التقلبات الجيوسياسية تنذر بأزمة اقتصادية عالمية في 2024
توقعت دراسة استقصائية نفذتها شركة "ناتيكسيس" أن يشهد عام 2024 أكبر تهديد اقتصادي بفعل إجراءات جيوسياسية قد يُقدِم عليها بعض الذين وصفتهم بالسيئين؛ ما يتسبب بزعزعة الافتراضات الاقتصادية والسوقية على مستوى العالم.
وبحسب الدراسة التي شملت 500 مستثمر ونشرها موقع "أكسيوس" فإن خطر هذا التهديد الاقتصادي سيفوق أخطار سياسات البنوك المركزية، أو تراجع المستهلكين، أو حتى الاقتصاد الصيني البطيء.
"ناتيكسيس" العالمية المتخصصة في تقديم خدمات الاستشارات المالية والمصرفية والاستثمار، قالت إن الدراسة أجريت " في الوقت الذي شنَّت فيه حماس هجومًا على إسرائيل، وفي الوقت الذي عززت فيه إيران وكوريا الشمالية تحالفاتهما مع الكرملين لتقديم المساعدة العسكرية لروسيا".
وأضاف موقع "أكسيوس" أن استطلاع عام 2021 استطاع التنبؤ بأن الخطر الحقيقي الذي سيواجه الاقتصاد العالمي بعد التعافي من أزمة كوفيد 19 والإغلاقات، سيكون الحرب، وجاء هذا التنبؤ قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بينما ذهبت تنبّؤات الخبراء إلى تراجع سلاسل التوريد.
وأوضح تقرير"ناتيكسيس" أنه "بعد رؤية كيف أدت المراحل الأولى من الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع كبير في أسعار الطاقة والغذاء في عام 2022، فإن لدى المؤسسات سببًا وجيهًا للقلق، إذ يبدو المشهد الجيوسياسي أقل استقرارًا حتى عام 2024".
وقال الموقع الإخباري "أكسيوس" إن بعض الشركات المالية أيَّدت ما جاء في الدراسة، على غرار استطلاع أجراه بنك أوف أمريكا جلوبال ريسيرش، قال 89% من المشاركين إن المخاطر الجيوسياسية أعلى من المعدل الطبيعي.
وفي السياق ذاته، كتب معهد بلاك روك للاستثمار في بحث حديث أن الأحداث الجيوسياسية تاريخيًّا كانت لها آثار قصيرة الأمد على السوق والاقتصاد، لكن ذلك تغير في النظام الجديد الأكثر تقلبًا، واليوم نرى الجغرافيا السياسية باعتبارها مخاطرة هيكلية في السوق.
وأضاف الموقع إلى أن الانتخابات الأمريكية العام المقبل ستلقي بظلالها على المشهد العالمي، إذ يعتقد 72% أن الحملة الأمريكية الفوضوية ستؤدي إلى زيادة تقلبات السوق.
وختم بالقول إن المستثمرين لن يستطيعوا التخطيط أو اتخاذ موقف حول العوامل الجيوسياسية المتطرفة المتوقع حدوثها في العام المقبل، وسيعيشون حالة من القلق العميق.
