"التوك توك" يغزو شوارع لبنان مع تردي الأوضاع الاقتصادية
"التوك توك" يغزو شوارع لبنان مع تردي الأوضاع الاقتصادية"التوك توك" يغزو شوارع لبنان مع تردي الأوضاع الاقتصادية

"التوك توك" يغزو شوارع لبنان مع تردي الأوضاع الاقتصادية

تسببت مشكلة الفقر المتزايدة في لبنان نتيجة الأزمة المالية والاقتصادية غير المسبوقة، في استخدام وانتشار عربة "التوك توك" بشكل كبير في عمليات التوصيل والانتقال والعمل، في البلد العربي الذي كان يصنف من قبل البنك الدولي على أنه متوسط الدخل.

وبحسب صحيفة "النهار" اللبنانية، فإن "التوك توك يستخدم عادة في الدول الفقيرة حيث الاكتظاظ السكاني والأحياء الشعبية، إلا أنه في ظل الأزمات الاقتصادية والازدحام، تمثل هذه المركبة وسيلة لحل جزء من هذه الأزمات، أقلّه على المستوى الفردي".

وقالت: "كان للأزمة الاقتصادية الراهنة في لبنان دور كبير في انتشار التوك توك واعتماده للتوصيل والنقل، وبالتالي تأمين مردود إضافي"، مضيفة أن "بلال عراجي تاجر لبناني أصبح صاحب مجموعة مركبات توك توك للنقل والتوصيل، حيث اشترى أولاً مركبتين وكانتا أرخص من أي مركبة أخرى على سعر الليرة، بعد أن انهارت قيمتها".

وأردفت أن "ابن عم عراجي اشترى هو أيضا 3 مركبات لتأسيس مشروع صغير يعود عليهما بمردود مادي في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، ويشغلان بذلك شباباً متعطلين عن العمل لقيادة هذه المركبات"، موضحة أن "عراجي يمتلك 15 مركبة يشغلّها في خدمة توصيل الطلبات، وأحياناً يستقلّها الناس كوسيلة نقل في بعض مناطق البقاع الأوسط شرق لبنان".



وبحسب الصحيفة، يبلغ سعر "التوك توك" في لبنان حوالي 2400 دولار.

وأفادت بأن "التوك توك يصلح للتنقّل فقط في القرى بسبب السلامة، فهو ليس آمناً كلياً ليجول في المدينة، ولا على الخط السريع أو الأوتوستراد، فضلاً عن عدم وجود حزام أمان، وأساساً، هو ليس معداً للطرقات الواسعة والمساحات الشاسعة، وإنما للمناطق حيث الاكتظاظ السكاني والأحياء السكنية الشعبية، وهو ليس سريعا ويتسع لثلاثة أشخاص كحد أقصى يجلسون خلف السائق".

وأشارت إلى أن "عراجي فضل التوك توك على الدراجة النارية للمضي باستثماره، فخدمات التوصيل تكون آمنة وتتسع لنقل الأغراض، وكذلك فهو مسقوف ويمنع التبلل بالأمطار خلال الشتاء، وتعبئته بالبنزين تعتبر منخفضة وتكلف نحو 9000 ليرة (7 دولارات) تكفي لحوالي 120 كيلومترا، فضلا عن رخص تكلفة تسجيله".

وأوضحت أن "التوك توك بات يستعمل لنقل طلبة المدارس والعمال والموظفين، وأن العمل عليه فتح الباب لفرص عمل لعدد كبير من الشباب"، مبينة أنه "بمدينة بر الياس في البقاع، أصبح هناك أكثر من 195 مركبة توك توك، وأنها انتشرت أيضا في المناطق المجاورة، ما وفر فرص عمل كثيرة".



وتابعت: "هناك أشخاص موظفون يعملون على التوك توك إلى جانب وظيفتهم، فهذا العمل بات يشكل مردوداً إضافياً لهم لتغطية مصاريف عائلاتهم وحتى إيجارات منازلهم، فالأزمة المعيشية والغلاء دفعا مثلاً معلمة إلى شراء توك توك، وتشغيل سائق عليه، وتقاسم الغلة يومياً لتأمين مدخول إضافي بعد تآكل المداخيل".

ونقلت الصحيفة عن وسيم ديب، وكيل شركة "باجاج" لمركبات التوك توك في البقاع والجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، قوله إن "رواج هذه المركبة بدأ بشكل كبير نهاية 2018 وبداية 2019 لأن كثيرين يفضلون اعتماده لأنه يعود بمردود مالي على أصحابه الذين يستخدمونه لخدمات التوصيل والنقل".

وأضاف أنه "في السابق كان العدد الأكبر يشترونه للاستعمال الشخصي، وما زال لكن بنسبة قليلة الآن، لكن الغالبية اليوم تعتمده للاستثمار في خدمة التوصيل وكوسيلة للنقل العام بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com