قال تقرير إخباري، إن 2024 سيكون عام انكماش الصين اقتصاديا بشكل لا يصدق.
وأضاف التقرير، الذي نشره موقع "بزنس إنسايدر"، أن بكين صارت أمام مواجهة عملية إعادة هيكلة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن ما تفعله أو ما تفشل في القيام به سيترك أثره عالمياً وسيحدد مسار البشرية لعقود.
ورأى الموقع أن ذلك يشكل علامة على أن "النموذج الاقتصادي الصيني" قد نفد بالفعل وأن "عملية إعادة الهيكلة المؤلمة" باتت ملحة.
وأضاف أنه لطالما تم التعامل مع نمو الصين على أنه أمر لا مفر منه لعقود من الزمن حيث كان كل شيء يتعاظم فيها بما في ذلك نفوذها الثقافي، وطموحها الجيوسياسي، وحتى تعداد سكانها.
وتابع: "بدا وأن نمو الصين سيستمر حتى يتم إعادة تشكيل العالم على صورة الصين نفسها، لقد كان أساس هذا الصعود العنيد هو اقتصاد الصين المزدهر، الذي سمح لبكين بتركيز قوتها في مجالات أخرى".
لكن في المقابل، شدد على أن اقتصاد الصين بدأ يذبل الآن، ومعه بدأ يتقلص حجم المستقبل الذي كانت تطمح بكين للوصول إليه.
وأفاد الموقع الإخباري، بأن العلامة الأكثر وضوحاً على هذا التقلص تتلخص في مشكلة الانكماش المتفاقمة في الصين.
وأشار إلى أنه وبينما يشعر الأمريكيون بالقلق بشأن التضخم، أو ارتفاع الأسعار بسرعة كبيرة، فإن صناع القرار السياسي في بكين يشعرون بالقلق بسبب انخفاض الأسعار.
وأردف: "انخفض مؤشر أسعار المستهلك على مدى الأشهر الثلاثة الماضية في الصين، وهي أطول سلسلة انكماشية في البلاد منذ عام 2009، وفي السباق نحو التفوق الاقتصادي العالمي، يشكل الانكماش بمثابة هجوم لـ "طائر القطرس" والذي يلتف حول عنق بكين".
واعتبر أن ذلك يشكل علامة على أن "النموذج الاقتصادي الصيني" قد نفد بالفعل وأن "عملية إعادة الهيكلة المؤلمة" باتت ملحة.
"لكن بعيداً عن المشاكل المالية، فإن انخفاض الأسعار يشكل علامة على وجود مشكلة أعمق تجتاح الشعب الصيني"، وفق المصدر ذاته.
ونقل عن لي مينكسين بي، أستاذ العلوم السياسية في كلية كليرمونت ماكينا بكاليفورنيا قوله إن "الانكماش في الصين هو انكماش للأمل، وانكماش التفاؤل، إنه حالة من الذعر النفسي".
وشدد على أنه "لن يتم احتواء تداعيات هذا الانكماش على شواطئ الصين".
وتابع "بزنس إنسايدر": "ولأن نمو البلاد أدى إلى تدافع الأموال في جميع أنحاء العالم على مدى العقود القليلة الماضية، فإن انكماشاتها تخلق تأثيرا متأرجحا في الأسواق العالمية".
وشدد على أن المستثمرين الأجانب الذين ساعدوا في تعزيز صعود الصين يسارعون لتجنب الوقوع في حالة من الفوضى في ميزانياتهم العمومية، ناهيك عن أن الحكومات في مختلف أنحاء العالم بدأت في التشكيك في السردية التي تتحدث عنها الصين.
ورأى أن ما تفعله بكين - أو تفشل في القيام به - لمحاربة هذا الاضطراب سيحدد مسار البشرية لعقود قادمة.
وبحسب التقرير، فإن التضخم يحدث عندما يكون هناك طلب كبير جدًا على عدد قليل جدًا من المنتجات، حيث يرغب الناس في شراء هذه المنتجات، ولكن ببساطة لا يوجد ما يكفي منها.
وأضاف أنه على النقيض من ذلك، يحدث الانكماش عندما يكون هناك الكثير من السلع والخدمات المتاحة ولكن يوجد طلب كافٍ عليها؛ ما يضطر الشركات بعد ذلك إلى خفض الأسعار لإغراء المستهلكين بالخروج والإنفاق.
ومضى يقول إن "كل اقتصاد يمر بفترات ركود أو فترات من انخفاض الطلب وتراجع الثقة التي تجبر الشركات على عرض بضائعها للبيع، ولكن الانكماش المستمر هو ما يحدث عندما تحدث هذه "الوعكات" وتقرر البقاء في البلاد حيث هي".