جدل في لبنان بعد اتهام حاكم المصرف المركزي رياض سلامة بتهريب أموال (فيديو)
أثار تقرير وصف بالسري، تناولته الإعلامية اللبنانية ديما صادق في مقطع مصور على حسابها في تويتر، عاصفة جدل واسعة، بعدما اتهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومقربين منه بتحويل مبلغ ملياري دولار لحسابات تابعة له خارج البلاد.
وقالت الإعلامية اللبنانية إنها أثبتت صحة الوثائق التي تكشف التحويلات المزعومة لحاكم مصرف لبنان، رغن أنه شكك في مصداقيتها، مدعيا أنها مزورة وتأتي ضمن الحملة الممنهجة ضده وضد المصرف.
وكان رياض سلامة قد قال إن "حاكمية مصرف لبنان على علم بهوية من أعد الوثائق والتي تعود إلى العام 2016 وأيضا من قام بتزويرها وهي شركة إنترناسيونال كريستال كريدت"، مشيرا إلى أن إعداد تلك التقارير أتى بطلب من جهات محلية لبنانية ويملك مصرف لبنان أسماءها وهوياتها.
لكن ديما قالت إن جهات أمنية وحكومية تواصلت معها بالتعاون مع موقع محلي أجمعت على أن المعلومات الموجودة بالوثائق صلبة ومتماسكة، على عكس ما يقوله حاكم مصرف لبنان.
ولاحقا نشر "فرست ناشيونال بنك" نفيا للمعلومات التي أوردتها صادق في مقطع الفيديو الخاص بها، وذكر بيان للبنك أنه "يتم التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتقرير يفيد بأن فرست ناشونال بنك ش.م.ل. قد أودع مبلغا نقديا بقيمة 80 مليون يورو في حساب حاكم مصرف لبنان السيد رياض سلامه في زيوريخ. يهم فرست ناشونال بنك ش.م.ل. أن يوضح بأن لا صحة على الإطلاق لهذه المزاعم وبأنه لم يقم بأي إيداع أو تحويل أو أي عملية مصرفية لصالح حساب حاكم مصرف لبنان لا في زيورخ ولا في أي مكان آخر".
وعقب النفي اضطرت الإعلامية إلى نشر توضيح قالت فيه إن قرارها "نشر الوثيقة كاملة جاء لوضعها في متناول الرأي العام بعد إعلان سلامة هو بذاته عن وجودها ونحن فعلا وحتى الساعة لسنا واثقين من دقة كل ما جاء في التقرير وإنما ننشرها لنضعها برسم المعنيين".
ووعلى الرغم من ذلك جلب مقطع الفيديو المذكور تفاعلا واسعا من اللبنانيين الذين تعاني بلادهم من أزمة مالية حادة.
وتنوعت التعليقات بين التشكيك في موقف المسؤول اللبناني وبين الهجوم على الإعلامية واتهامها بنشر معلومات مغرضة هدفها تشويه سلامة.
وقال مغرد يدعى ناجي صفير: "لا شك انو رياض سلامة من المسؤولين عن وضع لبنان ولازم يتحاكم بس ما بحق لهل الطبقة التي استفادت منه ان تحاكمه ولا ان تستبدله. لان الهجوم عليه (انا كنت سباق من 3 سنين تما حدا يزايد عليّ) سياسي من التيار وحزب الله لوضع اليد على مصرف لبنان وتنفيذ سياساتهم. يبدل بعد الانتخابات النيابية".
وقال النائب اللبناني جميل السيد: "رياض سلامة يقول أن الوثائق عن تحويلاته المالية بملايين أل$ مفبركة من شركةCRISTAL CREDIT INTERNATIONAL بمدينة ليون الفرنسية ويديرها Kevin Rivaton"! هالوثائق منشورة من سنين، ليش سكتت وما تشكّيت عالشركة بفرنسا لحد هلّق؟! للتذكير، جوني عبدو إفترى علينا بكذبة وإشتكينا بفرنسا وحكموه"."
في المقابل، قال الناشط سمير مجدوب: "التحريض على حاكم مصرف لبنان هو أمر غير مقبول ، هدفه إلهاء الناس عن فساد الزعماء .. وسوف يدرك الجميع حقيقة ما أقول بعد أن يفوت الأوان".
وكان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة قد أعلن، نهاية شهر يناير الماضي أنّه تمّ تحويل مليار دولار إلى الخارج في نهاية العام 2019 على الرّغم من القيود المشدّدة التي تفرضها البنوك اللبنانيّة على حركة الأموال، في وقتٍ سرت تقارير عن قيام مسؤولين سياسيّين بتحويلات ماليّة إلى خارج لبنان.
وفي خضم الاحتجاجات الشعبية التي هزت لبنان خلال الأشهر الماضية، اتهم متظاهرو الطبقة الشعبيّة ضدّ الطبقة السياسيّة، المصارف بتحويل مبالغ ماليّة ضخمة لمسؤولين ومتموّلين إلى الخارج، في الوقت الذي تفرض فيه إجراءات مشدّدة على المودعين في لبنان.
