هل تنتهي مجانية التعليم في سوريا؟

هل تنتهي مجانية التعليم في سوريا؟

ارتفعت أسعار الكتب في المدارس الحكومية السورية نحو 35% للعام الدراسي الجديد 2022- 2023، في وقت تعاني الأسرة من الغلاء وانعدام الفرص وارتفاع نسبة الفقر إلى 92%، حسب تقارير الأمم المتحدة.

ووصلت أسعار كتب الصف العاشر في المرحلة الثانوية إلى 48.300 ليرة، بينما كتب الصف الحادي عشر 54.800 ليرة، وكتب البكالوريا 49.800 ليرة.

وأعلنت المؤسسة السورية للتجارة عن فتح باب التقسيط على اللوازم المدرسية بسقف يصل إلى 500000 ليرة بلا فوائد، وهي سابقة تؤشر إلى مستوى الدخل المتدني للسكان مقارنة بارتفاع الأسعار.

وبرّرت المؤسسة العامة للطباعة ارتفاع أسعار الكتب، بغلاء الورق والكرتون عالمياً، إضافة إلى إلزام الطالب بالحفاظ على كتبه.

وتصل تكاليف اللوازم المدرسية إلى نصف مليون ليرة للطالب، من ضمنها حقيبة بسعر 60000 ليرة (25 دولارا، ولباس مدرسي من 25000 (10 دولارات) إلى 40000 ليرة (16 دولارا)، إلى جانب الدفاتر والأقلام التي شهدت ارتفاعات كبيرة.

وتنص المادة 29 من الدستور المقر عام 2012 على مجانية التعليم في جميع مراحله، لكن هذه المادة تعرضت لاختراقات كبيرة بسبب الحرب والتضخم وانخفاض سعر الليرة إلى جانب قلة الموارد.

ويبلغ متوسط راتب الموظف السوري 30 دولاراً في الشهر، ويحتاج للعمل أربعة أشهر لتسديد تكاليف طالب واحد فقط من أبنائه في المدرسة.

وتقول وزارة التربية إنها تنفق أكثر من 175 مليار ليرة سنوياً على التعليم الأساسي، و169 ملياراً على التعليم الثانوي و44 ملياراً على التعليم المهني.

ويخشى أرباب الأسر أن يكون ارتفاع تكاليف المدارس الحكومية، مؤشراً على التخلي التدريجي عن مجانية التعليم والاتجاه نحو الخصخصة وتحميل الأهالي نسبة كبيرة من تكاليف التعليم.

وتقول سناء عبدو "اسم مستعار" لـ"إرم نيوز": "ما يثير المخاوف أن الحكومة تخلت عن نسبة كبيرة من دورها الداعم للمواد الاستهلاكية والمحروقات، ويمكن أن تنفذ الأسلوب نفسه في التعليم".

وتضطر بعض الأسر إلى استخدام الحقائب القديمة والتناوب عليها بين الأخوة، اقتصاداً في التكاليف، كما يعتمد الكثيرون على تبرعات المنظمات الخيرية التي تنشط في بداية العام الدراسي.

ويقول المعلم علي مشهور "اسم مستعار": "يتحمل الطلاب الكثير من التكاليف في القرطاسية والأوراق والشهادات التقديرية التي كانت المدارس تدفع ثمنها، بسبب ضعف ميزانية المدرسة".

وتضيف سناء عبدو: "زاد الطين بلة، عدم تزويد المدارس بوقود التدفئة الكافي في الشتاء، وتسبب ذلك بإصابة التلاميذ بأمراض الأنفلونزا طيلة موسم البرد".

ويقول مشهور: "درجت العادة أن تكبر المعاناة في أي قطاع تخطط الحكومة للتخلي عن دعمه جزئياً أو كلياً، وما نخشاه أن تكون صعوبات التعليم مقدمات لتخلي الحكومة عنه".

ويصعب على الأسرة السورية تسجيل أبنائها في المدارس الخاصة، حيث تصل تكلفة الطالب الواحد إلى خمسة ملايين ليرة سنوياً، في ظل بطالة متفشية واقتصاد منهار.

وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن نحو 2000 مدرسة دمرت بشكل كامل أو جزئي خلال الحرب، وأدى ذلك لاكتظاظ الطلاب في المدارس السليمة بشكل فاق قدرتها على الاستيعاب.

ويضيف مشهور: "تلجأ الحكومة إلى زيادة الرسوم والضرائب في قطاع التعليم العام كل موسم دراسي، ويخشى الجميع أن يتم تحميل الأهالي خلال المواسم القادمة نسبة 50% من التكاليف".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com