سياحة خالية من القسوة على الحيوانات.. اتجاه جديد في عالم الرحلات

بدأت شركات سياحية عالمية في إجراء نقلة نوعية كبيرة على هذه الصناعة، بعد تعطلها خلال العامين الأخيرين إثر تفشي وباء كورونا، معلنة عن اتجاه جديد لرحلاتها، والذي يتمثل بسياحة تخلو من القسوة على الحيوانات.

وذكرت صحيفة "كوريا تايمز" الكورية الجنوبية، اليوم الأربعاء، أن العديد من منصات السفر الدولية، وضعت لوائح جديدة لحماية الحيوانات المستأنسة والبرية وإلغاء عملها الإجباري، من أجل الترفيه البشري.

وبحسب الصحيفة، تخلصت "هانا تور" أشهر وكالة للسياحة والسفر في كوريا الجنوبية، من برامجها السياحية المتهمة باستغلال الحيوانات؛ وذلك استجابة لتزايد وعي الجمهور حول رعاية الحيوانات الأليفة والخطيرة التي يحتفظ بها البشر في مزارات سياحية لاستخدامها كوسائل ترفيهية.

وألغت وكالة "هانا تور"، رحلاتها المحلية والدولية المتعلقة بسيرك الحيوانات، وركوب الأفيال في نقاط الجذب السياحي.

كما توقفت في مارس/ آذار الماضي، شركة "مودو تور" وهي وكالة سفر شهيرة في كوريا الجنوبية، عن بيع تذاكر رحلات إلى تايلاند، لركوب الأفيال والتنقل على متن عربات الثيران، حيث استبدلتها بتنفيذ زيارات إلى ملاذ الأفيال.

أما شركة "إير بي إن بي" الأمريكية لتجارب سفر قريبة من المستهلك، فوضعت مؤخرا، إرشادات خاصة للرفق بالحيوانات، وأزالت تلك التي تنتهك حقوقها، وذلك بالتعاون مع الجمعية العالمية لحماية الحيوانات.

بينما أنهى موقع "تريب أدفايزر" الأمريكي للسياحة، مبيعات التذاكر لمناطق الجذب السياحي التي تشمل ركوب الأفيال والسيرك والتقاط صور سيلفي مع الحيوانات البرية، وذلك ضمن مبادرة للرفق بالحيوان، والتي بدأها في العام 2019.

وحظيت هذه القرارات غير المسبوقة، بترحيب واسع عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث أبدى نشطاء حقوق الحيوان والجمهور حماسا كبيرا لها.

ورحبت تشو هي كيونغ، رئيسة جمعية رعاية الحيوان في كوريا الجنوبية، بالالتزام الأخلاقي لهذه الشركات السياحية تجاه الحيوان، داعية باقي وكالات السياحة العالمية أن تنضم لهذه المبادرة.

ووفق دراسة أجراها قسم علوم المستهلك في جامعة "إينها" في كوريا الجنوبية، فإن الترحيب بالقرارات الجديدة للرفق بالحيوان؛ تنبع من ميول جيل الشباب لعرض قيمهم الأخلاقية في خياراتهم الاستهلاكية دون التسبب بتأثيرات بيئية ضارة.

وأظهرت الدراسة عن ارتفاع مستمر لمعارضة جيل الشباب في كوريا الجنوبية لتجارة لحوم الكلاب.

وأشارت الدراسة إلى أن جيل الشباب يحارب إساءة معاملة الحيوانات، ويهتم أيضا ببيئة سفر خالية من القسوة، حيث نجحوا أخيرا في إجبار كبرى وكالات السفر على إلغاء هذه البرامج.