أزمة "ريش" تتصاعد.. تحرك برلماني لمحاسبة صناعه ومحام يقدم بلاغا للنائب العام
أزمة "ريش" تتصاعد.. تحرك برلماني لمحاسبة صناعه ومحام يقدم بلاغا للنائب العامأزمة "ريش" تتصاعد.. تحرك برلماني لمحاسبة صناعه ومحام يقدم بلاغا للنائب العام

أزمة "ريش" تتصاعد.. تحرك برلماني لمحاسبة صناعه ومحام يقدم بلاغا للنائب العام

شهدت أزمة فيلم "ريش" في مصر، تطورات لافتة، يوم الثلاثاء، بعد تقدم برلماني بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب، وتقديم محام بلاغا للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا ضد مخرج وسيناريست ومنتج العمل.

وكان الفيلم أثار جدلا في مصر، وتعرض لانتقادات، عقب مشاركته في مهرجان الجونة السينمائي بمصر، وسط اتهامات له بـ"الإساءة لمصر". وتتمحور أحداث الفيلم حول عائلة فقيرة، وتستعرض مشاهده، العشوائيات في مصر.

وأعلن عضو مجلس النواب المصري أحمد مهني، تقديمه طلب إحاطة لرئيس المجلس، موجها لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم، بشأن عرض الفيلم، واصفا إياه بـ"المسيء لمصر".

واتهم النائب في بيان صادر عنه، الفيلم، بأنه "لا يقدم الصورة الحقيقية لمصر، ويساعد على تشويه الصورة الداخلية لمصر عالميا"، بحسب تعبيره.

وطالب البيان بـ"ضرورة محاسبة من شارك في إخراج هذا الفيلم الذي يسيء للدولة المصرية، من خلال عرض مشاهد تتنافى تماما مع الواقع"، بحسب قوله.

وأشار إلى "انخفاض معدلات الفقر والعشوائيات على مستوى الجمهورية، إذ تحولت المناطق العشوائية إلى مجتمعات حضارية متكاملة".



بلاغ للنائب العام

وفي السياق، تقدم أحد المحامين ببلاغ للنائب العام ونيابة أمن الدولة العليا ضد مخرج وسيناريست ومنتج فيلم ريش، متهما إياهم بـ"الإساءة لمصر وشعبها".

وقال المحامي سمير صبري، في بلاغه، إنه "بتاريخ 14 أكتوبر 2021، انطلق مهرجان الجونة السينمائي المصري في دورته الخامسة وخلال فعاليات ذلك المهرجان وبالأخص في يومه الثالث تم عرض فيلم ريش للمبلغ ضدهم".

وأضاف أنه "عقب عرض الفيلم بنحو ساعة سادت حالة من الغضب الشديد من قبل الفنانين والمشاركين بالمهرجان حال مشاهدتهم للعرض الأول للفيلم سالف الذكر، بل وتطور الأمر إلى مغادرة بعضهم لقاعة العرض؛ غضبا، ومن بينهم الفنان شريف منير والفنان أحمد رزق والفنان أشرف عبدالباقي والمخرج عمر عبدالعزيز، وذلك كله كان نتيجة لما لاحظه سالفو الذكر من ظهور صورة مسيئة وغير حقيقية لحياة المصريين والمجتمع المصري بأحداث الفيلم".

واعتبر المحامي، أن "صناع الفيلم محل هذا البلاغ، أساؤوا للدولة المصرية وذلك لتعمدهم إظهار صورة مسيئة وغير حقيقية لحياة المصريين والمجتمع المصري بأحداث الفيلم سالف الذكر"، مطالبا بـ"التحقيق فيما ورد ببلاغه وإحالة المبلغ ضدهم للمحاكمة الجنائية العاجلة".

وكان الفيلم المصري "ريش"، حاز على جائزتين في مهرجان "كان" بفرنسا، ونال إشادة كبيرة لدى عرضه دوليا، لكنه تعرض للنقد والهجوم عقب مشاركته في مهرجان الجونة السينمائي.

واعتبر منتقدوه أن الفيلم "يسيء إلى سمعة مصر".

