الإسكندرية
الإسكندرية Getty Images

الإسكندرية.. هدية الإسكندر الأكبر إلى العالم (صور)

هي ثغر البحر الأبيض المتوسط الباسم وابنته المدللة على مر العصور، تغنى بها الشعراء، ووقع في غرامها الأدباء والفلاسفة من جميع أنحاء العالم. تحتوى دروبها وأزقتها على بصمات وطبقات متراكمة لحضارات وثقافات توالت عليها، وكأنها أميرة مزهوة تخبىء التاريخ تحت وسادتها.

ويمزج ماضيها العريق بين حضارات الإغريق، والرومان، والفراعنة، والبطالمة، والعرب، في سبيكة فريدة من نوعها. أسسها أشهر الفاتحين في العالم القديم الإسكندر الأكبر عام 331 قبل الميلاد، عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام ساحل المتوسط تدعى "فاروس"، فيها ميناء عتيق وقرية صغيرة تسمى "راكتوس" أو "راقودة"، لتظل عاصمة مصر الأولى حتى الفتح العربي، وهدية القائد العسكري النابغة إلى العالم.

الإسكندرية
الإسكندرية Getty Images

 هل دفن جثمان الإسكندر الأكبر فيها؟

يختلف المؤرخون في ذلك، وإن كانت الأغلبية ترجح ذلك، بل إن بعضهم يؤكد أن القبر موجود في طبقات تحت الأرض فيما يُعرف حاليًّا بـ "شارع النبي دانيال".

احتضن ميناؤها "منارة الفراعنة" أو"منارة الإسكندرية" التي تعد إحدى عجائب الدنيا السبع قديمًا، والتي تضررت بمرور الزمن، لكن لا يزال بالإمكان رؤية أطلالها عبر قلعة قايتباي التي تطل على البحر مباشرة، وتم إنشاؤها قبل خمسة قرون.

أخبار ذات صلة
ماذا يفعل الرومان في شوارع الإسكندرية؟ (صور)

مكتبة الإسكندرية

وتعد "مكتبة الإسكندرية" التي أنشأها خلفاء الإسكندر واحدة من أشهر الوجهات العالمية في الثقافة والعلم قديمًا وحديثًا؛ فقد ضمت نوادر المخطوطات ونفائس الموسوعات حتى أنه لم يكن ينافسها في الماضي سوى روما نفسها. وقيل إنها ضمت 700 ألف مجلد بما فيها النسخة الأصلية من أعمال "هوميروس" مؤلف "الإلياذة"، ومؤلفات أرسطو.

وتعرَّضت المكتبة للحريق أكثر من مرة، حتى أعيد احياؤها مرة أخرى في منطقة " الشاطبي" على الكورنيش، لتستعيد مجد الماضي بتصميم معماري فريد، ومحتويات غير مسبوقة كمًّا وكيفًا.

ويشهد "قصر المنتزه" على تفرد الطُّرز المعمارية التاريخية التي شهدتها المدينة حيث شيده الخديوي عباس الثاني عام 1892، وهو بالمناسبة آخر " خديوي" يحكم مصر والسودان. ويضم القصر مجموعة من الحدائق البديعة ذات الورود والنباتات النادرة التي تم جلبها من أقاصي الأرض.

مكتبة الاسكندرية
مكتبة الاسكندريةBruno Morandi

الحضور الروماني

وتحمل "لؤلؤة المتوسط" بصمة قوية من التاريخ الروماني تحديدًا، يتجسد في أكثر من موضع مثل "عمود بومباي" الذي تم تشييده تكريمًا للإمبراطور الروماني "ديوكلسيان"، ويعد من أهم الأعمدة المتراصة التي أبصرت النور عبر التاريخ. وهناك أيضًا "المسرح الروماني" الذي تم اكتشافه بالمصادفة عام 1960 في منطقة "كوم الدكة"، وجرى ترميمه وإحياؤه على أعلى مستوى ليضاهي حالته القديمة في زمن الإمبراطورية الرومانية، ويعد المسرح حاليًّا وِجهة مميزة للأنشطة الفنية والموسيقية.

المدينة الغارقة

ولا يقتصر حضور التاريخ في الإسكندرية على ما يعلو سطح الأرض أو يسكن باطنها، وإنما يمتد كذلك إلى داخل بحرها، وتحديدًا بالقرب من شاطئ منطقة " أبو قير"؛ حيث توجد مدينة كاملة غارقة على عمق خمسة كيلومترات، تضم 64 سفينة، و700 مرسى، و عشرات التماثيل، وصناديق المجوهرات والذهب، وأعمدة المعابد، فضلًا عن معبد كامل لعبادة الإله "آمون"، و الإله" خونسو" والذي يعود تاريخه إلى العصر البطلمي.

وتوصل العلماء والباحثون إلى أن تلك المدينة كانت تسمى " هرقليون" وتم تشييدها بالقرب من البحر قديمًا، لكنهم لا يزالون مختلفين في سبب غرقها، وإذا ما كان بسبب فيضان أم زلزال.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com