يرى تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الصين الآن أضعف مما بدت عليه في عام 2017، وقالت إن حكام العملاق الآسيوي يواجهون "رياحا معاكسة" مثيرة للقلق.
وذكر التقرير أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، أشار في خطاب له قبل ستة أعوام في المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أن الصين تحت رقابته "وصية على النظام الدولي، ونموذج للعولمة وليبرالية التجارة الحرة"، بينما كان متبقيًّا ستة أيام على تنصيب دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا.
وقال الرئيس الصيني في خطابه بمناسبة العام الجديد، إن الاقتصاد الصيني يواجه "رياحًا معاكسة" في خضم تباطؤ هيكليٍّ ناتج عن تباطؤ الصادرات، وضعف الطلب، وارتفاع معدلات البطالة، وقلق المستثمرين.
وأضاف بينغ: "واجهت بعض الشركات وقتًا عصيبًا وبعض الناس كان من الصعب عليهم العثور على وظائف وتلبية الاحتياجات الأساسية،" وتعهد بتعزيز وتقوية النشاط الاقتصادي في الصين.
وأشار رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشاينغ الثلاثاء، في مؤتمر دافوس إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنحو 5.2%، وهو ما يتوافق مع هدف الـ 5% الذي حددته بكين في العام السابق على الرغم من أنه أبطأ بكثير من وتيرة النمو في البلاد قبل جائحة كورونا.
ومن المتوقع أن تحدد الصين هدفا مماثلا للعام المقبل، بحسب الصحيفة.
وأوضحت صحيفة فايننشال تايمز، "على الرغم من قوة اقتصاد الصين مقارنة بالاقتصادات المتقدمة، إلا أن هدف العام الماضي كان الأدنى في الصين منذ عقود".
وقال محللون إنه "بعد عمليات الإغلاق التي أضرت بالاقتصاد في عام 2022، كان من السهل تحقيق الهدف، لكن الحكومة اضطرت إلى زيادة الدعم المالي بعد تذبذب النمو في منتصف العام".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن التدفق الهائل للاستثمارات الأجنبية إلى الخارج يمثل تحولا مذهلا في صورة الصين.
ويقول ديفيد لوبين من مركز "تشاتام هاوس"، إن "الشركات الصينية تستثمر في الخارج أكثر مما تستثمر الشركات الأجنبية في الصين، ويبدو أن الشركات الأجنبية الآن غير راغبة في الاستثمار في الصين على الإطلاق".
وفي الأشهر الثلاثة حتى شهر سبتمبر الماضي، سحبت الشركات الأجنبية 12 مليار دولار من رؤوس أموالها من البلاد، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ جيل".
واستغل لي تشاينغ فرصته في دافوس لترويج الأعمال الأجنبية، إذ أدت سياسات الرئيس الصيني المركزية الصارمة إلى إثارة ذعر رأس المال الأجنبي وحتى المستثمرين المحليين، في حين يعمل المستهلكون الصينيون على تشديد القيود على محافظهم المالية، مع ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية.
ومن التحديات التي تواجهها الصين الركود العقاري، والتدقيق على أنشطة الشركات الأجنبية في الصين، والحملات التنظيمية على صناعات التكنولوجيا والتعليم الناجحة، بالإضافة إلى الإنكماش الذي أشار إليه جيسون دوجلاس، المراسل في "وول ستريت جورنال"، بحسب الصحيفة الأمريكية.