تقرير: روسيا تستعين بخبرات إيران في "السوق السوداء" ضد العقوبات
تقرير: روسيا تستعين بخبرات إيران في "السوق السوداء" ضد العقوباتتقرير: روسيا تستعين بخبرات إيران في "السوق السوداء" ضد العقوبات

تقرير: روسيا تستعين بخبرات إيران في "السوق السوداء" ضد العقوبات

قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن "رجال الأعمال الروس المتضررين من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، جراء غزو أوكرانيا، يسعون للحصول على دروس من إيران لتجاوز أثر تلك العقوبات".



وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أن "الخبرة الإيرانية في الوصول إلى السوق السوداء العالمية أصبحت موضع طلب، حيث تقدّم الحرب في أوكرانيا فوائد غير متوقعة".

ومضت تقول: "منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط فبراير الماضي، ازدهرت أعمال المرشد السياحي الإيراني علي، حيث استقبل سياحا روسا مهتمين بالفن والثقافة والطعام الإيراني، والآن يستضيف رجال أعمال أيضا".

وتابعت أنه "في أعقاب العقوبات الغربية الكاسحة على الكيانات الروسية، فإن الروس أصبحوا أكثر اهتماما بمعرفة كيف يتعايش الإيرانيون مع العقوبات الأمريكية المفروضة عليهم. الشهر الماضي فقط، استقبل علي، الذي لا يريد الكشف عن اسمه كاملا، 160 روسيا، معظمهم رجال أعمال في طهران، مقارنة بـ40 روسيا كان يستقبلهم شهريا قبل الجائحة".

ونقلت عن علي قوله "اعتاد رجال الأعمال الروس زيارة إيران من أجل بيع بضاعتهم، والنظر باستخفاف للأعمال التجارية الإيرانية، الآن تغير الوضع بشكل لافت للنظر، وهم يرغبون الآن في شراء المنتجات الإيرانية".

وأردفت "نقل المرشد السياحي رجال الأعمال الروس إلى الشركات الإيرانية المتواجدة في محيط العاصمة طهران، وعرّفهم بنظرائهم الإيرانيين. وفي ظل العقبات التي تضعها الشركات الغربية في التعامل التجاري مع موسكو، فإن الروس شعروا بالدهشة والاهتمام الشديد لأنهم رأوا هواتف آبل المحمولة وهي منتشرة على نطاق واسع في إيران".

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "إيران تحملت 4 سنوات من العقوبات الأمريكية العنيفة، التي كان لها تأثير كبير على كل علاقاتها بالنظام المالي العالمي منذ انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع العام 2015، وذلك في العام 2018، ولكن هواتف آبل ليست هي المنتج الغربي الوحيد المتاح في إيران، ففي الوقت الذي تتفوق فيه المنتجات الصينية، فإن هناك الكثير من البضائع التي تنتجها شركات عالمية مثل فيليبس وبوش في إيران".

وقالت "بينما ليس من الواضح كيفية وصول هذه المنتجات إلى إيران، فإن بعضها ربما يكون مهربا، والبعض الآخر دخل عبر مستهلكين إيرانيين قادمين من الخارج، في حين يشير رجال الأعمال إلى أن تركيا وشمال العراق من المناطق التي تمثل نقاط عبور معروفة لتجنب العقوبات الأمريكية".

واستطردت: "بعيدا عن السعي الروسي غير الرسمي للحصول على المشورة من إيران، فإن طهران استفادت بطرق أخرى من الحرب في أوكرانيا، فقد أدى الارتفاع الحاد في أسعار النفط إلى توليد المزيد من الدخل للاقتصاد الإيراني، الذي أصبح يعتمد على مبيعات النفط الخام إلى الصين والصادرات غير النفطية إلى جيرانها".

وأشارت "فاينانشال تايمز" إلى أن "الاقتصاد الإيراني تضرر كثيرا جراء العقوبات، حيث عانت من ارتفاع معدلات التضخم والفقر على نطاق واسع، ولكن قدرة الشركات الإيرانية على مواصلة التصدير والاستيراد، والتهرب من العقوبات، ساعدت في تقليل التأثير".

ورغم هذا التوجه، إلا أن المحللين الإيرانيين ذوي الفكر الإصلاحي، حذّروا من تضارب المصالح بين إيران وروسيا، في ظل أن الدولتين تعتمدان على صادرات الطاقة.

ونقلت عن علي شمس أردكاني، خبير الطاقة، قوله إن "هؤلاء الذين يعتقدون أن بإمكان روسيا أن تتحول إلى شريك إستراتيجي، عليهم أولا أن يقرأوا التاريخ جيدا، كي يدركوا أن روسيا ليس لها مبادئ. إذا لم يتحرك المسؤولون الآن، فإن روسيا سوف تستحوذ على ما تبقى لإيران من سوق النفط في آسيا، وسوف تكون اللاعب الرئيس في السوق النفطي الآسيوي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com