عنق الجمل.. صحراء تونسية منسية استحالت مزارا يستقطب السياح
عنق الجمل.. صحراء تونسية منسية استحالت مزارا يستقطب السياحعنق الجمل.. صحراء تونسية منسية استحالت مزارا يستقطب السياح

عنق الجمل.. صحراء تونسية منسية استحالت مزارا يستقطب السياح

لم يمنع المناخ الصحراوي القاحل لمدينة نفطة التونسية الواقعة في محافظة توزر في الجنوب الغربي للبلاد من أن تكون منطقة سياحية ووجهة محبذة تستقطب شهريا الآلاف من السياح والزوار التونسيين والأجانب ممن يبحثون عن الراحة في عمق الصحراء ويهربون من صخب المدينة وضجيجها إلى هدوء الكثبان الرملية الصحراوية واتساع مجالها.

وللحفاظ على المقومات السياحية لمنطقة عنق الجمل، وتعزيز مكانتها كوجهة محبذة للزائرين من تونس ومن العالم، أعلنت بلدية نفطة من محافظة توزر، مؤخرا عن مشروع لصيانة أحد مواقع تصوير فيلم "حرب النجوم" وهو الديكور الموجود بعنق الجمل بين مدينتي نفطة وحزوة، باعتباره أحد المزارات السياحية والمواقع المجتذبة لكل الوافدين إلى محافظة توزر.

وقال مسؤول في بلدية نفطة لـ"إرم نيوز"، إن "العوامل المناخية لا تزال تؤثّر بشكل مستمر على ديكور فيلم "حرب النجوم" بعنق الجمل، وإن السلطات المختصة تدخلت للصيانة وإعادة المجسمات السابقة وترميم موقع تصوير الفيلم، لكن أعمال التهيئة ستتجدد ككل عام للحفاظ على منطقة عنق الجمل كوجهة سياحية فريدة من نوعها ورافد ثقافي وطبيعي له خصوصياته ومكانته في قطاع السياحة الصحراوية".

ويسعى المجلس البلدي في مدينة نفطة إلى تنظيف الموقع السياحي وذلك بدعم من وكالة التعاون الألماني لإزالة النفايات البلاستيكية والأوساخ خاصة بعد انتشار صور في منصات التواصل الاجتماعي تكشف عن الوضعية المزرية التي آلت إليها المنطقة.



وأعلنت بلدية نفطة عن أن من بين الحلول الناجعة للحفاظ على المقومات السياحية لعنق الجمل ودعمها هو ترويجه لأحد المستثمرين سواء التونسيين أو الأجانب وفسح المجال ليكون فضاء لاحتضان فعاليات سياحية وثقافية وفنية وغيرها.

وكانت إحدى المجلات الألمانية المتخصصة في الموضة وعروض الأزياء قد زارت الأسبوع الماضي عنق الجمل للقيام بجلسات تصوير لمنتجات عالمية للملابس والموضة ما يؤكد الإقبال الكبير على هذه المنطقة الصحراوية.

رافد للسياحة الصحراوية

وعلى تخوم الحدود التونسية الجزائرية، تقع منطقة عنق الجمل الصحراوية، التي تنتمي لمدينة نفطة، وتعد من أفضل الوجهات السياحية وواحدة من المناطق الجاذبة للسياح بفضل خصائصها الجغرافية المميزة واتساع صحرائها التي تأتي على شكل عنق الجمل، سفينة الصحراء، ومن ذلك الشكل استمدت المنطقة تسميتها.

وتحول موقع عنق الجمل الصحراوي، الذي شهد خلال سبعينيات القرن الماضي، تصوير مشاهد من الجزء الأول من الفيلم العالمي الشهير، حرب النجوم، للمخرج الأمريكي جورج لوكاس، إلى معلم سياحي ورافد ثقافي ذائع الصيت عالميا، كونه المنطقة الوحيدة في أفريقيا والعالم العربي الذي يختاره كبار المنتجين السينمائيين العالميين لتصوير أجزاء من إنتاجاتهم السينمائية.

وعلى الرغم من مرور ما يزيد عن أربعين عاما على تصوير أجزاء من "حرب النجوم"، لا تزال المجسمات والأستوديوهات الخاصة بديكورات الفيلم الشهير راسخة في منطقة عنق الجمل، بل تحولت إلى مزار سياحي لا يزال حتى اليوم يجتذب الآلاف من السياح وتقام على رماله الذهبية فعاليات عدد من المهرجانات والتظاهرات الثقافية والرياضية والفنية.



وكشفت مصادر من وزارة السياحة التونسية أن "منطقة عنق الجمل لا تزال تحتفظ بالكثير من المميزات الجغرافية والطبيعية التي تجعلها قبلة لمنظمي المهرجانات لاستغلال اتساع صحرائها وعمقها وطابعها التاريخي كأول منطقة عربية تشهد تصوير فيلم سينمائي عالمي".

وقال مصدر في وزارة السياحة لـ"إرم نيوز"، إن "الديوان الوطني التونسي للسياحة، الجهة المشرفة على تنمية القطاع وتثمين المناطق السياحية وتنظيم واستقبال الوفود السياحية يعمل على جعل هذه الجهة وجهة سياحية مهمة والترويج لها كرافد سياحي وتاريخي وثقافي".

وجهة محبذة للسائح الأوروبي

واستقطبت المنطقة خلال السنوات الأخيرة الكثير من الفعاليات الثقافية والرياضية والفنية محليا ودوليا وذلك على الرغم من أنها تبعد 20 كيلومترا عن وسط مدينة نفطة ورغم انعدام البنية التحية المهيئة لاحتضان مثل تلك الفعاليات حسب الصحفي مجيد بدوي.

وكشف بدوي في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "منطقة عنق الجمل الساحرة احتضنت عددا من التظاهرات السياحية والرياضية والفنية وكانت أحد روافد نجاح تلك الفعاليات، ففي 2015 كانت الانطلاقة من خلال مهرجان الكثبان الإلكترونية وهو مهرجان سنوي يجمع المئات من الشبان ويشهد عروضا فنية واستعراضية وسهرات يؤمنها أشهر العازفين والفرق الموسيقية بالموسيقى الإلكترونية في العالم".

وأضاف بدوي أن "المهرجان ساهم في إحياء المنطقة بعد سنوات من الصمت، كما ساهمت فعاليات أخرى في إحيائها على غرار البطولة التونسية للرياضة المدرسية والجامعية التي احتضنتها المنقطة في يناير 2020  ومهرجان صوت الصحراء وهو تظاهرة موسيقية أقيمت عروض الدورة الأولى منها في 2016 على الكثبان الرملية وفي قلب الصحراء".



وفي 2021، استقبلت منطقة عنق الجمل الآلاف من السياح التونسيين والأجانب، وذلك بعد أكثر من عام من الركود نتيجة الوضع الوبائي، بينما سجلت نهاية العام الماضي وبداية 2022 مؤشرات إيجابية للقطاع بعودة النشاط إلى 6 منشآت فندقية كانت مغلقة في 2020، بينما تطورت المؤشرات الخاصة بعدد السياح الذي بلغ نحو 70 ألف زائر في نزل محافظة توزر حتى تشرين الثاني/نوفمبر من 2021 حسب مصادر من وزارة السياحة التونسية.

وكان وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين، أكد أوائل العام الجاري أن "الوزارة تعمل على وضع برنامجا يستهدف تطوير السياحة الصحراوية ليسهم في تدعيم هذا القطاع المتميز وجعل الصحراء التونسية رافدا سياحيا من شأنه أن ينعش القطاع ويعيد الإشعاع لتونس".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com