أزمة وقود في تونس.. طوابير طويلة ومواطنون يطالبون الحكومة بـ"كشف الحقيقة"

أزمة وقود في تونس.. طوابير طويلة ومواطنون يطالبون الحكومة بـ"كشف الحقيقة"

تشهد تونس، منذ الثلاثاء الماضي، أزمة حادة في التزود بالبنزين في تطور أثار جدلا واسعا وتذمرا من التونسيين خاصة أنها جاءت بعد عودة الطلاب إلى المدارس؛ ما فاقم الضغط على وسائل النقل المملوكة للدولة.

أمام طابور كبير من السيارات يقف سالم (51 عاما) أمام محل لبيع المحروقات بمنطقة "فتح الله" القريبة من العاصمة تونس ويتحدث بحنق شديد: "لا يمكن فهم ما يحدث، يوميا أصبحنا نتأخر عن عملنا وأبنائنا وعن دراستنا ولا نعرف بعد ما أسباب هذه الأزمة الحقيقية".

وأضاف في حديث لـ "إرم نيوز": "هناك تضارب في الروايات، الحكومة تقول شيئا ومسؤولون نقابيون يقولون نقيضه، هناك حديث عن قرب نفاد المخزون ونحن نعلم أن الدولة تواجه وضعا اقتصاديا صعبا لكن لماذا لا تصارح الحكومة التونسيين؟ لا نعرف".

من جهته، يقول اسكندر (38 عاما): "ابني الوحيد تأخر أمس عن دراسته واليوم أيضا، كل المحلات التي تبيع المحروقات لا يوجد فيها، بالعاصمة وضواحيها (المناطق المتاخمة لها)، نرجو أن تخرج السلطات عن صمتها وتكون صادقة معنا".

وأوضح في حديث مع "إرم نيوز" بينما كان ينتظر دوره لتزويده بالبنزين: "المشكلة أنه حتى إذا كانت الحقيقة كما تقول السلطات مجرد لهفة من المواطنين، فإنه بالإمكان مثلا منح عطلة للطلاب وهي عطلة نصف الثلاثي المقررة في نهاية أكتوبر لتخفيف الضغط، لكن لا استراتيجية واضحة لدى هذه الدولة".

بدورها، اعتبرت آمال (47 عاما) أنه "لم يعد الوضع يطاق، إذا وجدنا السكر والحليب والزيت نفقد المحروقات، والعكس بالعكس، ما ذنبنا نتأخر عن وظائفنا لساعات وعن دراسة أبنائنا؟".

وشددت في حديث لـ "إرم نيوز" بنبرة يطغى عليها الحزن على أن "الشباب يهاجر اليوم بطرق غير شرعية لأن الأوضاع في تدهور مستمر، النزيف مستمر وكأن التاريخ يعيد نفسه في تونس، كل من يتولى الحكم يضع عينه فقط على الأمور السياسية ويتجاهل الوضع الاقتصادي".

من جانبه، قال الشاب عصام (26 عاما): "قدمت من محافظة أريانة وتحولت إلى العاصمة ولم أجد بنزينا لليوم الثاني تواليا، واليوم أيضا تحولت إلى منوبة وبن عروس (محافظات تونس الكبرى) ولم أحصل ولو على قطرة".

وأكد في حديث لـ "إرم نيوز" أن "الناس لا تنتظر، هناك من ضاعف الكميات التي كان يملؤها في العادة وهذا غير منطقي وغير مقبول، الأمور عادية رغم حدوث النقص في الأيام الماضية، أعتقد أن على الناس أن تفهم هذا؛ لأنه قبل أن تحاسب الحكومة حاسب نفسك أولا".

وفي محاولة لطمأنة التونسيين، قال المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول "عجيل"، خالد بتين، إن التزود بالبنزين سيتم استئنافه بعدما شرعت شاحنات توزيع المحروقات في نقل الوقود إلى المحطات".

وأوضح بتين في تصريحات نقلتها عنه وكالة الأنباء الرسمية، أن "الاضطراب الحاصل في التزوّد بالمحروقات، يعود إلى التأخير الحاصل في إفراغ حمولة المحروقات القادمة مؤخرا إلى ميناء بنزرت، ما أخّر عمليات تزود شركات توزيع المحروقات بالبنزين".

من جانبه، علق الكاتب العام للجامعة العامة للنفط التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل سلوان السميري على الأزمة، بالقول إنها "تعود أساسا إلى انخفاض المخزون الاستراتيجي من المحروقات وغلاء الأسعار العالمية".

وتابع السميري في تصريحات صحفية، أنه "ليس لدينا إشكال على مستوى عقود التزوّد بالمحروقات من الخارج، ولكن هناك إشكال يتعلق بالمالية العامة وتراجع المخزون الاستراتيجي من المحروقات مقابل ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية"، بحسب قوله.

وكشف المسؤول النقابي أنه "من المقرر أن تصل إلى ميناء بنزرت، نهاية الأسبوع الجاري، باخرة أخرى محملة بالبنزين الخالي من الرصاص، لتضمن تزويد السوق لفترة تصل كذلك إلى أسبوعين".

من جهتها، أكدت وزيرة الصناعة والطاقة والمناجم نايلة القنجي، "وجود صعوبات في التزود بالمحروقات من السوق العالمية"، مشيرة إلى أن هذه المشكلة لا تقتصر على تونس فحسب.

وقالت القنجي، يوم الإثنين، إن "الإقبال المكثف على محطات توزيع الوقود أدى إلى نقص كبير في كميات البنزين التي تم ضخها في محطات المحروقات، خاصة في منطقة تونس الكبرى، رغم ضخ كميات كبيرة خلال نهاية الأسبوع بلغت 5 آلاف متر مكعب".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com