عمال أمريكيون يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة
عمال أمريكيون يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة مجلة تايم

الحرارة الشديدة تعرض اقتصاد أمريكا وعُمّالها للخطر

سلطت مجلة "تايم" الأمريكية الضوء على قصص لعمال أمريكيين يموتون يوميًا في الحقول بسبب حرارة الجو اللاهبة، ولا تكتشف جثثهم إلا في نهاية اليوم عندما لا يعودون وبجعبتهم دلاء مملوءة بالفواكه، أو عندما يبحث عنهم زملاء العمل ولا يجدونهم.

"ميرنو" امرأة في الواحدة والأربعين من عمرها، جاءت من المكسيك عندما كانت مراهقة للعمل في المزارع والحقول الأمريكية.

تقول ميرنو إنها تضطر إلى احتمال نوبات الصداع والغثيان وتقلصات العضلات ونوبات الدوار - علامات الإجهاد الحراري الشديد، كجزء لا مفر منه من عملها خلال فصل الصيف.

الطبيب الذي يعالجها قال إن كليتيها تضررتا على نحو سيئ بسبب سنوات العمل في بيئة مرتفعة الحرارة ولن يكون بمقدارهما الاحتمال أكثر.

ورغم ذلك، تقول السيدة إنها تصمد خلال الحر الخانق، وتحظى بإعجاب رب العمل بسبب صلابتها وتفانيها في العمل في ظروف جوية لا تحتمل.

ورغم مراهنة أرباب العمل على أن عمالهم يمكنهم احتمال الحرارة الشديدة، إلا أن الأرقام تقول غير ذلك، وفق المجلة.

وقالت: "من المحتمل أن يكون عشرات العمال قد ماتوا بالفعل بسبب التعرض للحرارة صيف هذا العام، الذي يعد الأكثر سخونة في التاريخ الأمريكي".

وأضافت: "بدأت حصيلة الوفيات من العمال هذا العام في فلوريدا يوم رأس السنة الجديدة الذي جاء حارا ورطبا على نحو غير طبيعي، حيث لقي عامل شاب في إحدى المزارع حتفه بسبب ضربة شمس".

وفي 16 حزيران الماضي، في أول أيام الموجة الحارة التي ضربت ولاية تكساس، ووصلت درجات الحرارة في أثنائها إلى 38 درجة مئوية، لقي عامل بناء حتفه في موقع عمله بهيوستن لعدم احتماله الحر الشديد.

وبعدها بثلاثة أيام، مات أحد عمال صيانة خطوط الكهرباء في تكساس بسبب التعرض للحرارة المرتفعة أيضا.

ثم بعد يوم واحد فقط، لقي عامل بريد يبلغ من العمر 66 عاما حتفه أثناء قيامه بجولاته المعتادة في أحياء دالاس عندما سجلت درجات الحرارة في ذلك اليوم ارتفاعا غير مسبوق.

ووفقا لأرقام مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة، يموت قرابة 40 عاملا سنويا بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والأغلبية العظمى منهم يعملون في مهن خارجية وميدانية مثل الزراعة، والبناء، والتعبئة وخدمات التوصيل.

ولكن الإحصاءات الرسمية هذه لا تبلغ القصة الحقيقية كما يقول "دو بارك" مدير إدارة الصحة والسلامة المهنية (OSHA) التي تتولى الإشراف على ظروف العمل في الولايات المتحدة.

يقول "باركر" إن مؤسسته على ثقة تامة بأن العدد الرسمي أقل من الواقع إلى حد كبير، والسبب أن دور الحرارة غالبا ما يتم إغفاله والتغاضي عنه عندما يتعلق الأمر بإصدار شهادات وفاة للعمال بسبب السكتة القلبية وفشل الجهاز التنفسي.

من جهتها، تقدر مجموعة "بابلك سيتيزن" المناصرة لحقوق المستهلك في واشنطن العاصمة، أن الحرارة الشديدة تتسبب بعدد وفيات يتراوح بين 600 إلى 2000 سنويا، إلى جانب 17 ألف إصابة، وهو ما يجعل الحرارة المرتفعة واحدة من الأسباب الثلاثة الرئيسة للموت والإصابة في أماكن العمل في البلاد.

ووفق "تايم"، فإن التغير المناخي هو المسؤول عن موجات الحر والأيام الساخنة جدا التي تختبر صبر العمال الأمريكيين ومدى احتمالهم، في وقت صدرت فيه تحذيرات وتنبيهات لأكثر من ثلثهم بعدم التعرض لحرارة الشمس اللاهبة هذا الصيف.

المصدر: مجلة "تايم" الأمريكية

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com