هل تحرر أفريقيا قارة أوروبا من تبعيتها للغاز الروسي؟

رأت مجلة "جون أفريك"، الفرنسية أن الغزو الروسي لأوكرانيا يسلط الضوء على الاعتماد الكبير لدول الاتحاد الأوروبي على روسيا في مجال الطاقة، مشيرة إلى إمكانية أن تحوّل أوروبا وجهتها نحو غاز القارة السمراء، التي قد تخرج المستفيد الأبرز في الحرب الحالية، وذلك في ضوء قدرتها على أن توفر الطاقة لأوروبا وتسمح لها بالتحرر من التبعية لموسكو.

وكشف تقرير نشرته "جون أفريك" أنه على الرغم من أن التحذيرات صدرت قبل عدة أسابيع، إلا أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان وقعه مفاجئًا بالنسبة إلى العالم بأسره وأوروبا على وجه الخصوص، كما أثار مسألة اعتماد أوروبا الكبير على روسيا في إمدادات الغاز الطبيعي، في وقت كان الجميع يعتقد أن هذه الأزمة تسلط الضوء في المقام الأول على القضايا الجيوسياسية والعسكرية الحساسة وعلى دخول أوكرانيا المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال التقرير إن أوروبا تستهلك حاليًا 541 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، منها 447 مليون متر مكعب يتم استيرادها عبر خطوط أنابيب الغاز، وتزود روسيا وحدها 168 مليون متر مكعب أي 38% من حاجة القارة الأوروبية للغاز، عبر أوكرانيا وسلوفاكيا وجمهورية التشيك، وبولندا عبر بحر البلطيق.

وأضاف تقرير "جون أفريك"، أن ثلث الغاز الطبيعي المستهلك في أوروبا يأتي من روسيا وتصل هذه النسبة إلى الثلثين في ألمانيا، ما يجعل وضعها أكثر حساسية، وبالتالي فعلى المدى المتوسط، سيتعين على أوروبا تنويع مصادر إمدادات الغاز الطبيعي.

وفي وقت كان فيه التوجه نحو بناء خطوط أنابيب الغاز البحرية (نوردستريم 1 و 2) من أجل تجنب عبور العديد من الحدود عالية المخاطر، يبدو أن إنشاء محطات الغاز الطبيعي المسال لاستقبال الواردات سيكون حلا أكثر نجاعة.

واعتبرت "جون أفريك" أن أوروبا قد تستغني عن تبعيتها في مجال الطاقة لموسكو من خلال الاعتماد على القارة الأفريقية، إذ سيكون المجال أمام الدول الأفريقية المنتجة للغاز لاستغلال الفرصة حاليا.

وتشير التقارير إلى أن ما لا يقل عن 50% من الغاز الطبيعي المسال الذي تستورده أوروبا يأتي من القارة الأفريقية وتحديدا من نيجيريا (50%)، والجزائر (27%) وأنغولا (11%) ومصر (4%) و دول أفريقية أخرى (8%).