يواجه سكان غزة صعوبات الحرب الإسرائيلية، بطرق متنوعة، كان آخرها اللجوء لبيع وشراء الذهب، وذلك من أجل ضمان تأمين احتياجاتهم اليومية من جهة، أو الحفاظ على أموالهم من جهة أخرى.
وتسببت الحرب بخسائر فادحة للفلسطينيين وأدت لتعطيل جميع المنشآت الاقتصادية بالقطاع، حيث تؤكد تقارير دولية أن غالبية السكان عاطلون عن العمل في الوقت الحالي، ويمكن إدراجهم تحت خط الفقر.
وقال تاجر الذهب، منصور الشبراوي، لـ"إرم نيوز"، إن "هناك تفاوتاً في عمليات الشراء والبيع من قبل النازحين بوسط وجنوب القطاع"، مشيراً إلى أنه "في بعض الأحيان يكون الشراء أكثر من البيع، وأحياناً أخرى يكون العكس".
وأضاف الشبراوي أن "هناك إقبالاً من قبل النازحين على شراء وبيع الذهب، بحيث يقدم بعضهم على الشراء للحفاظ على الأموال التي يمتلكها، خاصة أن تخزين الذهب أسهل كثيراً من تخزين الأموال، وفئة أخرى تقدم على بيع الذهب من أجل الحصول على الأموال التي تمكنهم من توفير احتياجاتهم اليومية"، مؤكداً أن "عمليات بيع الذهب زادت منذ الحرب".
وقالت النازحة لمدينة رفح، كفاح الطناني، لـ"إرم نيوز" إنها "منذ الحرب اضطرت لبيع نحو نصف مصاغها الذهبي، الذي يعتبر بالنسبة لها ولنساء فلسطين رمزاً مهماً لا يُفرط فيه إلا للضرورة القصوى".
وأوضحت أنها "مضطرة للبيع، خاصة أن لا مصدر دخل لها، إضافة إلى أنها المعيل الرئيسي للعائلة، حيث أن زوجها خارج غزة"، مبينة أن ما تمتلكه من مصاغ ذهبي كان يقدر قبل الحرب بنحو ستة آلاف دولار، أما اليوم "أنا مضطرة لبيعه بأسعار أقل من أجل إعالة أسرتي".
أما التاجر خليل دياب، قال لـ"إرم نيوز" إنه "اشترى مصاغا ذهبيا بنحو 50 ألف دولار، وهو مبلغ تمكن من تحصيله من تاجر كان يعمل معه قبل الحرب"، موضحا أنه "نزح إلى وسط القطاع، ولم يتمكن إلا سحب القليل من حسابه البنكي، وفي حال حصوله على أموال يقوم بشراء ذهب، وذلك لسهولة التنقل به في أي مكان"، مؤكدا أن "الذهب أكثر أماناً من الأموال في الحروب، وأنه يمكن أن يحقق له بوقت لاحق ربحاً في حال ارتفع سعره".