الغاز الروسي يواصل تدفقه إلى أوروبا عبر أوكرانيا كالمعتاد

شحنت شركة "غازبروم" الروسية الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر أوكرانيا بنفس الحجم اليومي الذي يبلغ 109.5 مليون متر مكعب يوميا حتى يوم أمس الجمعة، وفق قول الشركة المشغلة لخطوط أنابيب نقل الغاز في أوكرانيا، الذي نقلته وكالة "رويترز" عن وكالة الإعلام الروسية.

وكانت وكالة الطاقة الدولية اعتبرت، الخميس الماضي، أن أوروبا يمكنها أن تقلل استيراد الغاز الروسي بأكثر من الثلث خلال عام، وأعلنت الوكالة خطة من عشر نقاط لتقليل اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي.

وقال الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول: "لم يعد أحد لديه أي أوهام. استغلال روسيا لمواردها من الغاز الطبيعي كسلاح اقتصادي وسياسي يظهر حاجة أوروبا الملحة للتحرك بسرعة لتكون مستعدة لمواجهة غموض كبير يكتنف إمدادات الغاز الروسية للشتاء القادم".

وتعتمد أوروبا في العادة على روسيا في الحصول على نحو 40 % من احتياجاتها من الغاز.

وظلت الإمدادات مستقرة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن الأسعار ارتفعت لمستويات قياسية بسبب مخاوف من أن تقلص موسكو الإمدادات بشدة، أو أن تستهدف عقوبات الاتحاد الأوروبي عليها صادرات الطاقة.

والأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية، أن ألمانيا ستخصص مبلغا استثنائيا بقيمة 1,5 مليار يورو لشراء الغاز الطبيعي المسال في أقرب وقت بهدف ضمان إمداداتها من الطاقة في إطار الحرب في أوكرانيا.

وقال ناطق باسم الوزارة، إن "الحكومة فوضت شركة خاصة بإنجاز هذه الصفقة"، مضيفا "يعود الآن إلى هذه الشركة أن تقرر من أين سيتم شراء هذا الغاز لكن هذا سيتم على المدى القصير جدا".

وتستورد ألمانيا حاليا من روسيا أكثر من نصف الغاز الذي تستخدمه (55%)، وهو وضع اعتماد تؤكد أنها تريد خفضه في أسرع وقت ممكن.

وتؤدي العقوبات الدولية المختلفة التي فرضت على روسيا ردا على اجتياحها أوكرانيا إلى عزلة البلاد بشكل متزايد عن التجارة الدولية.

لكن الغربيين استثنوا في هذه المرحلة إمدادات الغاز الروسي من هذه الإجراءات العقابية بهدف عدم الإضرار باقتصاداتهم.

يشار إلى أن السعر المرجعي الأوروبي للغاز الطبيعي الهولندي "تي تي إف"، ارتفع يوم الأربعاء الماضي، إلى 194,715 يورو للميغاوات الساعي، وهو مستوى قياسي مدفوع بالحرب في أوكرانيا، وفق وكالة "فرانس برس".

كما وصل سعر الغاز البريطاني تسليم الشهر المقبل إلى 463,83 بنس لكل وحدة حرارية، وهو مستوى قريب جدا من أعلى مستوياته على الإطلاق التي سجّلها في كانون الأول/ديسمبر الماضي عند 470,83 بنس.