رغم ظروف الحرب.. احتفاء يمني واسع بـ"يوم الأغنية اليمنية"
رغم ظروف الحرب.. احتفاء يمني واسع بـ"يوم الأغنية اليمنية"رغم ظروف الحرب.. احتفاء يمني واسع بـ"يوم الأغنية اليمنية"

رغم ظروف الحرب.. احتفاء يمني واسع بـ"يوم الأغنية اليمنية"

احتفل اليمنيون، اليوم الخميس، فاتح يوليو بـ"يوم الأغنية اليمنية"، الذي أعلنت الحكومة الشرعية قبل أيام اعتماده لأول مرة في تاريخ اليمن؛ وذلك بهدف الحفاظ على الموروث الفني لهذا البلد الذي مزقته الحرب.

ومنذ الصباح الباكر وعدد من سائقي المركبات في صنعاء يبثون أغاني يمنية متنوعة بصوت عالٍ على غير العادة، بمناسبة يوم الأغنية اليمنية.

وأشار سائق سيارة أجرة يدعى علي السفياني لـ"إرم نيوز" إلى أنه حريص على رفع صوت أغاني يمنية تبث من سيارته ليسمعها الناس، وزبائنه، طوال الرحلة التي يقضيها.

وبين بأن "الكثير من الناس يلتفتون إلى مصدر الصوت ويبتسمون، وآخرين يلوحون بأيديهم بفرح، والقليل منهم يغضبون، أعرف وقتها أنهم إصلاحيون أو حوثيون- قالها وهو يضحك".



ويرى السفياني، وهو طالب في السنة الأخيرة من الجامعة، أن هذه المناسبة مدعاة للفرح، للتغلب على الواقع المر الذي يعيشه السواد الأعظم من اليمنيين بسبب الحرب.

وقال عبدالله المصنف، وهو ملحن مقيم خارج البلد، إن"الغناء دعوة لمناهضة الحرب"، وإن "الاحتفاء بالأغنية اليمنية ونشر الأغاني في كل منصات التواصل الاجتماعي دعوة لمناهضة الحرب والتغلب على المشاعر السلبية التي أنتجتها الحرب في أرواح اليمنيين".

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن الأغنية اليمنية بحاجة إلى "الوصول إلى العالم، خاصة الأغاني ذات الطابع المحلي والخاصة ببعض المناطق، مثل الفن التهامي أو الفن التعزي أو الفن المهري، للثراء الذي تحمله هذه الأنماط في الكلمات والألحان والأداء".

ويمتلك اليمن تنوعا كبيرا في التراث الغنائي، وتنسب إلى المناطق التي اشتهرت بها، منها الأغنية الصنعانية التي تحمل عدة أنماط تطورت بتطور الآلات الموسيقية التي تغنى بها، ابتداءً بالآلات الموسيقية البسيطة، وصولاً إلى الآلات الموسيقية الحديثة. وكذلك الأغنية الحضرمية التي دفع ظهور عدد من مطربي هذا النمط الغنائي اليمني للشهرة على المستوى العربي، منهم المطرب اليمني الراحل أبو بكر سالم، والفنان اليمني الراحل كرامة مرسال.

ونشر المطربون والمئات من المدونين اليمنيين مقاطع لأغانٍ قديمة وأخرى شعبية، في منصات التواصل الاجتماعي، احتفاءً بهذه المناسبة، ونشر المدون اليمني صادق الوصابي ذكرياته مع الطرب اليمني، وقال: "منذ مطلع الثمانينات وفي مدينة جدة التي احتضنت الكثير من الفنانين اليمنيين وشهدت انطلاقة العديد منهم، كان والدي يحتفي بالأغنية اليمنية بطريقته ويعمل جاهدا على إظهارها والترويج لها من خلال الصحافة السعودية وإذاعة جدة، والحفلات الفنية التي كان يديرها ضمن الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية للجالية اليمنية في السعودية، التي شهدت أبهى أيامها خلال تلك الفترة".

وتابع "الخلود لروحك المحبة للفن والجمال والمجد للأغنية اليمنية التي ستبقى حاضرة في وجداننا مهما حاول حُراس الكهوف طمسها ومحوها من الذاكرة".

الإذاعات المحلية هي أيضا كانت حاضرة من خلال بث أغانٍ يمنية قديمة لمطربين يمنيين مشهورين، وخصصت مساحة بثها للأول من يوليو لبث أغانٍ يمنية، والتوقف عن بث أغانٍ عربية.

ودشن ناشطون يمنيون، قبل عدة أيام، حملة على منصات التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج #يوم_الأغنية_اليمنية، الأول من يوليو؛ بهدف تسليط الضوء على الأغنية اليمنية وتنوعها، وإتاحة الفرصة لنشر الأغاني اليمنية القديمة.



 

اعتماد رسمي

وكانت الحكومة اليمنية أصدرت قبل أيام قراراً يقضي باعتماد الأول من يوليو من كل عام يومًا للاحتفاء بالأغنية اليمنية.

ودعا وزير الثقافة اليمني معمر الإرياني، الذي أصدر القرار منتصف الأسبوع الجاري، الفنانين ومن له علاقة بالفن إلى التفاعل مع هذا القرار.

ويأتي تخصيص يوم محدد من كل عام للاحتفاء بالأغنية اليمنية كرد عكسي على ممارسات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق سيطرتها، من خلال إصدارها قرارات مختلفة تحرم فيها الأغاني، ومنع أي فنان يمني من الغناء، وهو ما اعتبرته الحكومة الشرعية اليمنية "تدميرا مستهدفا للتراث اليمني والثقافي الزاخر بالأغاني الفريدة".

وسبق أن استهدفت واقتحمت ميليشيات الحوثي حفلات الأعراس أو المناسبات المختلفة، التي يتواجد فيها أحد الفنانين لإحياء الحفل، وتقوم بالقبض على الفنان وملاحقته ومطاردته، وحتى القبض على العريس.

 تفاعل واسع

وللاحتفاء بيوم الأغنية اليمنية، أطلقت وزارة الثقافة حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت وسم (يوم_الأغنية_اليمنية)، ودعت جميع اليمنيين إلى التفاعل والنشر تحت مسمى الهاشتاج، وهو ما كان، حيث شهدت الحملة، اليوم الخميس، تفاعلا على نطاق واسع، إذ عبروا فيها عن سعادتهم بذلك القرار، منددين في الوقت نفسه بممارسات وانتهاكات الميليشيات المتمردة في حق الفن والفنانين.

وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني: ‏"شنت ميليشيات الحوثي المدعومة من ايران، منذ انقلابها، حملات استهداف ممنهج للتراث والفن اليمني، وصنفته في أدبياتها ودوراتها الثقافية أحد المحرمات، منعت الغناء في الأعراس والمناسبات العامة، ولاحقت الفنانين، واعتدى عناصرها على بعضهم، واضطر الكثير منهم للفرار خارج البلد".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com