شركة استشارات دفاعية تركية تنفي تجنيدها "مقاتلين مرتزقة" لصالح أنقرة
شركة استشارات دفاعية تركية تنفي تجنيدها "مقاتلين مرتزقة" لصالح أنقرةشركة استشارات دفاعية تركية تنفي تجنيدها "مقاتلين مرتزقة" لصالح أنقرة

شركة استشارات دفاعية تركية تنفي تجنيدها "مقاتلين مرتزقة" لصالح أنقرة

يبدي رجل الأعمال التركي مليح تانريفردي استياءه إزاء تلميحات بأن شركته الخاصة للاستشارات الدفاعية باتت السلاح السري لأنقرة في حروب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

ووضعت شركة "سادات للاستشارات الدفاعية الدولية" تحت المجهر بشكل متزايد، في أعقاب اتهامات أميركية لها بأنها تقوم بتدريب سوريين يتم إرسالهم فيما بعد لدعم القوات الموالية لتركيا في مناطق نزاعات مثل ليبيا.

وتقول الشركة في بيانها الرسمي إن سادات "تهدف إلى مساعدة العالم الإسلامي على لعب دور بين القوى العالمية العظمى كقوة عالمية مكتفية ذاتيا".

غير أن تانريفردي يقول إن الاتهامات هي جزء من حملة تضليل إعلامي غربية تهدف إلى تشويه صورة تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، وأكد في حوار خطي "لا علاقة لشركتنا بمنظمة مرتزقة".

وأكد في تصريحات بالإنجليزية أن "دخول سادات إلى ميدان العمليات كلاعب غير متوقع ضد القوى الدولية يشرح سبب التضليل الإعلامي هذا".

وأسس شركة سادات في عام 2012 والد تانريفردي، عدنان، وهو عميد متعاقد انتهت خدمته خلال حملة التطهير في صفوف الجيش العلماني تقليديا؛ للحد من نفوذ الإسلاميين فيه عام 1996.

واكتسب دور الشركة الخفي في تعزيز مصالح تركيا في أنحاء العالم الإسلامي مزيدا من الاهتمام، وسط مساعي أردوغان لضمان موطئ قدم في أفغانستان عقب خروج القوات الأميركية من هذا البلد.

واقترحت تركيا الاستعانة بمتعاقدين من القطاع الخاص لحماية مطار كابول كي يتمكن من استقبال الرحلات الدولية، وهو دور يبدو وكأنه صمم نظريا لشركة سادات.



"نظرية مؤامرة"

يقول تانريفريدي إن سادات وحدها "يمكنها تقديم خدمات الاستشارة والتدريب لوحدات أمنية وعسكرية تتولى ضمان أمن المطار".

ومجموعة عملياتها المقترحة، الملونة باللون الأخضر على شعار الشركة الذي يظهر خريطة للعالم، تمتد من شمال إفريقيا إلى الشرق الأوسط، وأجزاء من وسط وجنوب شرق آسيا.

وفي عام 2020 قالت وزارة الدفاع الأميركية إن سادات أرسلت فرقا إلى ليبيا لتدريب مقاتلين سوريين، لمؤازرة قوات حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، والمدعومة من تركيا.

وجاء في تقرير للبنتاغون آنذاك أن سادات "تقوم بالإشراف ودفع الأموال لما يقدر عددهم بخمسة آلاف من المقاتلين السوريين الموالين لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا".

ورفض تانريفردي التقرير والاتهامات بأن سادات أرسلت مقاتلين إلى أذربيجان خلال الحرب التي اندلعت العام الماضي مع أرمينيا حول جيب ناغورني قره باغ، معتبرا ذلك "نظرية مؤامرة".

وقال إن "سادات لم تذهب أبدا إلى سوريا أو ليبيا أو أذربيجان"، مضيفا: "أتظن فعلا أننا من الاحتراف بحيث يمكننا خداع القوى العالمية؟".

ويعتبر بعض المحللين أن الشركة تتمتع بهذا القدر من الاحتراف.



"مسهّل"

وقال الخبير في شؤون الإرهاب في الجامعة الأميركية ومعهد أوريون بوليسي، سوات تشوبوكتشو، لوكالة فرانس برس: "هناك مصادر موثوقة تشير إلى أن سادات تلعب دورا أساسيا في تدريب وتعبئة مقاتلين في سوريا، والاستعانة بهم كمرتزقة".

وأصبح تانريفيردي الوالد في البداية مستشارا أمنيا كبيرا لأردوغان، عقب محاولة الانقلاب ضده في عام 2016، ويعتقد البعض أن سادات توفر للحكومة التركية إمكانية إنكار ذي مصداقية للدور الذي تلعبه في الخارج.

ووصف تقرير لرئيس هيئة الأركان المشتركة في الولايات المتحدة مات باورز شركة سادات بأنها "طرف مسهّل بين أنقرة والمقاتلين السوريين".

واعتبر مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد فورين بوليسي للأبحاث آرون ستاين في تصريحات أن "هناك الكثير من التكهنات بأن الاستخبارات التركية تستخدم وسطاء (مثل سادات) لدفع مبالغ مالية لمقاتلين، ما يضفي غطاء من الشرعية على الاستعانة بسوريين في عمليات في الخارج".

وأضاف: "لكن ليس لدينا أي فكرة عن طريق حصول ذلك".

ورفض تانريفردي الكشف عن اسم أي من زبائن الشركة، وقال: "نعمل في كل القارات، ومن ضمنها إفريقيا".



دافع عقائدي

اعتبر تشوبوكتشو أن رؤية سادات السياسية بشكل علني للعالم وعدم امتلاكها وحدات مسلحة خاصة بها هو ما يميزها عن فاغنر، شركة الأمن الروسية التي يعتقد على نطاق واسع أنها مرتبطة بالكرملين، والتي تنشر مقاتلين في إفريقيا الغنية بالموارد.

وقال تشوبوكتشو إن شركة سادات ترتبط بعلاقات ذات توجه عقائدي وأكثر تشابكا مع حكومة دولتها".

غير أن تانريفردي رفض التكهنات بأن شركته باتت جزءا غير رسمي من الدولة التركية.

وأوضح بأن سادات تحتاج لموافقة من الدولة "لتصدير خدمات أو منتجات الصناعة الدفاعية"، لكنها لا تأخذ تعليمات من وزارات أو من وكالة الاستخبارات الوطنية التركية.

ورغم أن تانريفردي الأب لم يعد مستشارا أمنيا لأردوغان، إلا أن غضب الشركة تجاه الغرب لا يزال قائما.

وقال تانريفردي الابن إن "دولا آتية من مسافة آلاف الكيلومترات تنشر أخبارا كاذبة لاتهام رئيسنا وكبير مستشاريه السابق عدنان تانريفردي".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com