ناقلة نفط قالت البحرية الليبية إنها استولت عليها أثناء تهريب نفط في طرابلس
ناقلة نفط قالت البحرية الليبية إنها استولت عليها أثناء تهريب نفط في طرابلسرويترز

النفط الليبي.. ضحية شبكات التهريب المنظمة

ساهمت الأزمات التي تعيشها ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، وما تبع ذلك من انتشار للميليشيات المسلحة، في نشوء شبكات منظمة لتهريب النفط إلى أوروبا ومناطق أخرى، ألحقت خسائر فادحة بالبلاد.

واتهم تحقيق نشرته منظمتا "بابليك آي" و"تريال أنترناشيونال"، شركة كولمار السويسرية، بالتورط في عمليات تهريب النفط، وقال إن العملية تمت من خلال ثلاثة مسارات تتبعها ناقلات نفط من الساحل الليبي.

وذكر التحقيق أن هذه الناقلات أفرغت حمولتها 22 مرة في صهاريج تخزين استأجرتها شركة كولمار في مالطا.

وكشف أن المنتجات النفطية المدعومة تقوم مجموعة مسلحة تسيطر على مصفاة ليبية بسرقتها، وتهريبها بوساطة قوارب الصيد إلى ناقلات النفط التي ذهبت إلى مالطا.

شاحنة وقود تمر أمام دبابة للجيش الليبي في طرابلس
شاحنة وقود تمر أمام دبابة للجيش الليبي في طرابلسرويترز

ورفعت الشركة قضية ضد المنظمتين بتهمة التشهير، إلا أن القضاء السويسري برأهما.

وفي حديث لـ"إرم نيوز"، أكد الصحافي الليبي المتخصص بالشؤون الاقتصادية، إبراهيم السنوسي، أن وجود سعرين رسمي وموازٍ للمحروقات في ليبيا، جعلها مصدرا للتهريب.

ولفت السنوسي إلى أن ليبيا تستورد معظم احتياجاتها من المصافي الأوروبية، ولا تنتج إلا 20% من استهلاكها.

وتستهلك ليبيا ما يقارب مليون طن يومياً من البنزين والديزل، وهي كمية تتجاوز الاحتياجات اليومية الحقيقية للاستهلاك المحلي، بحسب خبراء.

أخبار ذات صلة
ليبيا.. ضبط ناقلة تهريب نفط غرب طرابلس

وأوضح السنوسي أن ليبيا تستهلك 50% من الكميات التي تستوردها، بينما يتم تهريب الكمية الأخرى عبر البحر إلى مالطا وتركيا والجزر الإيطالية، أو إلى دول في الجوار على رأسها تونس، إضافة للسودان ومصر وتشاد والنيجر إضافة لمالي.

وقال الصحافي الليبي: "من المؤكد أن السلطات الليبية المنقسمة بين شرق وغرب تعجز عن الحد من تهريب المحروقات رغم التحسن الأمني الجيد في البلاد وحالة الاستقرار الحذرة التي تعيشها المدن الليبية".

وأضاف: "يبدو أن هناك تقصيرا في مواجهة التهريب خصوصا أنها تحصل في وضح النهار؛ مما يثير الشكوك والشبهات حول تواطؤ متنفذين في هذه العمليات".

وكانت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة، شنت غارات في العام الماضي ضد مدينة الزاوية التي تعد معقل تهريب البنزين.

مصفاة نفط في مدينة الزاوية الليبية
مصفاة نفط في مدينة الزاوية الليبية رويترز

بدوره، يرى الباحث في معهد كلينجينديل الهولندي للعلاقات الدولية، جلال الرشاوي، أن عملية تقليل كمية الوقود المهرب ليست سهلة، في ظل صعوبة فصل تدفق الوقود الشرعي عن غيره.

وقال الحرشاوي لـ"إرم نيوز: "السبب الثاني هو أن الحكومة في طرابلس تتبع فلسفة تجنب الحرب ضد الشرق أو حتى الساحل الغربي أو الفزان. يعتقد البعض أن الدبيبة يشكل تهديدًا عسكريًا ضد هذه المحافظات، لكن هذا غير صحيح. حكومة طرابلس تريد البقاء في السلطة، ونتيجة لذلك لا ترغب في ارتكاب خطأ تسريع الحرب لوقف نزيف تهريب الديزل".

وأضاف: "الدبيبة لا يرغب في التوجه إلى الجنوب ولم يحاول ذلك من قبل. في مايو 2023، عندما شن غارات جوية ضد أبو صرة والزاوية غرب العاصمة، هو وعد بشن هجوم بري، لكن ذلك لم يكن صحيحًا. فهو لا يستطيع خوض حرب برية في الزاوية. والأهم من ذلك، أن الدبيبة لا يريد خوض حرب برية في الزاوية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com