"نيويورك تايمز": كورونا يرفع معدلات زواج القاصرات والوفاة المبكرة
"نيويورك تايمز": كورونا يرفع معدلات زواج القاصرات والوفاة المبكرة"نيويورك تايمز": كورونا يرفع معدلات زواج القاصرات والوفاة المبكرة

"نيويورك تايمز": كورونا يرفع معدلات زواج القاصرات والوفاة المبكرة

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن جائحة كورونا أدت إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية، وارتفاع معدلات الزواج المبكر في العديد من مناطق العالم، ما تسبب في زيادة حالات الوفاة المبكرة أيضا.

وجاء في تقرير  للصحيفة نشر على موقعها الإلكتروني، "كانت النيبالية سابانا تحلم بأن تكون مسؤولة حكومية في الكوخ الذي تقيم به على طريق ترابي وعر، فالفتاة التي تبلغ من العمر 17 عاما أضاءت مصباحا واحدا يعمل بالطاقة الشمسية يتدلى من السقف، ويعكس الضوء على الكتب، إذ كانت ترسم مستقبلا مختلفا تماما عن والدتها".

وقالت: "لكن مع اجتياح فيروس كورونا لمناطق واسعة من نيبال؛ ما تسبب في إغلاق المدارس، فقدت سابانا تركيزها على تحقيق حلمها، وأصبحت محاصرة في قريتها لا تجد الكثير كي تفعله، ودخلت في علاقة صداقة مع عامل، وسرعان ما تحولت العلاقة إلى حب وزواج، والآن فإنها تخلّت عن أحلامها ولم يعد لديها أي خطط كي تعود إلى المدرسة مجددا".

ونقلت عنها قولها، وهي تقوم بإرضاع طفلها البالغ من العمر شهرين: "ربما تكون الأمور اختلفت إذا لم أنقطع عن دراستي"، لافتة إلى أن "ما حدث مع سابانا يحدث لفتيات أخريات في دول العالم النامي، وترتفع معدلات زواج القاصرات بمستويات مثيرة للقلق في العديد من المناطق، وفقا للأمم المتحدة، في الوقت الذي تؤدي فيه الجائحة إلى انحسار التقدّم الذي تحقق على مدار سنوات في إبقاء الفتيات الصغيرات داخل المدارس".



ونقلت الصحيفة عن تقرير أصدره صندوق الأمم المتحدة للأطفال، جاء فيه أن 10 ملايين فتاة جديدة سيواجهن خطر "زواج القاصرات"، الذي تم تحديده بأقل من 18 عاما.

وقالت هنريتا إتش فور، المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف، إن جائحة كورونا تسببت في تفاقم الأوضاع السيئة التي تعاني منها بالفعل ملايين الفتيات.

وأردفت أن "ما يثير قلق ناشطي حقوق الأطفال هو العلاقة الواضحة بين الزواج المبكر والوفاة المبكرة، وتعقيدات الحمل والولادة هي الأسباب الرئيسة لوفاة الفتيات من عمر 15 إلى 19 عاما في الدول النامية، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، كما أن مواليد الفتيات الصغيرات هم الأكثر عرضة للوفاة بالنسبة لحديثي الولادة".

وبحسب خبراء، فإن الوباء تسبب في تعزيز عوامل زواج الأطفال، من بينها نقص التعليم والصعوبات الاقتصادية، ووفاة الأبوين وحمل المراهقات، الذي تضخم نتيجة الصعوبات في الحصول على وسائل منع الحمل، وقالت نانكالي مقصود، المستشارة البارزة في اليونيسيف إن "كوفيد- 19 تسبب في إعادتنا إلى الخلف بكل تأكيد".



في بعض الحالات، فإن الفتيات الصغيرات يتم إجبارهن على الزواج، بواسطة آبائهن أو شخصيات أخرى مؤثرة في حياتهن، من رجال كبار في السن، لكن نشطاء حقوق الأطفال أبدوا قلقهم أيضا من تسرب الفتيات من التعليم في المدارس والنظر إلى الزواج المبكر بوصفه الخيار الوحيد المتاح أمامهن، ما يدفعهن للتخلي عن طموحاتهن في التعليم وحياة أفضل.

وأفادت الصحيفة بأن الكثير من حالات زواج الأطفال لا يتم تسجيلها، إذ تقول اليونيسيف إن هناك 650 مليون فتاة وسيدة متزوجة على قيد الحياة حاليا تزوجن في الطفولة.

وفي الوقت الذي تشير فيه تقارير حقوقية إلى وجود طفرة في حالات زواج القاصرات بمناطق تعاني بالفعل من تلك المشكلة، وخاصة في الهند وبنغلاديش وكينيا ونيجيريا وإثيوبيا، ومالاوي، حيث وصلت أعداد حمل المراهقات في بعض المناطق إلى 3 أضعاف معدلاتها الطبيعية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com