ووصف الناقد الفني المصري سعد سلطان، فيلم "ريش" بأنه "خديعة مهينة لمصر"، متهما صناعه بـ"تعمد تصوير مظاهر الفقر وكذلك الشوارع الخالية من مظاهر الحداثة والتطوير في مصر".

وأضاف سلطان في تصريحات تلفزيونية، أمس الإثنين، أن "خطورة الفيلم تكمن في الإشارات التي يحويها، نتيجة تهالك كافة ديكوراته في تعمد واضح لإظهار مدى الفقر الذي تعيشه الأسرة المصرية"، بحسب قوله.

وتابع أن "التمويل الخارجي الذي كان يدفع لبعض منظمات المجتمع الدولي من أجل استهداف الدولة، بدأ يتجه حاليا إلى السينما باعتبار أنها الأقرب في التأثير على المواطن"، بحسب قوله.



"خروج النقد عن مساره"

في المقابل، رفض الناقد الفني المصري طارق الشناوي، الاتهامات الموجهة للفيلم بأنه يسيء لسمعة مصر، رافضا ما وصفه بـ"استخدام سلاح سمعة مصر للتقليل من الأعمال الفنية ومهاجمتها وضربها فقط لأنها لم تكن على هوى بعض مشاهديها".

وأضاف الشناوي في حديثه لـ"إرم نيوز"، أنه "عندما أراد البعض ضرب فيلم القاهرة منورة بأهلها الذي عرض بمهرجان كان عام 1991، تمت مهاجمته واستخدام نفس السلاح"، مشيرا إلى أن "الأمر وصل حينها لمطالب بسحب الجنسية من مخرجه الراحل يوسف شاهين".

وأكد الناقد الفني المصري، "احترامه لرفض بعض الفنانين استكمال مشاهدة الفيلم، لكن ليس من حق أحد أن يتهم الفيلم بالإساءة لدولة ليخرج النقد عن مساره تماما".

ونوه إلى أن "الفقر موجود في كل مكان في العالم، ليس في مصر فقط، ولا يعني تناوله في الأعمال الفنية أن يسيء للدولة".

الاختلاف يربك الناس

وقال مخرج العمل عمر الزهيري، في حديث لرويترز: "الفكرة تبدو هزلية وأقرب إلى النكتة بتحول الزوج إلى فرخة، لكن عندما نقترب من الحكاية نراها مشكلة كبيرة، مشكلة حياة أو موت".

وأضاف: "الفيلم مختلف تماما وفيه سينما متجددة وتجريب بشكل كبير. الاختلاف أحيانا يكون مربكا لبعض الناس".

وتابع: "أي شيء فيه تجديد تقابله محاولات للتصنيف، لكن في النهاية أنا مصري، والفيلم مصري، والفيلم ليس ملك صنّاعه بل هو ملك الجمهور".

وقال إن "التحضير لفيلمه الروائي الأول استغرق وقتا طويلا، لكنه أنجز عملية التصوير في 5 أسابيع فقط"، مشيرا إلى أن معظم المناظر عبارة عن ديكورات إضافة إلى جزء صُنع بالغرافيكس.



ويسرد الفيلم، وهو من إخراج عمر الزهيري، قصة عائلة فقيرة مكونة من أب وأم و3 أطفال.

وفي أحد الأيام يقرر الأب الاحتفال بعيد ميلاد أحد أبنائه، فيُحضر ساحرا لتقديم فقرات مسلية للضيوف، لكن عندما يستعين الساحر بالأب في تأدية فقرة، يدخله إلى صندوق خشبي كبير ويحوله إلى دجاجة ويختفي الأب.

ومن هذه "المفارقة العبثية" تنطلق أحداث الفيلم، إذ تلجأ الزوجة لكل السبل لاستعادة الأب، وتبحث عن الساحر، لكن دون جدوى، وبعدما تستنفد ما لديها من جنيهات معدودة، تبدأ في الاعتماد على نفسها لتدبير متطلبات الأسرة، وتدفع بابنها الأكبر للعمل في المصنع الذي كان يعمل فيه أبوه لسداد ديونهم.

وبعد أن يستقر وضع الأسرة نسبيا، يظهر الأب من جديد، لكن حالته المزرية وفقده للكلام والحركة تجعله عبئا جديدا على الأسرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com