تقرير: مختبر فورت ديتريك الأمريكي..كلمة سر الصين للتشويش على كونها مهد كورونا
تقرير: مختبر فورت ديتريك الأمريكي..كلمة سر الصين للتشويش على كونها مهد كوروناتقرير: مختبر فورت ديتريك الأمريكي..كلمة سر الصين للتشويش على كونها مهد كورونا

تقرير: مختبر فورت ديتريك الأمريكي..كلمة سر الصين للتشويش على كونها مهد كورونا

عندما أعلنت إدارة بايدن أنها ستعيد البحث في النظرية القائلة إن فيروس كورونا نشأ في مختبر صيني، كان رد بكين هو الإنكار، وتشتيت الانتباه، وعند سؤال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، في مؤتمر صحفي، في أيار/ مايو الماضي، حول التحقيق الأمريكي في احتمال تسرب الفيروس من معهد ووهان لعلم الفيروسات، غيّر موضوع حديثه، وتساءل:"ما الأسرار المشبوهة المخبأة في فورت ديتريك، وأكثر من 200 مختبر بيولوجي أمريكي في جميع أنحاء العالم؟".

فورت ديتريك
ووفقًا لمجلة "فورين بوليسي"، فقد عمل الدبلوماسيون الصينيون والمسؤولون الحكوميون بجدية، منذ ذلك الحين، بالتنسيق مع أجهزة الدعاية الصينية الضخمة وشبكات المحرضين والمؤثرين السرية عبر الإنترنت، لتركيز الشكوك على "فورت ديتريك"، وهي منشأة أبحاث بيولوجية تابعة للجيش الأمريكي بولاية مريلاند، على بعد حوالي 50 ميلًا من واشنطن.
وذكر ما لا يقل عن 35 مسؤولًا صينيًا رفيعًا، فضلًا عن وسائل الإعلام الحكومية، كلمة "فورت ديتريك" في أكثر من 115 تغريدة بتسع لغات منذ المؤتمر الصحفي لمتحدث وزارة الخارجية، وفقًا لبيانات موثقة، بحسب المجلة.


وذكرت المجلة أن العديد من تلك التغريدات سعت إلى تشويه سمعة المختبر، فعلى سبيل المثال، زعمت التغريدات أن المختبر الأمريكي "مرتبط بشكل وثيق" بالوحدة اليابانية سيئة السمعة "731"، وهي وحدة حرب جرثومية استهدفت الصين خلال الحرب العالمية الثانية.

حملة مستمرة
وبحسب المجلة، فإن الحملة الإعلامية الخاطفة الأخيرة التي شنتها بكين ضد "فورت ديتريك" ليست سوى أحدث حلقة في حملة استمرت لمدة عام للتشكيك في المختبر، فمنذ آذار/ مارس 2020، ذكر مسؤولو الحكومة الصينية، ووسائل الإعلام التابعة للدولة اسم المختبر في أكثر من 400 مقال ومقطع فيديو وتغريدة ومؤتمرات صحفية، وركزت العديد من هذه الرسائل على ضرورة "الشفافية المتبادلة"، والوصول إلى مختبرات الأبحاث في الولايات المتحدة من قبل محققين صينيين، مقابل السماح للأمريكيين بدخول المختبرات الصينية.

وذكرت المجلة أن هذه الحملة المدروسة صاحبها ترويج لنظرية المؤامرة، بدءًا من الادعاء بأن الفيروس تم نقله من منطقة "فورت ديتريك" إلى ووهان من قبل جندي الاحتياط بالجيش الأمريكي ماتجي بيناسي، الذي نافس في الألعاب العسكرية العالمية في ووهان، في تشرين الأول/ أكتوبر2019.



ولدعم هذا الادعاء، استشهدت صحيفة "جلوبال تايمز" التي تديرها الدولة الصينية، بكتابات لجورج ويب، وهو مُنظِّر مؤامرة أمريكي اشتهر بالتسبب في إغلاقه ميناء تشارلستون بولاية ساوث كارولينا الامريكية مؤقتًا، من خلال نشر شائعة على الإنترنت تفيد بوجود "قنبلة قذرة".

نظريات بديلة
وذكرت "فورين بوليسي" أنه عندما فشلت النظرية القائلة إن بيناسي، كان أول من حمل الفيروس، في جذب الانتباه، سعت بكين إلى تضخيم مجموعة من نظريات المؤامرة البديلة، ويشير إحداها إلى أن الإغلاق المؤقت لـ "فورت ديتريك"، في يوليو 2019، بسبب انتهاكات بروتوكول الأمان كان مقدمة لتفشي المرض على نطاق أوسع، وقد ألمحت وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى التستر على الأمر، وأشارت إلى أنه تم "حذف" الأخبار حول الإغلاق من الإنترنت.

وبحسب المجلة الأمريكية، لم تتوقف الصين عن محاولة تسويق نظرية المؤامرة بصورة معاكسة ضد الولايات المتحدة الأمريكية، بما في ذلك الإشارات إلى وجود صلة بين فيروس "كورونا" وتفشي مرض "إيفالي" (مرض بالرئة مرتبط بتدخين السجائر الإلكترونية) في ولاية ويسكونسن العام 2019، إذ ادعى الدبلوماسيون الصينيون عن قصد أو دون قصد إلى أن تفشي المرض حدث بالقرب من "فورت ديتريك"، كما تحاول نظرية غريبة أخرى الربط بين "كورونا" وتفشي فيروس يصيب الجهاز التنفسي في منشأة رعاية كبار السن شمال فيرجينيا.



وبالنسبة إلى بكين وموسكو ، بحسب ما ذكرته المجلة، فإن حملات التشكيك التي تستهدف فورت ديتريك ومختبرات أمريكية أخرى لها فوائد إستراتيجية واضحة وقصيرة المدى، فبالنسبة لروسيا، فإن الهدف الأساس، كما كان الحال خلال الحقبة السوفيتية، هو الإضرار بسمعة الولايات المتحدة الدولية.



أما بالنسبة للصين، فالهدف هو إما الانتقام أو صرف الانتباه عن احتمال ما إذا كان فيروس كورونا قد تسرب من مختبر ووهان الصيني.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com