مقتل رجل الدين الجزائري أبي مسلم بلحمر على يد مجهولين.. وألغاز محيّرة تلفّ القضية 
مقتل رجل الدين الجزائري أبي مسلم بلحمر على يد مجهولين.. وألغاز محيّرة تلفّ القضية مقتل رجل الدين الجزائري أبي مسلم بلحمر على يد مجهولين.. وألغاز محيّرة تلفّ القضية 

مقتل رجل الدين الجزائري أبي مسلم بلحمر على يد مجهولين.. وألغاز محيّرة تلفّ القضية 

صُدم الشارع الجزائري، اليوم الأحد، لمقتل رجل الدين البارز "أبي مسلم بلحمر" رئيس مركز التداوي "بشائر الشفاء"، على أيدي مجهولين اقتحموا مسكنه وغدروا به في ظروف ما زالت توصف بـ"الغامضة".

وبثت عائلته فيديو يظهر الراحل أثناء تخريب مركز التداوي والسطو على كل التجهيزات التي وضعها خصيصًا لاستقبال المرضى، متعهداً حينها بأن يعيد بعث المشروع بكل "عزيمة وإصرار".

وعبر أبو مسلم بلحمر عن امتعاضه ممن قاموا بالاستيلاء على مقر مركز "بشائر الشفاء"، متسائلاً إن كانوا من "شياطين الإنس أو الجن؟"، بعدما أتوا على كل تجهيزات المقر ولم يكتفوا بذلك بل خرّبوا دورات المياه وصالات الانتظار والرخام وشبكة الإضاءة والتكييف.

ولم يترك المخربون سوى آية قرآنية معلقة بركن الاستقبال على لوحة رخامية مزينة كتب عليها قول الله تعالى: "وإذا مرضت فهو يشفين"، ما أثار انتباه الراقي الشرعي "بلحمر" الذي عبّر عن هول المشهد.

وعثر مواطنون على الراقي الشرعي البارز مرميًّا داخل شقته السكنية بولاية غيليزان، 500 كلم غربي الجزائر، ثم جرى نقله سريعًا إلى المستشفى لكنه توفي متأثراً بإصابته البليغة.

ولم تتبين بعد دوافع الجريمة ولا هوية أصحابها الذين لاذوا بالفرار، فيما أطلقت مصالح الأمن الجزائري تحريات موسعة لكشف ملابسات الجريمة وتوقيف مرتكبيها، في حين صرّح ابنه أنه يدعو السلطات لأن تعتقل مرتكبي الجريمة الشنيعة وتعاقبهم على فعلتهم.

ألغاز وشكوك

وخلفت الحادثة صدمة في الشارع المحلي، حيث يحوز رجل الدين المقتول على شعبية واسعة في الجهة الغربية للبلاد، وقد ظل على مدار سنوات شخصية صانعة للجدل؛ بسبب ممارسته الرقية الشرعية وإنشائه مركزًا للتداوي من كافة أنواع الإصابة بالمس والعين والسحر بالرقية الشرعية.

ويعتقد كثيرون أن قضية الراحل ليست عادية، وهم يرجحون فعل الانتقام منه سواء على أيدي منافسيه أو من طرف شخصيات لها وزنها، ويمكن أن تكون قد قررت إنهاء مسيرته بهذه الطريقة التراجيدية، والتي فضحت وجهاً آخر من القتل والانتقام بمجتمع محلي محافظ.

وسبق للسلطات المحلية، أن قررت إغلاق مركزه لمنعه من الرقية الشرعية، بمبرر أن ممارستها تتم بطريقة مخالفة للتشريعات، لكن المعني أصرّ على الاستمرار فيها، وقد جلب له ذلك التحدي متاعب مع القضاء الجزائري وأجهزة الدولة، لكنه سرعان ما تحرر من القيود.

وقال البرلماني ومستشار وزارة الشؤون الدينية الأسبق، عدة فلاحي  لـ"إرم نيوز" أن "الشيخ بلحمر خطف الأضواء بشكل لافت، جعله يحتل قلوب الجزائريين ويستولي على مساحة مهمة من وعيهم وتفكيرهم لفترة، حتى أضحت له سلطة معنوية غير متوفرة لغيره".

وأبرز فلاحي، أن "دائرة النبلاء والأثرياء وكبار القوم كانوا يطرقون أيضاً بابه طلباً للرقية والعلاج، ومنهم عسكريون كبار ومسؤولون بارزون في الدولة وأيضاً رجال أعمال، وهو وحده من يملك مفاتيح الأسرار ويعرف الشيء الكثير عن حقبة مضت".

وذكر فلاحي وهو نائب سابق ينحدر من ولاية غيليزان التي عاش وتوفي فيها أبو مسلم بلحمر، أن هذا الوضع "بالتأكيد زاده ثراءً ونفوذًا، ولكن في نفس الوقت زاد من حاسديه وبالخصوص المنافسين له في عالم الرقية التي كنت دومًا أحار بها وأحذر من مخاطرها، لأنها انحرفت عن مآلاتها ومقاصدها وشجعت على الشعوذة والخرافة واغتيال العقل والعقلانية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com