"عشاق الدنيا".. مسلسل درامي يغوص في عالم الفن الشعبي التونسي
"عشاق الدنيا".. مسلسل درامي يغوص في عالم الفن الشعبي التونسي"عشاق الدنيا".. مسلسل درامي يغوص في عالم الفن الشعبي التونسي

"عشاق الدنيا".. مسلسل درامي يغوص في عالم الفن الشعبي التونسي

يستعرض مسلسل "عشاق الدنيا" للمخرج التونسي عبدالحميد بوشناق عالم ما يسمى في تونس بـ"المزود" الذي يُعدّ العمود الفقري للفن الشعبي التونسي، وتحيطه مفاهيم وحيثيات وشخصيات وخصوصيات تمثل عالما متفردا.

ويعتبر مخرج المسلسل عبدالحميد بوشناق، وهو نجل الفنان لطفي بوشناق، أن المسلسل الدرامي، "هو تحد فرض نفسه بعد نجاح الموسم الأول لمسلسل "نوبة"".

وقال إنه اختار له عنوان "عشاڨ الدنيا"، بديلا عن "نوبة 2"، لتكريم "أولئك الذين يعملون ليلا ويكرسون حياتهم للفن على حساب اعتبارات شخصية مثل العائلة والمال والصحة"، وفق تعبيره.

ويؤكد بوشناق، في تصريحات صحفية، أن هذا التحدي الذي يخوضه، يدخل في نطاق رفضه إعادة نفسه لمجرد أن الجمهور أحب المسلسل كما قُدّم له في السنة الماضية، وهو ما دفعه لتسمية العمل بـ"عشاڨ الدنيا" لتمييز "نوبة" في جزئه الأول الذي عُرض في رمضان العام الماضي على قناة "نسمة" الخاصة عن المسلسل.

وينطلق مسلسل "عشاڨ الدنيا" من تجربة كان قد عاشها المخرج عبدالحميد بوشناق قبل نحو 30 سنة حين كان يرافق والده المطرب لطفي بوشناق في جلسات تحضيرية وتدريبات على عرض "النوبة"، وهو عرض فني فرجوي يعتمد على آلة المزود التي تمثّل الآلة الموسيقية الأقرب إلى قلوب التونسيين والأكثر تعبيرا عنهم وعن مشاغلهم واهتماماتهم وهمومهم.

وكانت عين الطفل عبدالحميد بوشناق تتابع سنة 1991 العروض التحضيرية لهذا العمل الفني وتشبّعت بكثير من تفاصيله وتناقضاته قبل أن تضيف إليها عين المخرج اليوم حبكة درامية، جعلت من المسلسل تكريما لمن سماهم المخرج "عشاڨ الدنيا" وتأصيلا لهذا الموروث الموسيقي دون الخروج عن خيط درامي حبك قصّة لها بداياتها وامتداداتها ولا يغيب فيها عنصر التشويق.

ويقول المحلل والناقد الفني رمزي العياري في هذا السياق، إنّ المسلسل حملنا دراميا إلى عوالم قصية من حكايات "النوبة" التي التصقت بذهن مخرجه عبدالحميد بوشناق عندما كان يرافق والده المطرب الكبير لطفي بوشناق إلى تمارين عرض "النوبة" سنة 1991.

ويضيف: "تلك التمارين التي لم تكن سهلة لجهة عدم تجانس شخصيات الفريق الذي يضم فنانين متميزين على غرار إسماعيل الحطّاب ومنيرة الضاوي والهادي حبوبة وصالح الفرزيط وليليا الدهماني وصلاح مصباح وعبدالرزاق قليو وفاطمة بوساحة".

ويتابع العياري: "يقترب المسلسل من عالم السجن بما هو، حسب قراءات نفسية تونسية، مكون من مكونات حياة "المزاودية" (نسبة إلى فناني المزود) وجزء من شخصياتهم.. فعندما نتخلى عن المنطق الأخلاقي سنجد أن السجن هو ضرورة حياتية بالنسبة لمنتسبي (المزود) وليس إجراما بالمنطق الحقوقي"، بحسب تعبيره.

ويوضح أن "المزود" يمثل موسيقى قاع المجتمع وعنوانا دالا عن الألم المجتمعي والفقر الممزوج بالعنف والمخاطرة وتحدي القانون والنقمة على الدولة المستقيلة من أجل إثبات الذات، وفق قوله.

وفريق العمل في المسلسل هو مزيج من الممثلين المسرحيين ونجوم الدراما في تونس، وآخرين ارتبطت أسماؤهم بفن المزود.

ويضم الممثلين: فتحي الهداوي وكمال التواتي وصلاح مصدق وريم الرياحي وبعض الوجوه الشابة مثل نور الناوي ورباب السرايري ومنى تلمودي وعاصم بالتوهامي، إضافة إلى المطربين عبدالوهاب الحناشي وليليا الدهماني وهشام سلام وعدنان الشواشي والهادي التونسي وفاطمة بوساحة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com