الجنيه السوداني يسجل انخفاضا قياسيا أمام الدولار‎

سجل الجنيه السوداني انخفاضا جديدا اليوم الثلاثاء، في تداولات الأسواق الموازية (السوداء)، تزامنا مع أزمة حادة في الوقود والخبز والمواصلات.

وأكد متعاملون مع الأسواق الموازية لـ"إرم نيوز"، ارتفاع أسعار شراء الدولار من الأسواق الموازية إلى 104 جنيهات، لأول مرة في تاريخ البلد المستقل في كانون الثاني/يناير 1956، في حين يبلغ سعر البيع 102 جنيه.

وبحسب تاجر عملات في وسط الخرطوم، تحدث لـ"إرم نيوز"، مفضلا حجب هويته، فإن "الريال السعودي بلغ سعره 27 جنيها، والدرهم الإماراتي 27.80 جنيه، ووصل سعر اليورو 110 جنيهات، والجنيه الإسترليني 130 جنيهًا، والجنيه المصري 6.5 جنيه".

وتعد الأسعار المسجلة اليوم الثلاثاء، الأعلى على الإطلاق في تاريخ العملة السودانية.

وأعلن بنك السودان المركزي اليوم، قيمة جديدة للجنيه، وحدد أسعارا رسمية جديدة للعملات الأجنبية، حيث حدد شراء الدولار الأمريكي مقابل الجنيه السوداني بمبلغ 51 جنيها والبيع 51.256 جنيه، بدلا عن 47 جنيها في السابق، كانت قد حددتها آلية صناع السوق إبان العهد السابق للتحكم في أسعار الدولار.

ورأت الخبيرة الاقتصادية، سهام الشريف، بأن سعر الدولار الأمريكي في السوق الموازي "السوداء"، ليس حقيقيا، واعتبرت صعود وهبوط أسعار الدولار تخضع لمضاربات تجار العملات والعرض والطلب.

وتوقعت الشريف في تصريح لـ"إرم نيوز"، تراجعا كبيرا لأسعار الدولار حال تنفيذ خطط موازنة 2020 والتي أبرزها رفع الدعم التدريجي عن الوقود، وطالبت بوضع خطط منقذة لفك الاختناق الاقتصادي.

وقالت إن ارتفاع أسعار الدولار أدى إلى تأثير سالب على أسعار السلع الاستهلاكية والأساسية لدى المواطن، ودعت الحكومة لمراقبة الأسواق وأسعار السلع.

وأفادت بأن صادرات البلاد تراجعت على نحو كبير بسبب ارتفاع أسعار الدولار، إلى جانب وجود مشاكل كبيرة في ودائع الصادر، بالإضافة إلى تنظيم العمل في بنك السودان المركزي.

ويأمل السودانيون من الحكومة الانتقالية التي أعقبت نظام الرئيس عمر البشير، أن تحسن اقتصاد البلد المنهك بفعل الفساد وسوء إدارة الموارد، إلى جانب رفع العقوبات الاقتصادية، وتحسين علاقات السودان الخارجية.