"نورد ستريم 2".. هل أصبح الغاز الروسي سلاحا في أزمة أوكرانيا؟
"نورد ستريم 2".. هل أصبح الغاز الروسي سلاحا في أزمة أوكرانيا؟"نورد ستريم 2".. هل أصبح الغاز الروسي سلاحا في أزمة أوكرانيا؟

"نورد ستريم 2".. هل أصبح الغاز الروسي سلاحا في أزمة أوكرانيا؟

رأت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن "خط الأنابيب البحري لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا بات، على ما يبدو، سلاحًا في أزمة جيوسياسية" بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا.

وعارضت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوكرانيا والعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "بشدة" خط الأنابيب منذ الإعلان عنه للمرة الأولى في عام 2015، محذرة من أن "المشروع سيعزز نفوذ موسكو في أوروبا".

وتم الانتهاء من خط الأنابيب، البالغ طوله 1200 كيلومتر (750 ميلا) في أيلول/ سبتمبر وينتظر الآن الموافقات النهائية بحسب الشبكة.

وقالت في تقريرها "رغم أن خط الأنابيب لم يتم تشغيله بعد، فقد عمل بالفعل كإسفين كبير بين الحلفاء التقليديين في وقت يشي بتوترات هائلة بين روسيا والغرب".

ونقلت الشبكة عن خبراء قولهم إن "هذا بحد ذاته فوز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأزمة الحالية المشتعلة مع الغرب بشأن أوكرانيا".

انتصار لروسيا

وقالت كريستين بيرزينا، من صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة، وهو مركز أبحاث غير حزبي، إن "موسكو استفادت من الدراما حول خط الأنابيب"، مضيفة "كل شيء يتعلق بخط أنابيب نورد ستريم 2 كان بمثابة انتصار لروسيا".

وتابعت "بالنظر إلى أن هدف روسيا هو تقسيم الجميع، إذا كانوا يسعون إلى تفكيك الوحدة في الاتحاد الأوروبي وفي الناتو، فإن خط الأنابيب هذا كان بمثابة سفينة رائعة".

ولفتت الشبكة إلى أنه "لسنوات، جادلت كل من روسيا وألمانيا بأن خط الأنابيب هو مشروع تجاري بحت ولا علاقة له بالسياسة".

ولكن في أوروبا الوسطى والشرقية، حيث تلعب إمدادات الغاز من روسيا دورًا أساسيًّا في توليد الطاقة والتدفئة المنزلية، هناك بعض الموضوعات السياسية أكثر من أمن الطاقة، ومع اقتراب أسعار الغاز الطبيعي بالفعل من مستوى قياسي، يخشى الكثير من أن المزيد من التوتر يتسبب في مزيد من الألم للمستهلكين الأوروبيين، وفقًا للتقرير.

أزمة أسعار غاز

وبينما نفت روسيا استخدام الطاقة للضغط على أوروبا، ألقت وكالة الطاقة الدولية باللوم على موسكو في المساهمة بأزمة أسعار الغاز الأوروبية من خلال خفض الإمدادات.

وأشارت الشبكة إلى أن "الولايات المتحدة وأوروبا تستعدان لاحتمال أن تقوم روسيا بتسليح وتسييس صادراتها من الغاز إلى أوروبا للرد على أي عقوبات محتملة".

وأوضحت أن "إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تجري مناقشات منتظمة مع عدد من الدول في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا حول تسريع إنتاجها من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في حال أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى نقص في الغاز".

وكأكبر عميل للغاز الروسي، كانت ألمانيا مترددة في استخدام خط الأنابيب للضغط على موسكو، وفقًا للشبكة، التي قالت إنه "قبل أقل من أسبوعين، حذرت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت من جر "نورد ستريم 2" إلى الصراع".

وأضافت الشبكة "لكن مع تصاعد التوترات بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا، تراجعت المطالبة بهدوء من قبل الألمان.. وتحت ضغط من الولايات المتحدة، أقرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك الأسبوع الماضي بإمكانية إدراج خط أنابيب نورد ستريم 2 في حزمة من العقوبات ضد روسيا بسبب تورطها في أوكرانيا".

رفض العقوبات

ولفتت الشبكة إلى أنه "في الوقت نفسه، قلصت الولايات المتحدة إلى حد ما معارضتها الصريحة لخط الأنابيب"، مشيرة إلى أنه "في وقت سابق من هذا الشهر، صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي برفض تشريع من السناتور الجمهوري تيد كروز من تكساس لفرض عقوبات على الكيانات المرتبطة بخط الأنابيب".

وكانت الحجة الرئيسة من إدارة بايدن هي أن العقوبات على خط الأنابيب ستقوض الجهود الأمريكية لردع التهديد الروسي من خلال إعطاء الغرب نفوذًا أقل.

وقال بوب مينينديزو رئيس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي "بوتين يريد أن يرى مشروع نورد ستريم 2.. إذا قُتل المشروع بطريقة ما قبل أي غزو محتمل، فلديه سبب أقل لعدم غزو أوكرانيا".

وحذرت أوكرانيا ودول أخرى في أوروبا الشرقية من أن خط الأنابيب الجديد قد يجعل المنطقة أكثر عرضة لأهواء روسيا فيما تسببت الخلافات حول أسعار الطاقة في إعاقة العلاقة بين روسيا وأوكرانيا منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، إذ قطعت روسيا إمداداتها من الغاز لأوكرانيا في بضع مناسبات.

عزل أوكرانيا

وقالت الشبكة إنه "في الوقت الحالي، تحتاج روسيا إلى أوكرانيا، لأن كمية كبيرة من الغاز الذي تبيعه إلى أوروبا لا تزال تتدفق إلى بقية القارة عبر الأراضي الأوكرانية"، لافتة إلى أنه "من خلال تجاوز أوكرانيا، سيسهل نورد ستريم 2 على روسيا عزل أوكرانيا".

وأضافت "ومما يزيد الوضع تعقيدًا هو قرار ألمانيا عدم تزويد أوكرانيا بالسلاح.. وفي حين أن العديد من دول الناتو الأخرى بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والتشيك قالت إنها ستشحن أسلحة إلى البلاد، رفضت ألمانيا حتى الآن؛ ما أثار انتقادات من المسؤولين الأوكرانيين".

ولفتت الشبكة إلى أن "التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها نائب الأدميرال كاي-أكيم شونباخ، قائد البحرية الألمانية، حول استحقاق بوتين على الأرجح للاحترام، والتي تشير إلى أن أوكرانيا فقدت شبه جزيرة القرم في البحر الأسود لصالح روسيا، زادت من حدة التوترات".

وأضافت أنه "رغم استقالة شونباخ بسبب التعليقات، قال السفير الأوكراني في ألمانيا أندريه ميلنيك، الأحد، إن الحكومة الألمانية يجب أن تغير مسارها تجاه كييف من أجل استعادة الثقة الكاملة في السياسة الألمانية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com