تحذيرات من اختلال كبير في الإمدادات الغذائية جراء ارتفاع الحرارة
حذر آلان ريتشارد دونواهي رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، من احتمال أن يواجه العالم اختلالًا كبيرًا في الإمدادات الغذائية.
وسيكون ذلك، بحسب دونواهي، الذي شغل منصب وزير الدفاع في ساحل العاج سابقاً، قبل وقت طويل من ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
ونقلت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية عن دونواهي قوله إن "تضافر آثار أزمة المناخ، كارتفاع درجات الحرارة وموجات الحر والجفاف والفيضانات الشديدة والحرائق، مع ندرة المياه والممارسات الزراعية السيئة، تهدد الزراعة العالمية وتُعرض الأمن الغذائي للخطر في العديد من مناطق العالم".
وأوضح أنه "سيرافق ارتفاع درجات الحرارة المصحوب بالجفاف، الذي يتسارع أكبر مما كان متوقعًا، الكثير من الآثار السلبية، مثل هجرة السكان وزيادة التضخم"، على حد تعبيره.
وشدد دونواهي على أن الممارسات الزراعية السيئة تلعب دورًا كبيرًا في تدهور التربة، وبالتالي شح المحاصيل وما يتبعه من نقص في سلة الغذاء، داعيًا القطاع الخاص إلى الزراعة باستخدام الطرق الحديثة والمبتكرة.
وتابع: "إن العالم لا يستطيع تجاهل التصحر؛ نحن بحاجة إلى حل جميع المشاكل معًا.. التصحر والجفاف يؤديان إلى تغير المناخ، كما يؤديان إلى فقدان التنوع البيولوجي"، منوهًا إلى أن التصحر ليس مشكلة الدول الفقيرة فقط، فهو لا يعرف حدودا ولا يحتاج إلى تأشيرة دخول.
وقال دونواهي: "إفريقيا قارة الحلول، ويتعين على الدول الغنية أن تتطلع إلى إفريقيا بحثًا عن حلول لأزمة المناخ"، لافتًا إلى أن إفريقيا تتمتع بالعديد من الموارد الطبيعية، من المعادن المطلوبة لتكنولوجيا الطاقة المتجددة، إلى الغابات والشمس واحتياطيات المياه الجوفية الشاسعة اللازمة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتحسين الأمن الغذائي والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومات في جميع أنحاء العالم وقعت معاهدة لمكافحة التصحر عام 1992، إلى جانب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، لكن معاهدة التصحر لا تحظى باهتمام كبير، كما أن مؤتمرات مكافحة التصحر تذهب حتى دون أن يلاحظها أحد مقارنة بمؤتمرات المناخ.
وأكدت الصحيفة البريطانية، في ختام تقريرها، أن تجاوز حاجز 1.5 درجة مئوية سيؤدي إلى تأثيرات محتملة لا رجعة فيها على نظام المناخ العالمي.
ويشمل ذلك انهيار الصفائح الجليدية في غرينلاند وغرب أنتاركتيكا، والذوبان المفاجئ للثلوج، وارتفاع مستويات سطح البحر.
المصدر: صحيفة "ذي غارديان" البريطانية
