بلومبيرغ تكشف: الإطاحة بكارلوس غصن كانت "مؤامرة" داخل نيسان
بلومبيرغ تكشف: الإطاحة بكارلوس غصن كانت "مؤامرة" داخل نيسانبلومبيرغ تكشف: الإطاحة بكارلوس غصن كانت "مؤامرة" داخل نيسان

بلومبيرغ تكشف: الإطاحة بكارلوس غصن كانت "مؤامرة" داخل نيسان

أظهرت وثائق، كشفتها وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية، اليوم الإثنين، أن إطاحة رجل الأعمال اللبناني، كارلوس غصن، من رئاسة شركة نيسان اليابانية للسيارات، في أواخر عام 2018، كانت نتيجة حملة مدبرة بتكتم، بين مسؤولين كبار في الشركة، يتوسطهم هاري ندا، مدير مكتب الرئيس التنفيذي للشركة.

وكشفت  بلومبيرغ  عن مراسلات بالبريد الإلكتروني، يعود تاريخها إلى فبراير 2018، يؤيدها أشخاص طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، كما قالت، ترسم صورة لحملة منهجية للإطاحة بغصن، وإن اتهامه بإساءة الوظيفة والأمانة، كان يجرى تضخيمها وتوظيفها إعلاميا، لتسويغ إبعاده عن موقع المسؤولية.

السبب الحقيقى لقرار الاطاحة

وتتضمن هذه المراسلات، شواهد على أن إطاحة غصن، 66 عامًا، كان يراد منها تعطيل برنامجه لتوثيق العلاقة بين شركتي نيسان اليابانية، ورينو الفرنسية، وإعادة تركيب هذه العلاقة بشروط أكثر ملاءمة لنيسان.

وتُظهر الوثائق، أن بداية" التآمر" على غصن كانت بعد أن  تعهد في أوائل عام 2018، بجعل التحالف بين الشركتين لا رجعة فيه. وفور ذلك، ناقش كبار المديرين في شركة نيسان مخاوفهم بشأن الكيفية التي يتخذ بها رئيس كل من نيسان ورينو، خطوات نحو مزيد من التقارب، وهو ما لم يكونوا يريدونه، كما يقول التقرير.



تعطيل  برنامج غصن

في قلب هذه المناقشات، كان هاري ندا، مدير مكتب الرئيس التنفيذي لنيسان، وهو نفسه الذي أبرم بعد ذلك اتفاقية تعاون مع المدعين العامين، للإدلاء بشهادته ضد غصن.

وقد اعترف ندا بذلك، في منتصف عام 2018،  برسالة بعث بها إلى هيتوشي كاواجوتشي، مدير أول في نيسان، والمسؤول عن العلاقات الحكومية، قائلًا، إن نيسان يجب أن تعمل على "تفشيل مبادرات غصن قبل فوات الأوان".

وفي 18 نوفمبر 2018، قبل يوم من اعتقال غصن، لدى قدومه على طائرة خاصة في مطار هانيدا في طوكيو، عمم ندا مذكرة إلى الرئيس التنفيذي آنذاك، هيروتو سايكاوا، وفقًا لأشخاص مطلعين على الوثيقة. ودعا ندا إلى إنهاء الاتفاقية المنظمة للتحالف بين نيسان ورينو،  واستعادة حق الشركة اليابانية في شراء الأسهم في رينو، أو حتى الاستحواذ عليها.

واشارت بلومبيرغ، الى أن ندا كتب في الوثيقة إلى سايكاوا، أن تغييب  غصن ( إطاحته) سيكون تغييرًا جوهريًا لأكبر تحالف للسيارات في العالم، مما يتطلب تغيير الإدارة في نيسان. وقال ندا، إن نيسان يجب أن تسرع في تأكيد موقفها بعد اعتقال غصن.

وقالت الوكالة، إن هذا ما حصل فعلًا، حيث جرى في 2019 تعطيل طلبات رينو، التي عادت وتوجهت نحو  شركة كراسلر للسيارات.



وثيقة اخرى

وكشفت بلومبيرغ عن وثيقة أخرى، أظهرت أنه قبل أيام من اعتقال غصن، عمل ندا على توسيع الادعاءات ضد غصن، باساءة الائتمان،  قائلًا  في رسالة الى سايكاوا:  "إن نيسان يجب أن تضغط من أجل المزيد من تهم خرق الأمانة الأكثر خطورة، والتي كان جرى توجيهها إلى كارلوس غصن، حيث استخدم ندا  الأحرف الأولى من اسمي كارلوس و غصن. مضيفًا، أن هذا الجهد يجب أن يكون "مدعومًا بحملة إعلامية لضمان تدمير سمعة غصن بما يكفي."

وأظهر التقرير، أن استغلال المنصب، وتهم الفساد، التي وجهت لغصن، لم تكن فعلًا هي الأساس والهدف؛ فقد اتُّهم بعدم الإبلاغ عن حوالي 80 مليون دولار من الدخل، وتحويل الأموال من نيسان  الى جهات كان يسيطر عليها، وخضع للمحاكمة، قبل أن يتمكن من مغادرة  اليابان  متخفيًا، ليصل بيروت عبر تركيا.



 الوضع الآن

والان، بعد عام ونصف من "إطاحة غصن"، فإن العديد من الذين " اشتغلوا ضد غصن" دخلوا حالة من النسيان، كما تقول بلومبيرغ.

ولا يزال ندا في شركة نيسان، ولكن تم نقله إلى وظيفة أدنى. غادر سايكاوا مجلس إدارة الشركة في فبراير، ولم تعد لديه أي علاقات رسمية مع الشركة. كذلك جريج كيلي، المدير التنفيذي وعضو مجلس الإدارة السابق في نيسان، والذي أُلقي القبض عليه في  اليوم الذي قُبض فيه على غصن، فلا يزال طليقًا بكفالة، ينتظر المحاكمة، بتهمة أنه ساعد غصن على عدم الإبلاغ عن دخله.

وفي المقابل، فإن غصن الذي يعيش في بيروت بمنزل اشترته نيسان، فقد تعهد باستعادة سمعته وإثبات براءته.

حكومة اليابان تقول، إنها ستواصل السعي لتقديم غصن للعدالة، لكن لا يوجد لدى اليابان اتفاقية مع لبنان، لتسليم المجرمين، ومن غير المحتمل أن يمثُل الرجل مرة ثانية، أمام قاعة محكمة يابانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com