توثيق 1100 حالة هروب من سجون أمريكا خلال 5 سنوات
ثبت وجود 1100 حالة هروب موثقة من سجون الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس الماضية، وفق بحث قامت به شبكة "سي بي إس نيوز" في بيانات 26 ولاية أمريكية.
وبحسب البحث، كان لولاية مونتانا أكبر عدد من حالات الهروب المبلغ عنها، وكانت جميع الحالات باستثناء 3 منها، من منشآت غير آمنة.
ونقلت "سي بي إس نيوز"، عن برايس بيترسون، وهو عالم أبحاث كبير في مركز أبحاث العدالة والابتكار، المتخصص في القضايا الإصلاحية والسلامة، قوله: "تحدث عمليات الهروب كل يوم، من المرافق في جميع أنحاء البلاد، لكن عمليات الهروب الأكثر إثارة نادرة للغاية".
واستشهد بحادثة عنيفة وقعت في تكساس، العام الماضي، عندما هرب قاتل مُدان يدعى غونزالو لوبيز، 46 عامًا، من حافلة السجن، وقتل أسرة مكونة من 5 أفراد خلال فترة هروبه التي استمرت 3 أسابيع.
وعزا ذلك إلى "المرافق الإصلاحية التي تعاني نقصًا شديدًا في الموظفين، وانخفاض مستويات التوظيف والأجور داخل مرافق الاحتجاز الأمريكية، ما يعد سببًا رئيسًا لخلق بيئة مناسبة للهروب"، مضيفًا أنه " خلال العامين الماضيين، تفاقمت هذه المشكلة 10 أضعاف، لاسيما أن الوكالات الإصلاحية تعاني في الوقت الحالي من نقص شديد في الموظفين، وتواجه صعوبة ليس في تعيين الموظفين فحسب، بل في الاحتفاظ بهم على المدى الطويل".
ووفقًا لبحث الشبكة الإخبارية، وجدت مراجعة داخلية أجرتها وزارة العدالة الجنائية في تكساس، العديد من الثغرات الأمنية، بما في ذلك نقص الموظفين.
وأشار بيترسون إلى "وجود العديد من حوادث الهروب لأشخاص مدانين يعتبرون منخفضي المخاطر وغير عنيفين، حيث عادة ما يُدان هؤلاء الأفراد بارتكاب جرائم بسيطة ويقضون عقوباتهم في مرافق ذات الحد الأدنى من الأمن أو مراكز إطلاق سراح العمل".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر حالة هرب غريبة من سجن في أمريكا، حيث اتبع السجين الهارب أسلوبًا أقرب لطريقة الرجل العنكبوت في تسلق حائط السجن الذي يحتوي أكثر من 160 كاميرًا مراقبة، ومع ذلك استطاع الهرب عند الثامنة والنصف صباحًا، واختفى عن الأنظار في أقل من 10 دقائق.
وبعد الهروب الأخير لقاتل مدان من سجن بنسلفانيا، أثار البعض مخاوف بشأن فعالية تطبيق القانون وسلامة المجتمع، لكن ما هو مستوى القلق الذي يجب أن يشعر به الجمهور حقًا.
مع ذلك، قال الخبراء إن العديد من هذه الحوادث ليست من نوع عمليات هروب المجرمين العنيفين التي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة مثل تلك التي حدثت في ولاية بنسلفانيا، في هذه الحالة كان دانيلوكا فالكانتي البالغ من العمر 34 عامًا هاربًا في ضواحي فيلادلفيا لمدة أسبوعين قبل أن يتم القبض عليه.
وأنهت الشبكة الإخبارية بحثها بالقول، إنه "في ضوء هذه العناوين المثيرة للقلق، حذّر الخبير بيترسون، الجمهور من الشعور بالرضا المتزايد، لكنه قدم وجهة نظر، مفادها بأنه بحلول الوقت الذي يكون فيه شخص ما هاربًا، عادة ما يكون منشغلًا جدًا بالبقاء خارج الاحتجاز، والعثور على الطعام والمأوى والماء والملابس، وأشياء من هذا القبيل، لدرجة أنه لا ينخرط في كثير من الأحيان بأعمال عنف في المجتمع، وهذا ما رأيناه لحسن الحظ في ولاية بنسلفانيا".
المصدر: شبكة "سي بي إس نيوز"
