فرنسا.. إضراب عمالي متواصل إثر تفاقم أزمة الطاقة

فرنسا.. إضراب عمالي متواصل إثر تفاقم أزمة الطاقة

في وتيرة قابلة للاشتعال، يواصل واقع أزمة الوقود في فرنسا غليانه، مستمدا حرارته من غضب جماهيري كبير قوامه آلاف عمال شركات النفط والمصافي الذين بدؤوا إضرابهم من 27 أيلول/ سبتمبر، وطالبوا بزيادة أجورهم على خلفية التضخم الذي تشهده فرنسا.

ورغم انخفاض نسبة المحطات التي تعاني نقصاً حوالي 5% بعد أن أنهى بعض العمال إضرابهم، لا تزال الأزمة مستمرة وتنذر بانفجار شعبي إذا استمر الإضراب لأسابيع مقبلة.

وعطل الإضراب المستمر منذ 3 أسابيع بشكل كبير توزيع الوقود في جميع أنحاء البلاد خصوصا في الشمال والوسط ومنطقة باريس.

كما أوقف الإضراب تشغيل بعض المصافي النفطية، أما شركة كهرباء فرنسا "إي دي إف" أفشل الإضراب مفاعلاتها النووية ووضع 10 محطات للطاقة النووية في فرنسا في مأزق حقيقي، وهذا الأمر الذي سيؤدي لعواقب وخيمة في الشتاء القادم بحسب بيان "إي دي إف".

شعارات الإضراب

ومن الطبيعي أن يؤدي توقف 30% من محطات الوقود في فرنسا لمشاهدة طوابير لا نهاية لها لسائقي السيارات، فيما ألغى بعض الفرنسيين إجازاتهم، ما أضعف الموسم الذي ينتظره قطاع السياحة.

وقال كسارلس أركانجولي وهو عامل في مصفاة تابعة لمجموعة " إكسون موبيل" الفرنسية: "لبينا دعوة اتحاد نقابات العمال للإضراب لأننا أصحاب حق، وأجورنا لم تعد تكفي ثمنا للطعام والشراب، وأصبح الوضع المادي متأزم كثيرا".

وأضاف أركانجولي لـ"إرم نيوز": "نعلم أن إضرابنا سيشل حركة البلاد، لكننا لسنا مسؤولين عن هذا، الحكومة هي المعنية بالضغط على الشركات وحل هذه المشكلة ورفع أجورنا، والشعب يتفهم آلامنا وهو متضامن معنا".

تراجع الإنتاج وحملات مصادرة

وعلى إثر الاحتجاجات العمالية والإضراب تراجع الإنتاج الفرنسي المحلي من الوقود بأكثر من 60%، وصادرت الحكومة المزيد من مستودعات المحروقات في إجراء أكدت أنه ضروري حتى يتمكن الناس من مواصلة الذهاب إلى العمل.

وهنا قال أركانجولي: "هناك مفاوضات ونقاشات تجري، واليوم أخبرونا أن الأزمة بدأت بالانحسار لكننا لن نعود إلى العمل الفعلي إلا عند إيجاد حل لمشاكلنا".

وأردف: "نريد زيادة على الأجور بنسبة لا تقل عن 10%، وهذا حق مشروع بعد أن زادت أسعار الطاقة وزادت معها أرباح الشركات الضخمة والمصافي والمستثمرين".

أسعار الديزل تشتعل

وأدى الإضراب إلى ارتفاع حاد في أسعار الوقود، كما أفادت بيانات حكومية بأن واحدة من كل 3 محطات وقود على مستوى البلاد لم تتلق الإمدادات المقررة في الأيام القليلة الماضية.

وقالت ميلومي (27 عاماً) وهي مواطنة فرنسية منتظرة على إحدى محطات الوقود لـ"إرم نيوز": "ما زلت واقفة بانتظار دخولي المحطة حوالي 45 دقيقة، وقطعت مسافة طويلة حتى وصلت إلى هذه المحطة التي يتوفر فيها الوقود".

وأضافت ميلومي التي تعمل ممرضة: "طبيعة عملي تتطلب مني التنقل لمسافة طويلة حتى أصل للمستشفى، ولا يمكن أن أستغني عن الوقود، وهذا الواقع الذي نعيشه مرهق جداً، ونأمل بأن تنتهي هذه المشكلة".

وتبدي ميلومي تعاطفها مع العمال، وتأمل في إيجاد حل سريع ينصفهم، ويعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل هذه الأزمة.

وأردفت الشابة الفرنسية التي تعيش في منطقة باريس: "أسعار الوقود أصبحت مروعة، كنت أملأ خزان وقود سيارتي أسبوعياً بالبنزين (إي 10) بتكلفة مقدارها 120 يورو، اليوم يصل المبلغ إلى حوالي 180 يورو، وراتبي لا يحتمل هذه الزيادة".

وانفراج الأزمة مرتبط بالوصول إلى اتفاق بين شركات الوقود واتحاد نقابات العمال لإنصافهم وزيادة أجورهم، وإلا فالأزمة تستمر وتواصل زعزعة استقرار البلاد التي أساساً يتوقع أن يصل الإنتاج النووي فيها إلى أدنى مستوى له بسبب مشكلات التآكل والصيانة المخطط لها، ما سيُسهم بدوره في تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com