اجتماع "أوبك".. إيجابية سعودية وتعنت إيراني
اجتماع "أوبك".. إيجابية سعودية وتعنت إيرانياجتماع "أوبك".. إيجابية سعودية وتعنت إيراني

اجتماع "أوبك".. إيجابية سعودية وتعنت إيراني

لم تأتي نتائج اجتماع أعضاء منظمة "أوبك" أمس الخميس في فيينا، بخلاف التوقعات التي صبت بمجملها على "اللا اتفاق"، وإن أثمر الاجتماع المذكور عن بعض الإيجابية كان منها اختيار أمين عام جديد للمنظمة، النيجيري محمد باركيندو.

ولايثار في ذلك أي ملامح استغراب، بعد أن شهدت الفترة الأخيرة حالة من الشد والجذب بين أعضاء المنظمة ولاسيما السعودية وإيران، خاصة أن طهران أصرت على موقفها من عملية إنتاج الخام النفطي بالتصريح مرارا وتكرارا بحقها المزعوم في استعادة حصتها السوقية لاسيما بعد رفع العقوبات عنها.

واقع التجاذب الاقتصادي بين أعضاء أوبك وما سبق اجتماع فيينا من سباق في التصريحات بين وزراء الطاقة للدول الأعضاء، دفع الأمين العام السابق للمنظمة الليبي عبد الله البدري إلى تبرير عدم التوصل إلى اتفاق على تحديد سقف الإنتاج، في محاولة منه على مايبدو لإضفاء الصفة الإيجابية على اجتماع فيينا من خلال اعتبار أن الكمية التي تنتجها أوبك في الوقت الحالي معقولة بالنسبة للسوق.

ليونة وتعنت

وبدت السعودية بموقفها "أكثر ليونة وإيجابية"، فلم تخرج عن نطاق تفاؤل الأمين السابق للمنظمة عبد الله البدري، بل وتعهدت بعدم إغراق السوق بمزيد من الإنتاج النفطي على الرغم من إصرار طهران على ضخ المزيد من الخام النفطي في السوق، وعبر عن ذلك وزير الطاقة السعودي خالد الفالح للصحفيين قبيل اجتماع فيينا أمس الخميس، عندما أكد أن المملكة ستنتهج "أسلوبا ناعما" في التعامل مع ملفات أوبك مع الحرص على عدم تسبب السعودية بأي صدمة للسوق.

وعاد الفالح ليؤكد أن بلاده ستستمع لأي مقترحات ستضعها إيران على طاولة الاجتماع.

إلا أن طهران لم تنتهج الأسلوب الإيجابي خلال الاجتماع، لتعود مكررة موقفها من إنتاج النفط الخام في السوق العالمية، ومدافعة عما وصفته بالحق في استعادة حصتها في السوق دون أن تبدي أية مرونة تجاه متطلبات أسواق الإنتاج.

ويعزو خبراء الموقف الإيراني إلى حاجة طهران الماسة لتوفير سيولة نقدية مع الضائقة الاقتصادية التي تعيشها، دون إغفال تمويل طهران لأطراف تخوض حروبا في بؤر صراع متعددة في العالم، إضافة لمحاولة إيران "معاندة" السعودية "أكبر منتج للنفط في العالم".

وعبر وزير النفط الإيراني بيجان زنكنة عن رؤية طهران في اجتماع فيينا بقوله، إن زيادة صادرات إيران النفطية بمقدار الضعف عقب رفع العقوبات الدولية عنها لم يؤثر سلبا على أسواق النفط العالمية، معتبرا أن تحديد سقف مشترك لإنتاج دول الأوبك "لا يعني شيئا" دون الاتفاق على حصص إنتاج الأعضاء.

وتضخ أوبك 32.5 مليون برميل يوميا، وهو ما يمنح إيران حصة قدرها 4.7 مليون برميل يوميا، أي أعلى كثيرا من مستوى إنتاجها الحالي، البالغ 3.8 مليون برميل يوميا وفقا لتقديرات إيران، و 3.5 مليون برميل يوميا وفقا لتقديرات السوق.

نتائج

وخلال اجتماع أوبك السابق في ديسمبر (كانون الأول) 2015 سمحت المنظمة فعليا لأعضائها بضخ كميات من الخام كل بحسب رغبته، ونتيجة لذلك هبطت الأسعار إلى 25 دولارا للبرميل في يناير (كانون الثاني)، مسجلة أدنى مستوى لها في أكثر من 10 سنوات، لكنها تعافت بعد ذلك لتصل إلى نحو 50 دولارا للبرميل، بفعل تعطل بعض الإنتاج العالمي.

وبالمجمل لايمكن القول أن اجتماع فيينا لم يفضي إلى شيئ، خاصة أن العزم لدى أغلب الدول الأعضاء في المنظمة انعقد على عدم تجميد الإنتاج أو تحديده، وهو أمر يؤخذ بالحسبان نظرا لخطة اتبعتها أوبك بزيادة الإنتاج تشجيعا لمنتجاتها النفطية والتي تنافس بها الخام الأمريكي والكندي، وهو ماتم فعلا استنادا إلى تحسن أسعار برميل النفط "50 دولار" للبرميل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com