تركيا.. وثائق تكشف احتكار 7 شركات لمقربين من أردوغان عقود الإنشاءات الضخمة

أظهرت وثائق نشرها موقع "نورديك مونيتور"، ​اليوم الثلاثاء، أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان اعتمد طوال السنوات الماضية شروطا لترسية عقود الإنشاءات الضخمة، تمنح الأولوية لشركات البناء والإنشاء المملوكة لمقربين من الرئيس.

وقال الموقع الأوروبي المتخصص بالشؤون التركية في تقرير له إن من بين الشركات المستفيدة من الشروط التي يضعها النظام التركي، ما يُعرف في صناعة الإنشاءات بـ"عصابة الخمسة الكبار"، ومجموعة البيرق، وإن آخر العقود المُجيّرة للأتباع كانت اتفاقية مع البوسنة والهرسك وقعت في مارس الماضي، وحُوّلت مؤخرا للبرلمان للإقرار.

شركة تاشيابي  

ووفقًا لاتفاقية بين تركيا والبوسنة والهرسك بشأن التعاون في مشاريع البنية التحتية والبناء، موقعة في أنقرة في 16 مارس الماضي، تلتزم تركيا بدعم بناء طرق سريعة في البوسنة تشكل أجزاء من مشروع الطريق السريع بلغراد- سراييفو ، والذي بدأ بناؤه في وقت سابق.

وتنص الاتفاقية على أن الأولوية في اختيار المقاولين ستعطى للمقاولين الذين يعملون حاليًا على الطرق المحددة. وهو نصّ يعني عمليا أن هناك شركة تركية واحدة فقط تستوفي هذا الشرط؛ وهي شركة "تاشيابي" التي يملكها رجل الأعمال المقرب من الرئيس أردوغان، "عمر الله تورانلي".

وأصبح تورانلي، وهو من مدينة ريزه مسقط رأس أردوغان، يلعب دورا مهما في تأمين المناقصات في تركيا بتوصية من أردوغان، وفقًا لمكالمات هاتفية تم التنصت عليها وتسريبها، وأثارت جدلا كبيرا في البلاد نهاية عام 2013.

ويُظهر السجل التجاري لشركة "تاشيابي" أنها فازت بمعظم مناقصات الإسكان المثيرة للجدل في تركيا، ومنحتها الحكومة مشاريع البنية التحتية بكازاخستان وقبرص وليبيا، وأرست عليها المشروع الأخير البوسنة والهرسك، الذي سيكلف 2 مليار يورو.

مجموعة البيرق و"عصابة الخمسة"

بالإضافة لشركة "تاشيابي"، فإن الشركات المحظية من الرئاسة التركية بهذه العقود الإنشائية الكبرى، تشمل "مجموعة البيرق" التي أشار التقرير إلى أنها مُنحتْ "عقودا فاسدة" في تركيا وفي الصومال ودول أفريقية أخرى بمساعدة أردوغان.

كما فازت شركات البيرق بالعديد من المناقصات العامة الكبيرة، بدءاً من إنشاء مترو إسطنبول إلى إنتاج دبابات للجيش التركي، وكان الكثير من تلك العقود موضع جدل وتحقيقات في قضايا فساد.

كما تم تسليمها إدارة مرافق ميناء مقديشو بناءً على طلب أردوغان، وفي عام 2019، أدى منح الرئيس الغيني ألفا كوندي، الصديق المقرب لأردوغان، امتياز ميناء كوناكري المستقل (PAC) إلى البيرق، دون اتباع الإجراءات العادية، إلى رد فعل عنيف في الأوساط الاقتصادية والسياسية، كما يشير تقرير "نورديك مونيتور"​.

ويوثق التقرير لما يُعرف في مجتمع الأعمال التركي بمجموعة "عصابة الخمسة"، وهم مقاولون محسوبون على أردوغان.

وتضم المجموعة "رئيس شركة جنكيز القابضة محمد جنكيز، والرئيس التنفيذي لشركة ليماك القابضة نهاد أوزدمير، وكذلك محمد نظيف جونال رئيس مجلس إدارة شركة إم إن جي القابضة، والرئيس التنفيذي لشركة قولن للإنشاءات ناجي كولوغلو، وجمال كاليونكو رئيس مجلس إدارة مجموعة قولن للإنشاءات".

وكانت بيانات صادرة عن البنك الدولي أظهرت أن هذه الشركات التركية الخمس فازت بمناقصات قيمتها 30 مليار دولار في السنوات الأربع الماضية، أشار برلماني من المعارضة التركية إلى أن وزارة التجارة منحت 128 تصريحًا لإعفاءات ضريبية خاصة لشركات البناء الخمس هذه خلال السنوات الـ 10 الماضية.