4 مليارات قطعة من الورق تجعل التجارة العالمية قائمة بالتزاماتها
لا تزال المستندات الورقية هي المسيطرة على تجارة البضائع العالمية التي تبلغ قيمتها 25 تريليون دولار، حيث يتم تداول أربع مليارات منها في أي وقت واحد. لكن الاعتماد على قطع من الورق يتم نقلها جوا من مكان إلى آخر أصبح يشكل ثغرة أمنية للشركات التي تنقل وتمول موارد العالم في جميع أنحاء المعمورة.
ووفقا لتقديرات غرفة التجارة الدولية، فإن ما لا يقل عن 1% من المعاملات في سوق تمويل التجارة العالمية، أو نحو 50 مليار دولار سنويا، تكون احتيالية.
وبحسب البيانات التي جمعتها "بلومبيرغ"، فإن البنوك والتجار وأطرافا أخرى خسروا ما لا يقل عن 9 مليارات دولار من خلال وثائق مزورة في صناعة السلع لوحدها خلال العقد الماضي.
يقول نيل شونهارد المدير التنفيذي في منصة مكافحة الاحتيال "مونيتا غو" إنه أسهل أنواع الاحتيال الذي يمكن ارتكابه، إما عن طريق تزوير مستند أو إرسال نسخ مكررة إلى البنوك.
وأكد تقرير لغرفة التجارة الدولية تم إعداده بالشراكة مع "مونيتا غو" في 2020 أن ما يصل إلى 2.5 مليار دولار من تكاليف الاحتيال السنوية تلك انتهى بها المطاف كخسائر للممولين.
يقول مناصرو استبدال المستندات الورقية بالرقمنة إن هناك منصات على الإنترنت الآن يمكنها تأمين المستندات وتخزينها ونقلها مما يقلل كثيرا من احتمالية تزويد البنوك بسندات شحن مزورة أو مستندات أخرى كفواتير حمولات قد لا يكون لها وجود في الأساس، أو قد تكون مليئة بالحجارة لكن يتم التظاهر بأنها معادن ثمينة.
ومع أن القرصنة على الإنترنت لا تزال تشكل خطرا، إلا أن تنفيذها أصعب بكثير من نسخ قطع من الورق.
الرقمنة تعطي دفعة للأعمال
وبحسب تقديرات دراسة أجرتها شركة "ماكنزي" الأمريكية للاستشارات الإدارية واستنادا إلى مقابلات مع أصحاب صناعات وبيانات من شركات النقل، فإن اعتماد سندات الشحن الإلكترونية سيمكّن إلى ما يصل من 40 مليار دولار أمريكي من حجم التجارة العالمية الإضافي من خلال التقليل من الاحتكاك التجاري وبخاصة بالنسبة للأسواق الناشئة.
وتشير النظرية إلى أن البنوك يمكن أن تكون في المستقبل أكثر استعدادا لتمويل التجارة لنظرائها الأصغر حجما إذا ما عملت الأشياء رقميا.
وأضافت شركة "ماكنزي" أن خطوط شحن الحاويات الرئيسية يمكن أن توفر ما يصل إلى 6.5 مليار دولار سنويا من التكاليف المباشرة إذا انتقلت إلى الاعتماد الكامل على سندات الشحن الرقمية.
المصدر: موقع "بلومبيرغ" الأمريكي
