اليونيفيل: إصابة جنديين من قواتنا بجروح طفيفة في قصف إسرائيلي لأحد مواقعنا
جدد الشاعر السوري أدونيس هجومه على الثورة السورية، معتبراً إياها أكثر سوءاً من النظام الذي ثارت عليه.
وقال أدونيس: "إن الكتلة الحقيقة للشعب السوري، المتمثلة في المدن وفي القوى البشرية والفكرية والاقتصادية لم تشترك في الثورة عمقاً".
وأضاف في مقابلة صحفية، مع الموقع الالكتروني السوري "سيريانديز"، "أنا مع فكرة التغيير لأجل التحول، أنا مع المجتمع المتبدل والحي باستمرار وأنا مبدئياً من أنصار فكر الثورة لكن الثورة لها أخلاق، وقيم، ولها أبعاد إنسانية والثورة باستمرار يجب أن تكون أفضل من الأشياء التي تثور عليها".
وتابع الشاعر الثمانيني: "إن أول ما فاجأني في هذا الإطار أن الثورة كانت أكثر سوءاً من النظام الذي ثارت عليه، رغم أن ما ثارت عليه يجب أن يُثار عليه ولست ضد الثورة عليه إطلاقاً".
وأردف: "ثبت بالتجربة أنها ثورة مجلوبة لعناصر مجلوبة من الخارج، هذا أعطاني ثقة أكثر بالشعب السوري لأن الشعب السوري ليس ضد الثورة في عمقه أبداً وإنما ضد الأساليب التي تؤدي في النتيجة إلى ما يناقض الثورة ذاتها".
ونال العرب نصيبهم من نقد أدونيس، الذي قال: "العرب مأخوذون بشهوة السلطة، حينما يتغير المجتمع حينها تتغير السلطة، إذا قمت بتغيير السلطة من فوق لا يتغير المجتمع، التشديد يجب أن يكون على تغيير المجتمع ومؤسساته ثم تكون السلطة متغيرة تلقائياً".
وقال ادونيس:"عندما نقول اليوم "عرب" ما مضمون هذه الكلمة؟ مضمونها إرهاب وثروات مبعثرة وأسلحة ليس لها معنى ونضال حيث لا ينبغي والعدو الأساسي يديرون له ظهورهم، وكثير من الأحيان هم معه".
وتابع:"العرب صورة سلبية في وعي العالم وفي الواقع على جميع المستويات. هذا الشيء مناقض للتاريخ العربي،حيث كانت صورة لامعة للعرب.
وشدد الشاعر السوري،على أن العرب ليس لديهم اليوم شيئا يقدموه للبشرية في ميدان العلم وفي ميدان المعرفة إجمالا، لدينا بعض الكتاب والفنانين والشعراء هؤلاء إذا دققت فيهم يعيشون خارج بلدانهم، إذا العرب اليوم يقدمون صورة بائسة جدا للعالم وأكثر من هذا هم مجرد أدوات وبلدانهم مجرد استراتيجيات ومجرد جغرافيات". ولا حضور لهم على خارطة الإنسانية الخلاقة.
ووصف أدونيس التيار اليساري العربي بأنه "يسار خائب فشل على جميع المستويات، لم يفشل فقط بل كان أساساً من أسس الفشل"، وأضاف: "هؤلاء غفلوا أن العرب ومنذ عام 1950 لم يفعلوا شيئاً إلا تغيير الأنظمة، غيروا الأنظمة كما نعرف لكن لم يتغير شيء، المهم تغيير البنية الأساسية للأنظمة التي هي جزء من الأخطاء الكبرى لزملائنا اليساريين".
وطالب بثورة داخل الإسلام، وقال: "يجب أن يثور الإسلام أيضاً، يجب أن يقوم بثورته الداخلية أيضاً كما قامت المسيحية بثورتها الداخلية وكما قامت اليهودية، يجب أن يتحول الدين إلى إطار ثقافي عام دون أن يكون ديناً رسمياً للدولة".
واستدرك قائلاً: "هذا أصبح مستحيلاً اليوم لأن مفهوم حقوق الإنسان والحريات بوجوب التركيز على المواطنة وعلى المساواة وليس على مفهوم التسامح الذي أصبح شكلا بالياً أو باهتاً التسامح فيه شيء من العنصرية، أنا أتسامح معك وفي الحقيقة أنا الأقوى ولكن الإنسان يريد المساواة ولا يريد التسامح ولذلك يجب إقامة ثورة داخلية احتراماً للدين ذاته".