"محصول استراتيجي".. تحديات زراعة الشعير في شمال سوريا‎‎

"محصول استراتيجي".. تحديات زراعة الشعير في شمال سوريا‎‎

انحدرت زراعة الشعير خلال العامين الأخيرين في محافظة الحسكة السورية، شمال شرق البلاد، جراء شح الأمطار وجفاف نهر الفرات إلى جانب غياب الدعم عن الفلاحين، بعدما كانت واحدة من أهم المحاصيل الاستراتيجية بالمنطقة.

بات الفلاح يستدين المستلزمات والبذار لعدم وجود الدعم ليسدد تكاليفها في موسم الحصاد بعد بيع محصوله
عبد الوهاب أسعد، فلاح في ريف الحسكة الجنوبي

وكان المزارعون يتوجهون إلى زراعة الشعير المروي والبعلي لعدم احتياجه لكميات كبيرة من المياه بالإضافة لتحمله العطش أكثر من محصول القمح.

وتجاوزت المساحات المزروعة بالشعير قبل عامين، 365 ألف هكتار في محافظة الحسكة السورية.

عبدالوهاب أسعد وهو من فلاحي ريف الحسكة الجنوبي أشار في حديث لـ" إرم نيوز" إلى أنه "لم تعد زراعة الشعير مجدية للمزارعين وسط عدم حصولهم على الدعم من لجان الزراعة وعدم قدرتهم المادية على شراء مستلزمات الإنتاج الضرورية وخاصة البذار من السوق السوداء".

وأضاف أسعد أن "المزارعين يعانون أيضا من صعوبات في تأمين وقود المازوت (الديزل) لتشغيل محركاتهم المائية والجرارات للحراثة وزراعة البذار".

ولفت إلى أن "غياب الدعم عن الفلاحين يعتبر معوقاً كبيراً، في ظل الظروف البيئية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، خاصة أن معظم السكان يعتمدون في معيشتهم على الزراعة إلى جانب تربية المواشي".

وأوضح: "بات الفلاح يستدين المستلزمات والبذار لعدم وجود الدعم، ليسدد تكاليفها في موسم الحصاد بعد بيع محصوله".

العام الماضي تراوح إنتاج الدّونم الواحد من محصول الشّعير المروي في الأراضي المزروعة بين كيس واحد وكيسين
زهير الأحمد، مزارع في ريف الحسكة الجنوبي

كما أشار المزارع زهير الأحمد، إلى أن غياب الدعم عن الفلاحين من قبل لجان الزراعة في المنطقة " يدفع الفلاحين إلى تقليص المساحة المزروعة بالشعير".

ويمتلك الأحمد نحو 80 دونمًا في ريف الحسكة الجنوبي يزرعها كل عام بالشعير.

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "زراعة الشعير لا تزال ضمن الأولويات لدى الكثير من الفلاحين، ولكن إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، ستشهد هذه الزراعة تدهوراً شبيهاً بالانهيار الحاصل في زراعة القطن".

وأكد أن "الإنتاج من الشعير تراجع بشكل كبير خلال العام الماضي عن المتوقع، ليتراوح إنتاج الدّونم الواحد من محصول الشّعير المروي في الأراضي المزروعة بين كيس واحد وكيسين فقط؛ بسبب الظروف المناخية الاستثنائية.

أخبار ذات صلة
نازحون في مدارس الحسكة السورية.. دون مساعدات ولا خيام

وتعاني عموم الحسكة السورية، منذ أعوام من الجفاف؛ بسبب عدم هطول كميات كافية من المطر الذي يعتمد عليه المزارعون، وخاصة على المنطقة المحيطة بسرير نهر الخابور التي لم تعد تنتج إلا القليل من القمح والشعير.

وتجدر الإشارة إلى أن لجان الزراعة التابعة للإدارة الذاتية في مناطق ريف الحسكة الجنوبي، لم تمنح الرخص الزراعية لمزارعي الشعير المروي والبعل لهذا العام، وخصصت الرخص لمزارعي القمح المروي فقط.

كما لم يحصل المزارعون الذين يملكون أراضي زراعية في منطقة حوض الخابور، على الرخص الزراعية أيضًا؛ بسبب شح الأمطار في العامين الأخيرين، وارتفاع معدلات الملوحة وتحول المزارع إلى أرض جافة ومتشققة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com