مع استمرار أزمة سد النهضة.. شبح نقص مياه يلاحق مصر

أثارت تصريحات وزير الري والموارد المائية المصري هاني سويلم، بشأن تحذيره من نقص مياه النيل في مصر في ظل استمرار أزمة سد النهضة، مخاوف المصريين، لا سيما وأن مصر تعاني من أزمة اقتصادية في الفترة الراهنة.

وقال خبير الموارد المائية المصري الدكتور ضياء القوصي، إن سد النهضة هو المشكلة الرئيسة التي تؤدي إلى القلق بشأن نقص نصيب الفرد من مياه نهر النيل، لافتا أن مصر لديها شح مائي حتى وإن حُلت أزمة سد النهضة.

وأضاف القوصي في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "مصر تعاني من نقص نصيب الفرد من مياه نهر النيل منذ سنوات عديدة، وليس بسبب سد النهضة".

وتابع: "مصر تحصل على حصتها من مياه النهر والتي تبلغ 55 مليار ونصف متر مكعب، وهذه الحصة كانت تكفي في السابق حينما كان عدد السكان 20 مليون نسمة".

وأردف: "أما الآن فعدد السكان تخطى 100 مليون نسمة، إذا حصة الفرد تقريبا تقترب من 500 متر مكعب، أي أننا سنبدأ بالفعل مرحلة الشح المائي، والتي تبدأ حينما يتناقص نصيب الفرد إلى أقل من 500 متر".

وبسؤاله ما إذا كانت هذه الأزمة مستعرة قبل أن يتم استكمال سد النهضة، فما الذي سيحدث في حال نقص منسوب الماء بسبب السد الأثيوبي؟ أجاب: "لكل حدث حديث، في حال حدوث أزمة بسبب السد لن تقف مصر مكتوفة الأيدي".

وكشف خبير الموارد المائية عن خطة الدولة المصرية لمواجهة هذا الخطر بالقول: "الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح لتوفير المياه والمحافظة عليها، حيث تعيد استخدام المياه بمعالجة مياه الصرف الصحي والصرف الصناعي بمجموعة من محطات بلغ عددها 14 محطة كبيرة، ستوفر مياها كثيرة".

وحول تصريحات الوزير، أشار القوصي أن حديث الوزير صحيح؛ لأنه في حال استمرار أزمة سد النهضة ستكون مشكلة كبيرة لمصر، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يتسبب السد في مشكلة لمصر.

تصريحات الوزير مثيرة للقلق

ومن جانبه، رأى الدكتور نادر نور الدين خبير الموارد المائية والأستاذ بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، أن تصريحات الوزير تثير قلق المصريين، وليست في محلها إلا إذا كان يخاطب الرأي العالمي.

وأضاف نور الدين لـ"إرم نيوز": "الوزير يكرر نفس التصريح الذي أطلقه منذ ستة أشهر وتحديدا في 23 أغسطس الماضي، ونشرته المواقع العربية والعالمية وقال نفس الكلام نصًّا، ما أثار قلقا في الشارع المصري ولدى المواطنين". 

وأضاف: "بدأ الوزير التفكير في أن السد الأثيوبي هو السبب رغم أن تأثيراته على مصر والسودان لم تبدأ بعد، وربما يكون الوزير قد قصد مخاطبة الرأي العام العالمي بشأن أن مصر دولة شح مائي ولا تحتمل أي نقص جديد في مواردها المائية، وأن نصيب الفرد حاليًّا من المياه أقل 600 متر مكعب سنويًّا". 

وذكر أستاذ الزراعة المصري: "نقترب من حدِّ الفقر المزمن والمدقع بنصيب للفرد أقل من 500 متر مكعب سنويًّا، بعد أن دخلنا حدَّ الندرة والفقر المائي منذ أكثر من عشر سنوات بنصيب للفرد أقل من ألف متر مكعب في السنة". 

واستكمل: "أعتقد أن تكرار هذا التصريح محليًّا مقلق، وربما يكون مناسبا عندما يكون الوزير في الخارج ويخاطب المجتمع الدولي في مؤتمرات عالمية أو اجتماعات لمنظمات دول أو تعاون مع دول العالم المتقدم".

وتابع: "أما تكرار هذا التصريح داخل مصر يسبب قلقا جديدا للمواطن المصري في وقت ترتفع فيه الأسعار بشدة ويزيد التضخم وينخفض الجنيه المصري بما يزيد من الأعباء الحياتية على المواطن، الذي لا ينقصه القلق على المياه أيضا شريان الحياه في مصر".