في ظل تعثر تشكيل الحكومة.. الليرة اللبنانية تسجل أدنى مستوى لها منذ الاستقلال

هوت الليرة اللبنانية إلى مستوى تاريخي جديد في السوق السوداء اليوم الاثنين بوصولها إلى 15450 مقابل الدولار الأمريكي مع غياب بوادر حقيقية لحل قريب للأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالبلد العربي.

وقال متعاملون إن معدل الصرف هذا هو أدنى مستوى تسجله الليرة منذ أن نال لبنان استقلاله قبل نحو 75 عاما، معربين عن تشاؤمهم بشأن أي تعاف محتمل للعملة المحلية ما لم تبرز بوادر إيجابية بقرب تشكيل حكومة بهدف إنقاذ لبنان من انهيار شامل.

وأشار باسم حاتم، أحد المتعاملين في السوق الموازي، إلى أن الليرة اللبنانية خسرت ما يقرب من 20% من قيمتها في الأسبوعين الماضيين، وأنها قد تواصل تراجعها في الأسابع المقبلة.

وقال لـ "ارم نيوز": "هناك عدة أسباب لتراجع الليرة، أهمها غياب بوادر حل سياسي واقتصادي والطلب الشديد على الدولار الأمريكي من قبل المصارف والناس.. بعض الخبراء يقولون، إن الليرة قد تتجاوز 20 ألفا في مقابل الدولار في حال لم تصدر أي إشارات إيجابية عن الحكومة."

ولا يزال لبنان البالغ عدد سكانه نحو 6.5 مليون نسمة دون حكومة منذ آب/أغسطس الماضي بعد استقالة رئيس الوزراء حسان دياب إثر انفجار بيروت الكارثي وتفاقم الأزمة المالية.

وتشكل الخلافات المتفاقمة بين رئيس الدولة ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري العقبة الرئيسة أمام تشكيل حكومة إنقاذ.

ونقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن مصادر رسمية قولها، إن الحريري لن يعتذر عن مهمة تشكيل حكومة، وإنه لا يزال يعوّل على المساعي التي يبذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي قالت إنها ستنشط اليوم.

ويعاني لبنان من ديون متراكمة تجاوزت بنهاية الشهر الماضي 95 مليار دولار في حين واصلت الأصول الخارجية لمصرف لبنان (البنك المركزي) تراجعها السريع بسبب الإنفاق المتواصل على دعم السلع المستوردة.

وأظهرت بيانات مصرف لبنان الاثنين أن أصوله الأجنبية باستثناء الذهب تراجعت بنحو 2.5 مليار دولار منذ نهاية العام الماضي لتصل إلى 21.6 مليار دولار بنهاية نيسان/أبريل، أي ما يقرب من نصف مستواها البالغ 42 مليار دولار بنهاية عام 2017.

ويواجه لبنان إضرابا شاملا يوم الخميس المقبل بسبب تردي الأوضاع المعيشية والذي دعا إليه الاتحاد العمالي العام خاصة بعد الارتفاع الحاد للأسعار في الأشهر الماضية.

وأشار المستشار السابق في البنك الدولي لويس حبيقة إلى أن الليرة اللبنانية خسرت أكثر من 90% من قيمتها في عامين، وأنها قد تواصل الهبوط من مستواها الرسمي البالغ 1507 ليرة مقابل الدولار في الأيام المقبلة ما لم تحدث انفراجة سياسية كبيرة.