رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناكأ ف ب

إعجاب سوناك بنموذج الاقتصاد الأمريكي يثير مخاوف من نتائج عكسية

يثير إعجاب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، بنموذج الولايات المتحدة الاقتصادي، مخاوف من نتائج عكسية، في ظل أوضاع كارثية تلوح بالأفق في القطاع المصرفي وسوق الأوراق المالية الأمريكي، وفق صحيفة "الغارديان".

ولفتت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها، إلى تحليل المحافظين "النيوليبراليين"، الذي يركز على التكنولوجيا والابتكار وروح المبادرة الشبيهة بالأسطورة، والذي من الأفضل للمملكة المتحدة أن تحاكيه.

ويتجاهل التحليل الطريقة التي يتقدم بها الاقتصاد الأمريكي إلى الأمام بناء على تقييمات خيالية لسوق الأوراق المالية، والمحاسبة خارج الميزانية العمومية، والتي تذكر بالأعوام التي سبقت الأزمة المالية لعام 2008، وفق الصحيفة.

وبين التقرير أنه في الوقت الذي تصارع فيه أوروبا بشكل واضح وشفاف تداعيات تراجع التصنيع، وشيخوخة القوى العاملة، وتقديمها الرعاية الاجتماعية والإعانات الحكومية بمستويات عالية، فإن الولايات المتحدة تخفي العديد من مشاكلها، ومنها أزمة التأمين التي تلوح في الأفق.

وتعتبر أزمة التأمين ممارسة خارج الميزانية العمومية تُصنف جنبًا إلى جنب مع القروض الطلابية ومعاشات التقاعد الخاصة بالخدمة العامة؛ نظرًا لحالة عدم الاستقرار التي تحيط بها، بحسب التقرير.

ولفت إلى توثيق مزود البيانات المالية تحول ملايين أصحاب المنازل من شركات التأمين الخاصة إلى شركة تأمين تديرها الدولة، باعتبارها "الملاذ الأخير" في المناطق المتضررة من أزمة المناخ والأعاصير وحرائق الغابات والفيضانات التي يجلبها ارتفاع درجات الحرارة؛ ما دفع بهذه الخطط لمضاعفة حصتها في السوق إلى أكثر من الضعف منذ عام 2018، وتجاوزت التزاماتها عتبة تريليون دولار لأول مرة في عام 2022، وفق مكتب خدمات خطط التأمين على الممتلكات.

ويخشى منتقدو الطريقة التي تخلصت بها شركات التأمين الخاصة من الالتزامات، من أن تطغى المطالبات على الموارد المالية للمخطط، إلا أنه في حال حدوث أي شيء، فإن حكومة الولايات المتحدة هي التي ستتحمل الفاتورة.

كما أصبحت المباني المكتبية التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في قيمتها خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية، معرضة للمخاطر المالية بشكل كبير.

وأعرب محللون للصحيفة عن قلقهم بشأن الالتزامات الضخمة على الميزانيات العمومية للبنوك، لكن قلة الطلب على المساحات المكتبية، نتيجة لاتجاه الشركات لمفهوم العمل من المنزل، يعني أن الأزمة باتت وشيكة.

مبنى
مبنىرويترز

ويستذكر تقرير "الغارديان" الأزمة المالية عام 2008، التي نتجت عن تحول أسواق العقارات السكنية ذات الرهن العقاري الثانوي في كاليفورنيا وفلوريدا والعديد من الولايات الأمريكية الأخرى إلى فقاعة، بعد عدة أعوام من عمليات بيع الرهن العقاري العدوانية لأشخاص من ذوي الدخل المنخفض؛ عقب سلسلة من ارتفاعات أسعار الفائدة؛ ما أدى إلى عدم قدرتهم على تحمل الرهون العقارية، وسلموا مفاتيح تلك العقارات.

ونقلت الصحيفة عن صندوق النقد الدولي قوله إن "مجموعة فرعية كبيرة" من البنوك تواجه مشاكل، "مع مخاوف من أن يؤدي فشل مؤسسة واحدة إلى تسريع فقدان الثقة على نطاق أوسع في القطاع".

وبحسب التقرير، فإن سوناك يعتقد أن المملكة المتحدة ستكون في وضع جيد إذا اتبعت تيار واشنطن بتخفيف القيود المفروضة على الشركات المالية والبنوك، والسماح لها بالانضمام إلى السباق لتحقيق الربح، في حين تعمل على تقليص قدرة الخدمات العامة، بما في ذلك الصحة.

كما يعني ذلك الاعتماد أكثر على الاستثمار الأجنبي وواردات السلع الأساسية من البلدان التي لديها قوانين متساهلة في مجال الصحة والسلامة، وحقوق العمال الأضعف، والحكومات الأكثر استبدادية أو غير المستقرة، ما يعرض المملكة المتحدة للخطر بشكل أكبر، وفق تقرير "الغارديان".

أخبار ذات صلة
اقتصاد بريطانيا ينكمش 5.8% في مارس

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com