السينما الإيرانية.. بين التحديات والآمال في العام الجديد

سجلت السينما الإيرانية في الأشهر الماضية ارتفاعاً في مبيعات الأفلام؛ إذ بلغت ألف مليار تومان (كل مليار يعادل 21 ألف دولار)، حسب ما أعلن "يزدان عشيري"، مدير العلاقات العامة بمنظمة السينما الإيرانية.

لكن هذا التطور الكبير في المبيعات والإقبال الواسع من الإيرانيين على السينما، لم ينه التحديات التي تواجهها الشاشة الكبرى.

وقال عشيري في حديثه لـ"إرم نيوز"، "إن تجاوز مبيعات السينما الإيرانية عتبة الألف مليار تومان يعد حدثاً مهماً، لكن الأهم هو أن هذا الإنجاز تحقق في شهر يناير الماضي، فيما كان من المتوقع الوصول إلى هذا الكم من المبيعات نهاية مارس الجاري، لكن قبول الناس للسينما جعل ذلك يحدث قبل شهرين من الموعد المتوقع".

وزن السينما يقع على الكوميديا

ويشير عشيري إلى أن أرقام المبيعات واعدة ومفعمة بالأمل بكل المقاييس، مضيفاً " إلّا أنه لا يمكن إخفاء أن هذا الإنجاز لم يتحقق إلا على أكتاف عدد من الأفلام الكوميدية، ولولا هذه الأفلام لكانت السينما قد أفلست تماماً".

وأوضح "تشير مراجعة سريعة لإحصائيات مبيعات الأفلام التي تم إصدارها في العام الحالي إلى أن الأفلام الكوميدية تتصدر قائمة المبيعات وتستمر في تحقيق نجاح أكبر في جذب الجمهور مقارنة بالأفلام الأخرى، مبيناً أن الأفلام التي حققت أعلى نسبة هي "هاواي" و"فندق" و"فيلا الشاطئ" و"ممنوع الدخول والخروج" و"المتحجر".

الوثيقة الأفقية للسينما

بدوره، قال محمد مهدي آغا جاني، نائب رئيس الإنتاج والدعم الفني لجمعية سينما الشباب الإيراني، إن هناك جملة من التحديات التي تواجه السينما الإيرانية في المرحلة المقبلة من بينها التقنيات الجديدة، كالذكاء الاصطناعي، وتحسين مستوى جودة عرض الأفلام في دور السينما.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، "وضعنا خطة "الوثيقة الأفقية الرباعية لسياسات منظمة السينما وإستراتيجياتها"؛ إذ تم من خلالها تقديم التسهيلات ودراسة سياسات الإنتاج والمواضيع التي تتوافق مع منظومة القضايا المهمة للبلاد".

وبيّن أن ضمن هذه الوثيقة تم وضع خطة لتحسين المستوى العلمي للسينمائيين، وتطوير العلاقات الدولية، منوهاً بأن من أهم التحديات التي نعمل على حلها هو "توسيع وزيادة حصة السينما الإيرانية في الأسواق الإقليمية والعالمية ".

قلة الدعم يدمر مستقبل السينما الإيرانية

ويعتقدُ "محمد جواد عزتي"ـ ممثل إيراني بارزـ لـ"إرم نيوز"، أنه إذا لم يدعم المسؤولون الثقافيون إنتاج وعرض الأفلام، فسيتم تدمير السينما في البلاد.

وأضاف عزتي "بعد فيروس كورونا لم تقدم وزارة الثقافة ولا هيئة الإذاعة والتلفزيون ولا غيرها من المؤسسات الدعم الكافي لإنتاج الأفلام والمسلسلات".

وأشار لقضية أخرى وهي أن واحدة من المشاكل التي تواجه السينما هي المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها شريحة واسعة من الشعب الإيراني، وقال "لا يمكن أن نتوقع من الناس في هذه الحالة أن يتوجهوا إلى السينما وسط العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية".

وعن اهتمام الإيرانيين بالسينما الكوميدية، أجاب عزتي "اليوم هو الوقت المناسب لأن يؤخذ النوع الكوميدي على محمل الجد من قبل المسؤولين في السينما والتلفزيون، لأن هناك قدرة في السينما الكوميدية يحتاجها ويطلبها الناس من جهة، ومن جهة أخرى، فهي فرصة للتعبير عن سلسلة من الآلام والانتقادات التي هي خارج السينما الكوميدية ولا تستطيع التعبير عنها".

وتابع "إن النقد الصحي للأوضاع القائمة بحيث يتمكن الناس من رؤية هذه الأعمال وتقبلها هو حاجة مهمة وملحة في ظروفنا الاجتماعية اليوم، وفي رأيي أن السينما في هذا الزمن التي تستطيع أن تعبر عن جزء من أوجاع الناس ولها وظيفة اجتماعية هي السينما الكوميدية".

السينما المستقلة بلا انتماء

من جانبها، اعتبرت الممثلة الإيرانية البارزة "میترا حجار"، أن السينما المستقلة هي سينما بلا انتماء لأي جماعة أو حركة أو جبهة أو تفكير معينة، مشيرة إلى أن هذه واحد من التحديات التي تواجه السينما الإيرانية.

وقالت حجاز في حديث لـ"إرم نيوز"، إن التحدي الآخر هو المرتبط بالحصول على رخصة لإنتاج الأفلام والمسلسلات، حيث هناك شروط معقدة تحتاج إلى توفيرها للحصول على رخصة من الجهات الحكومية المختصة.

وأضافت "تحتاج السينما الإيرانية إلى دماء جديدة في مجال التمثيل، ووجود المخضرمين إلى جانب الشباب يمكن أن يساعد في تحسين جودة التمثيل السينمائي، وطريق التمثيل فيه تحديات كثيرة وهذا هو الشغل الشاغل لكل ممثل شاب".