ما سبب ارتفاع وفيات كورونا بين الأقليات في بريطانيا؟
ما سبب ارتفاع وفيات كورونا بين الأقليات في بريطانيا؟ما سبب ارتفاع وفيات كورونا بين الأقليات في بريطانيا؟

ما سبب ارتفاع وفيات كورونا بين الأقليات في بريطانيا؟

سلطت أزمة وباء كورونا العالمية، الضوء على الانقسامات الحادة في المجتمع البريطاني، والذي شهد تباينات صادمة مثل تلك التي كُشفت في أخبار أمس الخميس، والتي أوضحت أن السود في إنجلترا وويلزن هم أكثر عرضة للوفاة من كوفيد-19 بـ 4 أضعاف مقارنة بالبيض.

أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية البريطانية، أن المواطنين البريطانيين من أصحاب الأصل البنجلادشي والباكستانين، أكثر عرضة للوفاة أيضًا بثلاثة أضعاف ونصف، وأن ذوي الأصل الهندي أكثر عرضة بضعفين ونصف.

ووفقًا لصحيفة "الغارديان" البريطانية، كان عدم تناسب حصيلة وفيات الأقليات الآسيوية المرتفعة واضحًا بالفعل، منذ فترة، ولاسيما بين الطاقم الطبي، حيث وجدت مراجعة لحوالي 100 من موظفي هيئة الصحة الوطنية البريطانية، الذين لقوا حتفهم بسبب كورونا، أن ما يقرب من الثلثين كانوا من السود أو الآسيويين، على الرغم من أن هذه المجموعات تمثل أقل من سُبع موظفي هيئة الصحة.



إلا أنه أمر مثير للدهشة، نظرًا لأن العمر هو أحد أكبر عوامل الخطر، وأن واحدًا فقط من بين كل 20 من السكان الآسيويين الأصل، يتجاوز سن الـ 65، مقارنة مع واحد من كل 5 من السكان البيض.

ويبدو أن الأسباب معقدة ومتشابكة وغير مفهومة بالكامل بعد، فبدون شك لعبت الجغرافيا دورًا كبيرًا في هذا التباين، حيث تضرر سكان المناطق الحضرية أكثر من النائية والريفية. وعلى الرغم من أن نسب انتشار الأمراض المزمنة مثل مرض السكري عادة ما تتأثر باختلاف المجتمعات، إلا أن الصحة بشكل عام ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالرفاهية الاقتصادية. ولا يمكن فصل ذلك عن اعتبارات أخرى.

فمن المعروف أنه بشكل عام، يموت الفقراء أصغر سنًا، ويواجه السكان السود والبنغلاديشيون والباكستانيون مستويات أعلى من البطالة وفقر الأطفال، مقارنة بالمجموعات البيضاء، وهم أكثر عرضة للعيش في أماكن مزدحمة.

ومع ذلك، حتى مع التعويض عن هذه الظروف والعوامل، تظهر الإحصاءات أن السود لا يزالون أكثر عرضة للوفاة من كورونا بمرتين تقريبًا مقارنة بالبيض. ويستمر تأثر الأفراد البنغلاديشيين والباكستانيين والهنود أيضًا، بشكل غير متناسب.

وقد تلعب العوامل الثقافية دورًا؛ حيث يعيش الآسيويون كجزء من اسر ممتدة متعددة الأجيال، مما قد يعرض كبار السن لخطر أكبر، ولكن هناك أيضًا، أسئلة صعبة يجب طرحها، مثل ما إذا كانوا يتمتعون بإمكانية متساوية للحصول على الرعاية الصحية، ويتم التعامل معهم بنفس الطريقة.

تساءل رئيس الجمعية الطبية البريطانية، عما إذا كان الأطباء الآسيويون قد يشعرون بأنهم أقل قدرة على الشكوى من عدم كفاية معدات الحماية الشخصية، مشيرًا إلى أنهم أكثر عرضة للتعرض للتنمر والمضايقة من نظرائهم البيض، وأقل احتمالًا بكثير للإبلاغ عن مشاكلهم، خوفا من العواقب.

ولِد العديد من هؤلاء الأطباء خارج المملكة المتحدة، وقد دعت مؤسسة الرابطة الطبية البريطانية في إعفائهم من رسوم المهاجرين الإضافية على خدمات الرعاية الصحية، مشيرين إلى أنه من السخف والظلم، أن يضطر أولئك الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الآخرين، إلى دفع تكاليف إضافية للحصول على الرعاية الصحية.



وأشارت الصحيفة، إلى أنه يجب تقييم ما إذا كان يمكن بذل المزيد من الجهد لحماية هذه الأقليات على وجه السرعة، إذْ هناك حاجة إلى مراجعة سريعة لمعدلات الوفيات المرتفعة لذوي الأصل الآسيوي، وخاصة أولئك الذين يعملون في الخدمة الصحية، لإنقاذ الأرواح.

ومن المقرر أن يصدر تقرير مراجعة الصحة العامة في إنجلترا للسجلات الصحية، والتي تهدف إلى التوصل لفهم أفضل لكيفية تأثير عوامل، مثل العرق والحرمان والعمر والجنس والسمنة على تأثير الفيروس التاجي على الناس، في نهاية الشهر.

ومع ذلك، لم يتضح بعد إلى أي مدى سيتعمق للإجابة على هذه الأسئلة، وخاصة مع انتقاد مشاركة شركة شارك في تأسيسها "تريفو فيليبس"، الرئيس السابق لهيئة المساواة.

وعلى المدى الطويل، لا توجد حلول سريعة لعدم المساواة الصحية في أي مجتمع، فهي متجذرة بعمق، وترسخ نفسها في سنوات التقشف، ولن يتم القضاء عليها بسهولة، فقد كشف الوباء كم يمكن أن يكون عدم المساواة مدمرا، وعندما ينتهي، ستكون الحاجة لمعالجته أكبر مما سبق.

 

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com