بعد جفاف.. أمطار غزيرة تنعش آمال الموسم الزراعي في تونس

بعد جفاف.. أمطار غزيرة تنعش آمال الموسم الزراعي في تونس

أنعش تساقط الأمطار بكميات كبيرة في معظم المحافظات التونسية الآمال بإنقاذ الموسم الزراعي، بعد أن شهدت البلاد أشهر جفاف وانحباس أمطار، ما أثار مخاوف من تداعيات ذلك على الزراعات وتوفير مياه الشرب.

ويُعد القطاع الزراعي من ركائز الاقتصاد التونسي الذي يشهد واحدة من أسوأ أزماته، بعد تراجع الإنتاج سواء في الفوسفات أو غيره من المجالات الحيوية.

الأمطار ساهمت ولكن بنسبة ضئيلة في تحسين منسوب المياه في السدود إلى مستوى 717 مليون متر مكعب.
المهندس والخبير في المياه محمد صالح قلايد

وشهدت محافظات الشمال والشمال الغربي والمناطق الساحلية الشرقية نزول كميات مهمة من الأمطار، أدخلت البهجة والاستبشار لدى المزارعين.

 وقال المهندس والخبير في المياه محمد صالح قلايد، إن هذه الأمطار بصفة عامة ربما أنقذت موسم الحبوب في عديد المحافظات في الشمال بشكل خاص، وكانت مفيدة بإنقاذ غابات الزياتين في جهة الساحل، وربما في جهات أخرى.

واعتبر قلايد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أنّ هذه الأمطار أسهم ولكن بنسبة ضئيلة في تحسين منسوب المياه في السدود إلى مستوى 717 مليون متر مكعب أي ما يعدل نسبة تعبئة تقدّر بـ30,9%، مؤكدا أن الوضع لا يزال حرجا.

وأوضح الخبير أن "الأمطار الأخيرة كانت في السواحل الشرقية والأمطار التي تزامنت مع الثلوج هي في أقصى الشمال في طبرقة وعين دراهم. بينما ينبع نهر مجردة من الأراضي الجزائرية غرب محافظة الكاف، ولم تكن هناك أمطار غزيرة في هذه الأماكن حتّى يتحسن المخزون في أكبر سد في تونس وهو سد سيدي سالم.

أخبار ذات صلة
مكة المكرمة تكتسي باللون الأخضر بفعل الأمطار الغزيرة

وعلّق كاتب الدولة الأسبق للموارد المائية، عبد الله الرابحي، بأن "نزول الأمطار في هذه الفترة مهم جدا، وهي أمطار جاءت في وقتها لا سيما على مستوى غابات الزياتين في منطقة المناطق الشرقية للبلاد".

 وأكد الرابحي في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "هذه التساقطات لها منفعة خاصة على الزيتون والأشجار المثمرة، لكن بالنسبة إلى السدود في البلاد لن تكون لها تأثير كبير عليها" موضحا أن "الزراعات الكبرى في المقابل أيضا لم تحدث لها منفعة كبيرة بعد هذه الأمطار حيث تساقطت الأمطار في مناطق متفرقة".

وتعدّ تونس 10 ملايين هكتار من الأراضي الزراعية، من بينها 5 ملايين هكتار فقط يتم استغلالها للزراعات الكبرى (القمح والشعير)، في حين تم تخصيص البقية كغابات ومراعٍ. 

ورغم أن لها مساحات شاسعة صالحة للزراعة، إلا أن تونس تلجأ إلى توريد كميات كبيرة من القمح والشعير وهو ما جعلها تعلن سعيها إلى تحقيق اكتفاء غذائي ذاتي بعد بدء الحرب الروسية في أوكرانيا العام الماضي.

ويؤكد مزارعون أنّ نزول الأمطار في هذه الفترة من الموسم الزراعي مهمّ لإنقاذ الموسم والدفع نحو صمود الزراعات، لا سيما الدفع نحو تراجع أسعار بعض المنتجات الفلاحية مثل العلف الذي ارتفعت أسعاره بشكل مثير في الأشهر الأخيرة".

كانت تونس قد عرفت شحا مائيا دفع الكثير من الخبراء إلى إطلاق دعوات من أجل إعلان حالة الطوارئ المائية وسط مخاوف من انهيار الموسم الزراعي.

وتتوقع مصالح الأرصاد الجوية في تونس استمرار نزول الأمطار في الأيام المقبلة، لا سيما في المناطق الشرقية.

وقال مصدر من المعهد الوطني للرصد الجوي، إن "الأمطار ستستمر في التساقط إلى حدود يوم الجمعة في كميات هامة في عدد من المحافظات، وهي أمطار مهمة لإنقاذ الزراعات الكبرى والمساهمة في ارتفاع مخزون السدود في البلاد من المياه"، مشيرا إلى أن "هناك ارتفاعا في مخزون السدود، وبعد التساقطات الأخيرة سنكون معنيين بتحسن كبير على مستوى السدود خاصة أن هناك توقعات بنزول الثلوج في المرتفعات الغربية في اليومين المقبلين".

وكانت تونس قد عرفت شحا مائيا دفع الكثير من الخبراء إلى إطلاق دعوات من أجل إعلان حالة الطوارئ المائية وسط مخاوف من انهيار الموسم الزراعي الذي تراهن عليه السلطات أولا لتحقيق أمنها الغذائي الذاتي وثانيا للمساهمة في إسعاف الاقتصاد الذي يشهد صدمات متتالية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com