616 مليون دولار.
أفلام مثيرة للجدل
أثارت عدة أفلام هذا العام جدلا واسعا لدى الرأي العام العربي، لعل أبرزها فيلم "أميرة"، الذي لعبت بطولته الفنانة الأردنية صبا مبارك، وكان مرشحا للتمثيل في جائزة "الأوسكار".
ويسلط الفيلم الضوء على قصة فتاة اسمها "أميرة"، ولدت عبر نطفة مهربة لوالدها القابع في سجن "مجدو" الإسرائيلي، لتُفاجأ في فترة لاحقة أن هذه النطفة تعود لضابط إسرائيلي مسؤول عن التهريب من داخل السجن، والذي قام باستبدال العينة قبل أن يتم تسليمها للعائلة.
ووجهت أصابع الاتهام إلى القائمين على الفيلم بتشويههم قصة الأسرى الفلسطينيين، لتتحول عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى قضية رأي عام، مع مطالبات بإيقاف الفيلم وسحبه.
وأدت الضجة الدائرة بشأنه إلى إعلان الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، سحبه من سباق جوائز الأوسكار 2022.
بدوره، خلق فيلم "الريش" جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي وأزمة في مهرجان الجونة السينمائي، إذ انسحب ثلاثة فنانين خلال عرضه في المهرجان.
وطالت الفيلم اتهامات بـ"الإساءة إلى مصر" بعد تسليطه الضوء على معاناة عائلة من الفقر الشديد، فيما برر فنانون انسحابهم من عرضه أن "الواقع المأساوي الذي يعرضه مبالغ فيه، وأن مصر تخلو من صورة الفقر الشديدة المعكوسة في الفيلم".
ورغم انتقادات فيلم "الريش"، إلا أنه كان أول فيلم مصري طويل يحصد الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في مهرجان "كان".
وواجه أحدث أفلام ديزني عن الأبطال الخارقين "إيترنلز" قرارا بالسحب من عدد من الدول العربية من بينها الأردن والسعودية والكويت وقطر ومصر.
وجاء قرار سحب الفيلم على خلفية رفض القائمين على العمل حذف بعض المشاهد وتغيير التصنيف العمري له.
مسلسلات عربية حققت نجاحا رغم "الانتقادات"
تمكنت مسلسلات عربية هذا العام من تحقيق نجاح لافت وحجز مكانة لها، رغم الانتقادات التي طالتها، بعد قدرتها على تقديم نفسها في "قالب مبتكر وجديد".
ومن أبرز المسلسلات التي لاقت أصداء وانتقادات في ذات الوقت لهذا العام، كان مسلسل "مدرسة الروابي" الأردني، والذي عرض على منصة "نتفلكس".
وتمكن المسلسل، الذي يسلط الضوء على قضية "التنمر" بين المراهقات في المدارس، من إيصال فكرته بطريقة جريئة وغير تقليدية.
وتعرض "مدرسة الروابي" لحملة شرسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لإيقاف عرضه، بدعوى أن "ما قدمه لا يمثل الواقع"، متهمين صناع الفيلم بـ"هدمهم منظومة القيم والأخلاق".
ولم يكن "مدرسة الروابي" المسلسل الوحيد، الذي أدت محاولات لإيقاف عرضه، فقد تعرض مسلسل "رشاش" السعودي لحملة مماثلة، في الوقت الذي حقق فيه نجاحا دراميا بعد عرضه.
وتناول العمل قصة مستوحاة من الواقع، وقعت في ثمانينيات القرن الماضي، حول رجل العصابات المفترض ”رشاش“، من خلال محاكاة درامية.
ويحكي المسلسل قصة شاب سعودي، يدعى رشاش العتيبي، عاش في ثمانينيات القرن الماضي، وكان واحدا من أشهر المجرمين وقاطعي الطرق في المملكة، قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه، وينفذ فيه حكم الإعدام، هو واثنان من أفراد عصابته، فيما قضى عضو رابع بالعصابة في مواجهة مع رجال الأمن.
وأبدى عدد كبير من السعوديين اعتراضهم على العمل، إذ رأوا فيه إساءة لقبيلة عتيبة، وهي واحدة من أكبر قبائل المملكة والخليج العربي، وإساءة لعائلة الشاب رشاش، إضافة إلى ما تم تداوله عن معارضة عائلة "رشاش" لبث العمل تلفزيونيا.
"الهيبة" إلى تركيا.. و"لعبة الحبار" الأكثر مشاهدة عالميا
وتمكنت أعمال درامية هذا العام من إحداث ضجة على المستوى العالمي والمستوى العربي، بنجاحها الساحق، بعد أن تمكنت من محاكاة الواقع بالاستعانة بـ"الأكشن" والترميز، لتتجاوز النجاح الفني، وتصبح هاجسا للمحاكاة في واقع الحياة اليومي.
ولعل أبرز الأعمال التي تربعت على عرش الدراما عالميا والأعلى مشاهدة في تاريخ منصة "نتفلكس" والأعلى بحثا على محرك "غوغل"، المسلسل الكوري "لعبة الحبار"، الذي استطاع جذب أكثر من 111 مليون مشاهد.
وينتقد "لعبة الحبار" الرأسمالية من خلال لعبة يخضع لها أبطال المسلسل، المدينون جميعا لأشخاص آخرين، حيث ينخرطون في ألعاب قاتلة من ذاكرة الطفولة، بهدف حصد الجائزة الكبرى على أمل إنقاذهم من ديونهم الغارقين فيها.
وعلى صعيد عربي، شهد هذا العام ختام أجزاء مسلسل "الهيبة"، الذي تمكن طوال عرض أجزائه الخمسة جميعا من تحقيق نجاح كبير.
وتصدر مسلسل "الهيبة" وهو من بطولة الفنانَين السوريَين منى واصف وتيم حسن مع عرض جزئه الخامس والأخير، قائمة الأكثر بحثا على "غوغل".
وأعلن القائمون على المسلسل، عقب نجاحه على المستوى العربي، تقديم نسخة تركية منه، ليكون أول مسلسل عربي يحظى بهذه الفرصة.
ومن المقرر أن يجسد الممثل التركي تولغا ساريتاش شخصية "جبل"، والتي لعبها الفنان تيم حسن طوال أجزاء المسلسل.
