الإنشاد الديني بلمسة عصرية.. موسيقا محمود التهامي جسر بين التراث والحداثة
الإنشاد الديني بلمسة عصرية.. موسيقا محمود التهامي جسر بين التراث والحداثةالإنشاد الديني بلمسة عصرية.. موسيقا محمود التهامي جسر بين التراث والحداثة

الإنشاد الديني بلمسة عصرية.. موسيقا محمود التهامي جسر بين التراث والحداثة

يعتبر المنشد الإسلامي محمود التهامي أستاذا في ممارسة فن الإنشاد، الذي يعود أصله إلى 1400 عام، لكن ذلك لم يمنعه من مزج هذا الفن بموسيقى المسلسل الشهير "لعبة العروش".

ويستوحي "التهامي" تراتيله الدينية من الصوفية الإسلامية، وهو ملتزم بشدة بالجوهر الروحي لهذه الأناشيد.

لكنه تمكن من اكتساب شهرته على اعتباره رائدا فنيا في دمج الإنشاد مع أساليب أخرى من أنماط موسيقية.

وفي حين أن التقليد الإسلامي لفن الترانيم يحظر استخدام الآلات الموسيقية المصاحبة، فإن التهامي عمل مع فرق روك على النمط الغربي وأوركسترا الموسيقى الكلاسيكية.

وقال محمود التهامي لـ"فرانس برس" في القاهرة إن مشاريعه الأخيرة تدور حول مزج "الموسيقى بالتراتيل الدينية"، بما في ذلك أنواع موسيقى الروك والبوب.

وأوضح قائلا: "لقد مزجت فن الإنشاد الديني التقليدي مع لمسات من الموسيقى الغربية والشرقية الأخرى".

وتابع أننا "سنكون قادرين على نشر هذا النوع من الفن في الغرب، وكذلك في ثقافة الشباب المحلية، فالجماهير الغربية والأجنبية لديها آذان للتواصل، أكثر من الجماهير العربية، قد لا يفهمون الكلمات، لكنهم بالتأكيد يشعرون بالموسيقى".



ولد التهامي لعائلة من المنشدين في محافظة أسيوط الجنوبية، كان والده المطرب ياسين التهامي، أحد أكثر الفنانين الدينيين المحبوبين في مصر.

يدير التهامي منذ 2014 مدرسة موسيقى في القاهرة لنقل الشكل الفني الديني إلى جيل جديد.

ويرتدي خلال التدريس قميصا صيفيا خفيفا وسروال جينز وقبعة ونظارة شمسية، بدلا من الجلباب والعمامة التقليدية الفضفاضة.
وقال إنه يحتفظ بالزي التقليدي للجمهور الأكثر تحفظا، كما هو الحال في المناطق الريفية في صعيد مصر.

لقد تخرجت حتى الآن 9 مجموعات من الطلاب من المدرسة بعد حضور فصول في علم التراتيل وقافية النثر وعلم الأصوات العربية على مدى فترة تتراوح من أربعة إلى ستة أشهر.

وقال التهامي لوكالة فرانس برس: "مدرستنا ترحب بكل شخص لديه مواهب من جميع الأعمار والجنسيات والأعراق".

واكتسب فن الإنشاد مع الوقت المزيد من المعجبين، فعلى مر السنين تمكن التهامي من تقديم هذا الفن في مهرجانات موسيقية دولية بهدف "إعادة دمج الترانيم الدينية في الفن الإنساني".

في عام 2017، تعاون التهامي في ثلاث أغنيات في الألبوم الأمريكي "Origin" الذي فاز بجائزة في حفل جوائز الموسيقى العالمية.
كما قدم العديد من خريجيه الشباب عرضا في برنامج المواهب التلفزيوني الفرنسي "ذا فويس كيدز".

ومؤخرا تعاون التهامي مع الموسيقار المصري فتحي سلامة، الحائز على جائزة جرامي، في المشروع المشترك "الصوفية مقابل الحداثة"، الذي حظي باهتمام عالمي واسع.

وكانا يخططان لتقديم عروضهما في إيطاليا والنرويج، لكن العروض تأخرت بسبب جائحة فيروس كورونا.

وطلب محمود التهامي من طلابه الإنشاد على أنغام المسلسل الشهير "لعبة العروش"، مشددا على ضرورة تعليم الطلاب جوهر الإنشاد الديني.

وقال: "أصبح من الشائع بالنسبة للمطربين الدينيين المحترفين في الوقت الحاضر فقط الاعتماد على الموهبة والخبرة، دون معرفة مناسبة".

ووصف التهامي نفسه بأنه "عاشق للصوفية" التي تشمل الرقص الطقسي والغناء وتلاوة الصلوات، وتنتقده بعض المذاهب الأصولية في الإسلام وتصف طريقته بأنها "هرطقة".

ومع ذلك، قال إن الإسلام الصوفي وأشكاله الفنية "لعبت دورا رئيسا في تصحيح المعتقدات والأفكار في أوقات التطرف والعنف والإرهاب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com