ارتفاع الدولار "ينشر الألم" في الدول الفقيرة.. وركود عالمي مرتقب

ارتفاع الدولار "ينشر الألم" في الدول الفقيرة.. وركود عالمي مرتقب

قالت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، إن ارتفاع سعر الدولار "ينشر الألم في العالم، ويتسبب في موقف سيئ"، فيما يخشى خبراء اقتصاديون أن يتسبب هذا الارتفاع الحاد في "ركود عالمي" خلال العام الجاري.

وأوضحت الوكالة في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء "ارتفعت تكاليف المعيشة في القاهرة بشدة؛ ما دفع حارس الأمن مصطفى جمال إلى إرسال زوجته وابنته البالغة من العمر عامًا واحدًا للإقامة مع والديه، على بُعد 70 ميلاً جنوب العاصمة المصرية، كي يوفر النقود".

ومضت تقول "يعمل جمال في وظيفتين، ويشترك في السكن مع آخرين، ولم تعد اللحوم جزءًا من وجبته الغذائية، ويقول إن أسعار كل شيء تضاعفت، وليس هناك بدائل".

وتابعت "يشترك كثيرون حول العالم في ألم وإحباط المصري جمال. تاجر قطع غيار سيارات في نيروبي، بائع ملابس أطفال في إسطنبول، ومستورد مشروبات في مانشستر، كلهم يشكون من الأمر ذاته، إذ يؤدي ارتفاع سعر الدولار الأمريكي إلى ضعف العملة المحلية، ويؤدي ذلك إلى مضاعفة الضغوط المالية في الوقت الذي تواجه فيه العائلات أزمات غذائية وأخرى تتعلق بالطاقة، بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا".

ونقلت عن "إسوار براساد"، أستاذ التجارة في جامعة "كورنيل"، قوله إن "الدولار القوي يؤدي إلى جعل الموقف أكثر سوءًا في باقي العالم"، إذ يخشى الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن يتسبب الارتفاع الحاد للدولار في ركود عالمي خلال العام الجاري.

وأردفت أن "أسباب ارتفاع الدولار ليست لغزًا. ففي ظل ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، قام البنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة 5 مرات هذا العام، كما يشير إلى احتمال القيام بعمليات زيادة أخرى للفائدة، وقد أدى ذلك إلى ارتفاع معدلات الفائدة على مجموعة واسعة من سندات الحكومة والشركات الأمريكية، وجذب المستثمرين ورفع قيمة العملة الأمريكية".

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن "العملات الأخرى أكثر ضعفاً في حالة المقارنة بالدولار، خاصة في الدول الفقيرة، حيث انخفضت الروبية الهندية 10%، والجنيه المصري 20%، والليرة التركية 28%".

واستطردت قائلة "الدول الغنية ليست محصنة، ففي أوروبا التي كانت تتأرجح بالفعل نحو الركود وسط ارتفاع أسعار الطاقة، يساوي اليورو أقل من دولار للمرة الأولى منذ 20 عامًا، وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 18% عن العام الماضي".

وقالت إن ارتفاع الدولار يتسبب بمعاناة في جميع أنحاء العالم، في ظل ما يأتي: 

ارتفاع تكلفة واردات الدول الأخرى؛ ما يزيد ضغوط التضخم الحالية.

يضغط على الشركات والمستهلكين والحكومات التي تقترض بالدولار، لأن هناك حاجة إلى مزيد من العملة المحلية.

يجبر البنوك المركزية في الدول الأخرى على رفع أسعار الفائدة لمحاولة دعم عملاتها ومنع الأموال من الفرار من حدودها، لكن هذه المعدلات المرتفعة تضعف النمو الاقتصادي، وترفع معدل البطالة.

ونقلت الوكالة عن أريانا كورتيز، من "كابيتال إيكونوميكس"، قولها "يمثل ارتفاع الدولار أنباء سيئة للاقتصاد العالمي، وهذا سبب آخر يجعلنا نتوقع ركود الاقتصاد العالمي خلال العام المقبل".

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن "ارتفاع الدولار في عام 2022 مؤلم بشكل فريد، كونه يضاعف الضغوط التضخمية العالمية، في وقت كانت فيه الأسعار ترتفع بالفعل، وأدت اضطرابات أسواق الطاقة والزراعة نتيجة الحرب في أوكرانيا إلى زيادة حادة في قيود الإمداد الناتجة عن الركود والتعافي في أعقاب جائحة كورونا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com