"مساج الأطفال والرضع".. فوائد سلوكية وصحية للطفل والأم

يعرف معظمنا أهمية وفوائد تدليك الجسم، إضافة إلى جاذبيته في منحنا الشعور بالاسترخاء والصفاء، لكن مع ذلك، تغيب عنا أهمية تدليك الجسم بالنسبة للطفل كذلك، ومدى حاجته له، والفوائد التي يمكن أن يجنيها منه.

تقول بتول السرطاوي، متخصصة المساج واليوغا للأطفال والرضع، إن "ثقافة تدليك الأطفال متأصلة في الأصل في مجتمعاتنا العربية، وهي جزء من تقاليدنا، وتتقنها جداتنا وأمهاتنا، إلا أن الأمهات من هذا الجيل، لا يتقن غالبًا هذه التقنية، وينتظرن من أمهاتهن أو جداتهن أو حمواتهنّ، أن يفعلن ذلك لأطفالهن، الأمر الذي يعني أن فرصة حصول الأطفال على تدليك قد تكون متباعدة، أو ضعيفة، الأمر الذي يضعف معه الانتفاع منه".

وتنصح بتول السرطاوي، بالبدء بتدليك الطفل بعد الشهر الأول من عمره، بشكل خفيف ولمدد قصيرة، ثم زيادة المدة وشدة التدليك مع تقدم الطفل في العمر، وبما يتحمله جسده.

وتؤكد أن عشر دقائق هي أقل مدة للتدليك، للحصول على الفائدة، وذلك بالنسبة للرضيع في شهوره الأولى، وتزيد المدة مع تقدم الطفل في العمر، مبينة أن 20 دقيقة تعتبر المدة المثالية للتدليك.

وتتابع أنه بالإمكان تدليك الطفل أكثر من مرة في اليوم، وعلى حسب رغبة الطفل في ذلك، مع تجنب تدليك الطفل أثناء بكائه، أو رغبته في عمل أمور أخرى.

وتلفت السرطاوي إلى أن التدليك يعود على الطفل بفوائد عظيمة وكثيرة، من أهمها أنها تساعد الأطفال حديثي الولادة على النوم العميق والاسترخاء، وتظهر نتيجة ذلك على الطفل من فورها، بعد حصوله على جلسة التدليك.

وتضيف أن من أهم فوائده كذلك، تقوية جهازه العصبي وعضلاته وجهازه المناعي، كما أنه يعزز الترابط بين الأم وطفلها، خاصة الأمهات اللواتي يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، حيث أثبتت الدراسات الحديثة، أن علاج اكتئاب ما بعد الولادة بتدليك الأمهات لأطفالهن له نتائج إيجابية عليهن أكثر كثيرًا من زيارتهن للطبيب النفسي، مبينة أن التدليك وسيلة تواصل بين الأم وطفلها، حيث إن ملامسة جسد الطفل، تمنح الطفل والأم معًا، شعورًا بالاسترخاء، كما أنه يساعد الأم على إفراز هرمون السعادة وهرمون الأكسيتوسين (هرمون الحب) ويقلل من إفراز هرمون الكورتيزول (المتسبب بالإجهاد) وكذلك يقلل من التوتر لديها.

وتؤكد كذلك، أن "التدليك يسهم إلى حد كبير في تخفيف مظاهر العنف والغضب لدى الطفل، خاصة في ظل عدم حصوله على الاهتمام الكافي، في حال انشغال الأهل في أعمالهم، أو انشغالهم بأخ أو أخت أصغر، حيث يمنح الطفل شعورًا بالاهتمام، حين تقوم الأم بتدليكه لبعض الوقت، بما يعوضه عن غيابها وانشغالها في أوقات أخرى".