حصار المزارعين وسائقي الأجرة يخنق شوارع باريس

تضرب الحكومة الفرنسية اليوم موعدا مع "الإثنين الأسود"، بدعوة من النقابات لحصار العاصمة، وإحداث شلل عام في البلاد، احتجاجا على أوضاع المزارعين وسائقي الأجرة.

ويقوم الموكب المكون من سائقي الأجرة والمزارعين بشلّ حركة اثنين من الممرات الثلاثة للطريق السريع في فرنسا A51 باتجاه إيكس، وفي نهاية الطريق ستقوم سيارات الأجرة بإنشاء حاجز صد عند رسوم المرور.

أربع نقابات لسيارات الأجرة تطالب بالحصار

ويأتي هذا الإضراب بناء على دعوة 4 نقابات لسائقي الأجرة، ضد أجور "نقل المرضى"، نصت عليها اتفاقية جديدة مع صندوق التأمين الصحي الوطني، وفق محطة "فرانس انفو".

وفي مارسيليا، أعلنت سيارات الأجرة عن "الإثنين الأسود"، وتجمع حوالي مئة سائق أمام "كازينو جيان لا فالنتين"، قبل التوجه إلى محافظة بوش دو رون حوالي الساعة 7:30 صباحًا، كجزء من عملية حصار واسعة النطاق في مرسيليا وفي جميع أنحاء البلاد.

من جانبه، قال إريك بوكلون، الأمين العام لاتحاد سيارات الأجرة في مرسيليا: "ينص هذا الاتفاق على (خصم) في حالة نقل المرضى. مع حد أدنى يبلغ 16.5% في منطقة بوش دو رون حتى 31 يناير/ كانون الثاني.

وأضاف: "لكن الحكومة الفرنسية تطلب من سائقي سيارات الأجرة القبول دون تحفظ بالاتفاقية الجديدة الصالحة للسنوات الخمس المقبلة، وبالتالي التوقيع على شيك على بياض".

وتابع: "أنه باحتساب التكاليف الإضافية كالوقود الذي تزايد، والصيانة، وإدارة تكنولوجيا المعلومات، فإننا نقترب من خصم 25% على رحلة المريض مهما كان مقدارها. وتقدر النقابات عدد سيارات الأجرة المتوقعة في الموقع بنحو 700 سيارة".

احتاجاجات المزارعين

ويتزامن ذلك مع حواجز الطرق التي يفرضها المزارعون والتي تؤدي إلى تعطيل حركة المرور بشكل خطير، على مستوى المقاطعات والمستوى الوطني.

وبينما يستمر احتجاج المزارعين في باريس في الازدياد، ولا سيما من خلال الإجراءات المخطط لها في جميع أنحاء العاصمة، فإن غضب المزارعين في الضواحي يتزايد أيضًا. وبمبادرة من تنسيقية بوش دو رون الريفية، تتجه عشرات الجرارات نحو إيكس، بالقرب من تقاطع الطريق السريع A51، لحصار باريس".

بدوره، قال فرانك مورجيس، رئيس فرع التنسيق الريفي 13: "سيتم وضع نقطة عرقلة "لأجل غير مسمى".

وتجمّع العديد من المزارعين، سواء كانوا أعضاء في التنسيق الريفي أو غير مصنفين، من قطاع بويريكارد أو فوكلوز على وجه الخصوص، في الساعة الخامسة صباحًا.

وفي وقت سابق، وعشية خطة "حصار العاصمة" التي تعهّد بها المزارعون الشباب، زار رئيس الوزراء غابرييل أتال مزرعة للماشية في باركاي-ميسلاي، وقال إنه يدرس اتخاذ تدابير "إضافية" على المستويين الوطني والأوروبي لحماية المزارعين من المنافسة غير العادلة من دول أخرى لا تخضع لنفس القيود التنظيمية.

ومن مطالب المزارعين الفرنسيين أن يعيشوا من عملهم وأن يدافعوا عن السيادة الزراعية، بحسب إذاعة "يورب1" الفرنسية.

وأوضحت الإذاعة الفرنسية أن أوضاع المزارعين ليست جيدة، إذ فقدت 20% من قوتها العاملة خلال عشر سنوات، موضحة أن "هناك أقل من 500 ألف مزارع، ونصفهم سوف يتقاعدون في غضون عشر سنوات".

وتابعت: "على الرغم من ذلك لا يزال الميزان التجاري إيجابيا مدفوعا بالصادرات الدولية من الحبوب والنبيذ والمشروبات الروحية والبذور، لكن فرنسا، التي كانت أكبر منتج للمواد الغذائية في أوروبا، تعاني من عجز في تجارتها مع شركائها الأوروبيين".

ماذا يعني ذلك؟

اعتبرت إذاعة "يورب1" الفرنسية، أنه "لم يتم فقط استبدال المنتجات الفرنسية بمنتجات من دول أوروبية أخرى في سوق الاتحاد الأوروبي، ولكن بالنسبة للعديد من المواد الغذائية اليومية، لم تعد فرنسا مكتفية ذاتيًّا"، موضحة أنه يتم استيراد نصف الدجاج المستهلك في فرنسا، وأكثر من نصف الفواكه والخضروات".

وتابعت:" كما انخفض عدد الأبقار بمقدار الربع خلال ثلاثين عامًا، والحليب في خطر، موضحة أن فرنسا كانت الدولة الرائدة في إنتاج البيض في أوروبا قبل خمس سنوات فقط، أما الآن فعليها الاستيراد على نطاق واسع.. نحن نعاني من كساد زراعي كبير".