خبير طاقة جزائري: قرار أوبك+ سيعزز مناعة برميل النفط
خبير طاقة جزائري: قرار أوبك+ سيعزز مناعة برميل النفطخبير طاقة جزائري: قرار أوبك+ سيعزز مناعة برميل النفط

خبير طاقة جزائري: قرار أوبك+ سيعزز مناعة برميل النفط

قال الخبير الجزائري في شؤون الطاقة، بوزيان مهماه، إن قرار دول مجموعة "أوبك+"، تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية (9,7 مليون برميل يوميًا) لشهر إضافي حتى نهاية حزيران/يونيو 2020، خطوة مهمة تصب ضمن مسعى "تعزيز المكاسب السعرية لبرميل خام النفط".

واعتبر مهماه في حوار مع "إرم نيوز" أن القرار سيدعم التأثير الإيجابي على السوق النفطية، خاصة من خلال "تعزيز مناعة برميل النفط" ضد أي انحسار محتمل، وبذلك تعزيز "نفسية الأسواق" من خلال تقوية عوامل الارتياح في التداولات.

4 عوامل

ويرجع مهماه، هذا المؤشر الإيجابي لأربعة عوامل أولها دخول "اتفاق خفض الإنتاج القياسي" حيز التنفيذ، بدءًا من شهر أيار/مايو، رغم تسجيل تخلف أكثر من واحد مليون برميل عن "سقف التخفيض" المقرر، خاصة من قبل كازاخستان والعراق ونيجيريا وأنغولا.

وأضاف "هؤلاء المنتجون الذين لم يمتثلوا للالتزامات المقررة دون وجه يبرر هذا التخلف، تترتب على عاتقهم مسؤولية استرجاع ما لم ينجز من تخفيضات وبأثر رجعي، لأن سيرورة التخفيضات هي عملية تراكمية، وليست فعلًا محدودًا في الزمن".

أما العامل الثاني يخص واردات الصين (أكبر مستورد للنفط الخام في العالم) التي بلغت ذروة شهرية غير مسبوقة في شهر أيار/مايو، حيث اشترت بكين قرابة 11,3 مليون برميل يوميًا، بما يدلل على تعافي الطلب على الوقود بقوة، بعد تخفيف القيود المفروضة لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد.

ويتعلق العامل الثالث، بحسب الخبير الجزائري بانتعاش الوظائف في العالم، وخاصة في أمريكا، أكبر اقتصاد عالمي، حسب ما جاء في تقرير الوظائف غير الزراعية الذي صدر منذ بضعة أيام فقط، والذي وصفه خبير الطاقة الجزائري بـ "المدهش للغاية"، خصوصًا ما يتعلق بارتفاع هذه الوظائف بحوالي 2,5 مليون وظيفة.

ويضيف: "ذلك خلافًا لكل التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض عدد  الوظائف غير الزراعية، وعدد الوظائف في الاقتصاد بشكل عام بأعداد كبيرة، لكن حقائق التقرير المدللة على ارتفاع الوظائف يعد مؤشرًا مهمًا على حالة التسارع في تحسن وضع الاقتصاد، على أن وتيرة الانتعاش هي أعلى مما هو متوقع".

ويتمثل العامل الرابع، في مبادرة منتجون مهمون على إنفاذ تخفيضات لمستويات إنتاجهم، خاصة تلك التي أقرتها كل من النرويج وكندا مثلًا، إضافة إلى الالتزامات الطوعية لإنجاز تخفيضات أكبر مما هو ملتزم به في الاتفاق على غرار السعودية والإمارات والكويت وروسيا.



تحديات وتوقعات

بالرغم من وصفه قرار "أوبك +" بالمهم، إلا أن الخبير في شؤون الطاقة، يعتقد أن هناك عدة كوابح للأسعار من أهمها إمكانية عودة النفط الصخري الأمريكي سريعًا، وإغراقه للسوق النفطية مجددًا، فمع هذا المستوى من الأسعار فوق الـ 42 دولارًا للبرميل، من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط الأمريكي بحوالي مليوني برميل يوميًا، أو 20%، من الآن وحتى بداية شهر آب/ أغسطس المقبل، حيث يجري حاليًا إعادة الجزء الأكبر من "الإغلاق النفطي" الذي تم إيقافه خلال انهيار الأسعار الأخير.

وتابع: "لا يمكننا إغفال الوضعية المكسيكية، ففي اجتماع نيسان/أبريل الماضي خرجت أوبك+ باتفاق بخفض الإنتاج بـ 10 ملايين برميل، لكنه مشروط بمشاركة المكسيك، التي رفضت تخفيضًا بحصة 400 ألف برميل يوميًا، وأعلنت التزامها فقط بـ 100 ألف برميل، لذلك أصبحنا نتحدث فقط عن تخفيض بـ 9,7 مليون برميل، وفي اجتماع يوم السبت تجدد هذا التعنت المكسيكي، برفض الالتزام بتمديد التخفيض لشهر ثالث، وقرار المكسيك الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق بمفردها، لذلك نحن الآن أمام تخفيض بـ 9,6 مليون برميل يوميا بدلًا من 9,7 مليون برميل".

وباعتقاد بوزيان مهماه: "نحن أمام مصفوفة عوامل متداخلة ومتشابكة، وكل واحد منها في حالة ديناميكية، وهو متغير في حد ذاته، بما يجعل كل تقديراتنا لمستقبل سعر النفط حذرة ولا يمكن المجازفة بالتفاؤل حولها، بما يجعل المراجعات الدورية للتوقعات هي الثابت الوحيد في هذا الوضع".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com